جذب الأنظار
المسألة
لا تتعلق بتحسين نظرة المرء إلى نفسه بقدر ما تتعلق بتحسين نظرات الآخرين
وجذب أنظارهم إلينا. الكل يريد أن يحظى بنظرات الإعجاب ولو كلفهم الأمر
عدة آلاف من الدولارات، مع احتمالات ألا تحقق عمليات التجميل الهدف المرجو
منها، بل ربما يحدث العكس تماماً فتتحول إلى عملية تزيد القبح قبحاً وتكشف
كل ما كان المرء يحاول إخفاءه.
وليس سراً القول إن عشرات الآلاف من
عمليات التجميل انتهت بما يمكن وصفه كوارث حقيقية.. الكثيرون ماتوا «تحت
السكين» وكثيرون مازالوا يعيشون مع تشوهاتهم ويتمنون الموت في كل لحظة..
وفي المقابل هناك من حقق حلمه بواسطة هذه العمليات.
القناعة غائبة
يقول
المتخصصون النفسيون إن المشكلة لدى مدمني عمليات التجميل أنهم لا يتقبلون
أنفسهم كما هي، فالقناعة لا تعرف سبيلاً إلى تفكيرهم.. يريدون التمسك
بمظاهر الشباب وعدم الاعتراف بأن سنوات العمر لابد من أن تترك بصماتها
وخطوطها على أجسامهم وقسمات وجوههم إن عاجلاً أو آجلاً.. يكرهون الواقع
والحقائق الأزلية.. يعيشون في أوهامهم المبنية على المباهاة والمفاخرة
والغرور وفقاً لتفسيرات المتخصصين.
الطريف في الموضوع كما يقول هؤلاء
أن عملية التجميل الأولى تجر العملية الثانية، وهذه تجر الثالثة، وهكذا
يفلت الزمام ويفقد المرء القدرة على السيطرة. فالعملية الأولى تكون في
الغالب لإصلاح شيء ما يحتاج إلى إصلاح، أو إلى إزالة تغيرات أو تشوهات
حدثت بعد التعرض لحادث سيارة أو لحادث مؤسف في المنزل على سبيل المثال..
ومن الطبيعي أن تكر المسبحة بعد العملية الأولى ويخرج الأمر عن نطاق
السيطرة، ويصبح المرء زبوناً دائماً لمبضع طبيب التجميل.
نوع من الإدمان
مثل
غيره من أنواع الإدمان.. ليس من السهل التخلص من إدمان عمليات التجميل،
تماماً كما هو الحال مع مدمني التدخين على سبيل المثال.. فالإقلاع عن
التدخين لايزال يستعصي على مئات الملايين في كل أنحاء العالم. مع ملاحظة
فارق بسيط وهو أن إدمان التدخين يكون لأسباب جسدية في حين أن إدمان عمليات
التجميل يكون لأسباب نفسية.
يقول علماء النفس أن مدمني عمليات التجميل
إنما يضحكون على أنفسهم لاعتقادهم أن في الإمكان تعطيل الطبيعة عن مسارها.
فعمليات زرع الشعر أو إزالة الشعر الزائد.. تغيير تقاطيع الوجه.. تكبير
الصدر أو تصغيره.. شفط دهون البطن.. إزالة الترهلات والتجاعيد.. إلى آخر
القائمة.. عمليات يمكن في حال نجاحها أن تؤجل مسيرة الطبيعة مؤقتاً لبضع
سنوات فقط، لأن الطبيعة لن تلبث بعدها أن تظهر وبقوة.. دفعة واحدة أو على
دفعات متسارعة.
عمليات التجميل قد تجعل المرء يبدو أصغر من عمره
الحقيقي وأكثر جمالاً، لكنها تغيرات مؤقتة لا يمكن أن تستمر لأكثر من
سنوات قليلة، يعود المرء بعدها ليظهر على حقيقته من حيث السن ومن حيث
الجمال أيضاً. دون أن ننسى بالطبع كيف يبدو مظهر المدمن على عمليات
التجميل.. وجه اصطناعي كأنه من البلاستيك لا حياة فيه. وفي ما يلي بعض
المشاهير الذين خضعوا لعمليات تجميل في السنوات الأخيرة:
هايدي مونتاغ
يقال
في هوليوود إن هايدي (23 عاماً) سجلت الرقم القياسي، فقد خضعت لعشر عمليات
تجميل في يوم واحد.. عشر عمليات من قمة الرأس حتى القدمين، ابتداء من
تعديل شكل الحاجبين والجفنين والأذنين والخدين والأنف والشفتين والذقن
والرقبة والصدر والبطن والردفين.
تقول إنها أرادت أن تكون جميلة بعد
سنوات أمضتها مثل بطة عرجاء، فالكل كان يهزأ بها. وبعد أن انتقلت إلى لوس
أنجلوس صار كثيرون يشبهونها بجي لينو، مقدم البرامج التلفزيونية الشهير
والمعروف بوجهه المستطيل وذقنه المدببة.
تضيف: كانت الانتقادات الكثيرة
تثير أعصابي وكادت تقتلني، وكلما شاهدت نفسي في المرآة كنت أشعر بالضيق.
أما الآن فحين أنظر إلى المرآة لا أستطيع أن أكتم إعجابي.. كم أنا جميلة..
شيء رائع.
جانيس ديكنسون
منذ سنوات عديدة تحمل عارضة الأزياء هذه
لقب أول سوبر موديل في العالم. وبعد أن بلغت الثانية والخمسين من عمرها
أنزلت إلى الأسواق مذكراتها في كتاب بعنوان: «حياتي.. جنس ومخدرات وعمليات
تجميل».
تقول في مذكراتها إنها أجرت أكثر من سبع عشرة عملية تجميل، من
بينها تكبير الصدر وتصغير البطن وشفط الدهون وإزالة تجاعيد الرقبة وشد
الوجه.
وكانت جانيس قد ارتبطت بعلاقات عاطفية مع عدد كبير من مشاهير
هوليوود أمثال جاك نيكلسون، وارين بيتي، مايك جاغر، دولف لوندغرين،
وسيلفستر ستالوني وغيرهم.
شير
على الرغم من أنها في الرابعة والستين
من عمرها فإن الكثيرين ما زالوا يصفونها بالأسطورة التي لن تشيخ. ويشبهها
هؤلاء بدمية أطباء التجميل، الذين يستخدمونها كدليل حي على قدرتهم على
الحفاظ على الشباب الدائم والجمال المتوهج.
بقيت لسنوات عديدة تنفي
الأخبار عن عملياتها الجراحية، لكنها عادت أخيراً واعترفت بأنها مدمنة على
هذه العمليات، ابتداء من عمليات تسمين الشفتين والخدين وتصغير الأنف،
نزولاً حتى تكبير الصدر وشد البطن وتصغير الأرداف.
وفي مقابلة أجريت
معها أخيراً سخرت شير من الأخبار التي تتحدث عن أن كل ما فيها اصطناعي،
فقالت ضاحكة إنها لا تزال تحتفظ ببعض ما ورثته عن والديها.
ومضت قائلة:
صحيح أن عملية تجميل أجريت لي لتعديل عظام الخدين، إنها مسألة قديمة، لكن
لا صحة للأنباء التي تحدثت عن عملية تجميل لإزالة ضلع من صدري.. أين
المنطق في هذه الاتهامات وما الغرض منها؟
تجدر الإشارة إلى أن شير معروفة منذ أكثر من عشرين عاماً بإقامة علاقات غرامية مع شباب في عمر أولادها، بل أصغر من أولادها.
دوناتيلا فيرساتشي
بعد
وفاة شقيقها جياني، وجدت دوناتيلا نفسها على رأس إمبراطوريته للأزياء
النسائية الفاخرة. ولمجاراة العالم الجديد والعروض والأضواء لجأت صاحبة
الملايين إلى عمليات التجميل، فخضعت لمبضع الجراح أكثر من عشر مرات كانت
نتيجتها كارثية باعترافها شخصياً. لكن مثل هذه العمليات أشبه برحلة في
اتجاه واحد لا رجعة فيه ولا يمكن تغيير مساره.
ومما زاد الطين بلة، كما
يقال، أنها أخضعت نفسها في السنوات الأخيرة لحمية غذائية غير عادية فقدت
بنتيجتها أكثر من ثلاثين رطلاً، فظهرت شفتاها المتورمتان بسبب عمليات
التجميل كأنهما تحتلان نصف وجهها، كما ظهر صدرها المحشو بالسليكون
والبوتوكس فوق جسد نحيل جداً في قمة المفارقة.
تجميل شهيرات هوليوود.. بالترتيب!
طرحت
إحدى المجلات الفنية الرئيسية في الولايات المتحدة على قرائها سؤالاً عن
مشاهير هوليوود ممن تظهر على وجوههم نتائج عمليات التجميل أكثر من غيرهم،
فجاءت النتائج على النحو التالي وبالترتيب:
ميلاني غريفيث: قال قارئ في
تعليقه أن وجهها بعد عمليات التجميل صار يشبه أرضاً ضربها زلزال، وأن هذا
الوجه سيتهاوى مثل قطع الزجاج المتكسر.
ساندرا بولوك: قال قارئ إنها
تبدو رائعة لولا اللون الباهت لأحمر الشفاه الذي تستخدمه، لكن بشكل عام من
الواضح أن طبيب التجميل أنجز عملاً جيداً.. فالبوتوكس المستخدم لإخفاء
تجاعيد وجهها لم يمنعها من الابتسام بصورة طبيعية على عكس غيرها ممن صار
مجرد الابتسام يتطلب منهن جهداً نادراً ما يتحقق بسبب البوتوكس.
مولي
رينغوولد: جاء في تعليق لأحد القراء المشاركين في الاستفتاء أن وجه مولي
بدا بعد العملية في غاية الإرهاق وكأنها خارجة لتوها من معركة حقيقية بسبب
البوتوكس لكن ملامحها ما لبثت أن هدأت مع الأيام.. ومن المرجح أن تعرضها
لأشعة الشمس ساعدها في هذا الاتجاه.
ماغي جيلينهال: أحد المشاركين في
الاستفتاء كتب يقول: كل تقاطيع وجهها تبدو أكثر من رائعة إذا أخذت كل منها
على حدة لكن المشكلة تظهر بوضوح حين تجد كل هذه التقاطيع مجتمعة في
الوجه.. هل نلوم طبيب التجميل، أم أنها هي المسؤولة عما حدث لها.. لا أعرف
بالضبط لماذا يعمد البعض لتشويه الجمال الطبيعي بهذه الصورة؟
جيل
إيرلاند: كتب أحد القراء يقول: من المؤكد أن طبيب التجميل قام بعمل رائع
جداً، فهي تبدو بعد العمليات التي أجريت لها شخصاً آخر غير جيل إيرلاند
التي نعرفها.. لم يبق منها غير الاسم.
ديمي مور: قال قارئ أن ديمي مور
تعتبر أفضل مثال على جدوى عمليات التجميل، فهي في السابعة والأربعين لكنها
تبدو بفضل عمليات التجميل وكأنها لاتزال في السابعة والعشرين.
سارة
جيسيكا باركر: قال قارئ إنه سبق لها أن خضعت لمبضع الجراح في عملية لتجميل
الأنف، لكن من الواضح أن الطبيب لم يكمل عمله فهي في حاجة للمزيد، لأن
منظرها غير مشجع على الإطلاق.
المال والعقل!
هل صحيح ما يقوله أحد المعلقين من أن الذين يدمنون على عمليات التجميل هم أولئك الذين تكون أموالهم أكبر من عقولهم؟
مايكل جاكسون
لن
يتمكن أحد من معرفة الحقيقة الكاملة وراء عمليات التجميل التي خضع لها
«ملك البوب» الراحل، لكن من المؤكد أنها تجاوزت العشرين عملية رئيسية عدا
العمليات الصغيرة هنا وهناك.
وقد شملت تلك العمليات تغييرات رئيسية في
منطقة الوجه بكل تقاطيعه، ومن بينها ما خصص للأنف (أكثر من ثلاث عمليات)
والجبهة والشفتين والأذنين والخدين والذقن مع إضافة غمازة. لكن السؤال
الذي حير الكثيرين ولايزال هو لون بشرته التي كانت سمراء داكنة جداً
فأصبحت بيضاء باهتة.
يجمع الأطباء المطلعون على حالته، وحتى أولئك
الذين فحصوا جثته بعد موته (25 يونيو 2009 ) على أن السبب الرئيسي للتغير
الكبير في لون بشرته هو أنه كان مصاباً بمرضين جلديين هما البهاق والذئبة
المعروفان بأنهما يغيران لون البشرة، وأنه كان يستخدم العديد من أنواع
الكريمات الطبية لإخفاء أعراض هذين المرضين وقد ساعدت هذه الكريمات أيضاً
في تغيير لون بشرته.
وفي مقابلة تلفزيونية نادرة أجرتها معه أوبرا وينفري عام 1993 نفى مايكل جاكسون أن يكون أجرى أي عملية تجميل لتغيير لون بشرته.
طبيب
مقرب من جاكسون قال إن الرجل كان يعاني عقدة عدم الرضا عن النفس، وأن
إقباله على عمليات التجميل إنما كان للتعبير عن ذلك الشعور.