أذاع تلفزيون البحرين الحكومي البيان الأول للقيادة العامة لقوة دفاع البحرين، دعا فيه الناس الى تجنب التجمهر في المناطق الحيوية بوسط العاصمة المنامة، مؤكدا انتشار بعض المدرعات والآليات العسكرية في مناطق مهمة فيها.
وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوة الدفاع البحرينية انه سيتخذ «جميع التدابير الصارمة والرادعة لبسط الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار، حرصا على مصالح الوطن ومقدراته».
واشار الى ان ما تم امس هو «أن قوات عسكرية أخذت بالانفتاح في محافظة العاصمة بدواعي اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن المواطنين والمقيمين وسلامتهم وتأمين حرياتهم وممتلكاتهم من أعمال العنف».
وناشد الناطق «جميع المواطنين والمقيمين الابتعاد عن التجمهر في المناطق الحيوية وسط العاصمة، لما يسببه ذلك من تأثير بالغ على حركة السير وإثارة الخوف والفزع بين مرتادي المنطقة ويؤدي إلى حدوث أزمات مرورية، ما يترتب عليه تعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر والإضرار بمصالحهم».
اجتماع طارئ
من جانب آخر، اعلنت وزارة الخارجية البحرينية، عبر موقعها الالكتروني، عن انعقاد الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في دورته الاستثنائية الثامنة والعشرين.
واضافت انه من المتوقع أن يصدر المجلس الوزاري في ختام اجتماعه بيانا بخصوص الأحداث التي تجري في المملكة، كما يعقد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية مؤتمرا صحفيا بعد الاجتماع.
وجاء هذا الاعلان بعد ان اخلت القوى الامنية «ساحة اللؤلؤة»، وسط المنامة، فجر امس من المعتصمين الذين كانوا يطالبون بإدخال اصلاحات على النظام السياسي.
وقتل اربعة اشخاص واصيب العشرات بجروح خلال تفريق المعتصمين في دوار اللؤلؤة حسب ما اعلنت عائلات الضحايا والمعارضة، الذين قالوا ان شرطة مكافحة الشغب اغارت فجأة لتفريق المعتصمين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع لكن ايضا، بحسب المعارضة، الرصاص المطاطي والانشطاري.
وقد اقامت قوات الامن طوقا من الاسلاك الشائكة في الطرق المؤدية الى ساحة اللؤلؤة، وحذرت وزارة الداخلية الناس من الاقتراب منها.
واحتجاجا على ما أسموه «القمع وتصرفات الحكومة»، قدم نزار البحارنة وزير دولة للشؤون الخارجية وعبدالله الدرازي الذي كان مكلفا الإشراف على لجنة مصالحة وطنية استقالتيهما، ليسجلا أول انشقاق في الجانب الرسمي.
حصيلة القتلى والجرحى
والقتلى الاربعة هم، بحسب اقاربهم والمعارضة الشيعية والناشطين على فيسبوك: عيسى عبدالحسن (60 عاما) وحسين زايد، ومحمود مكي (22 عاما) وعلي خضير (52 عاما).
وكان قتيلان سقطا في بداية حركة التظاهرات يومي الاثنين والثلاثاء، ما يرفع الحصيلة الاجمالية للحركة الاحتجاجية في البحرين الى ستة قتلى.
وعند مدخل مستشفى السلمانية، تجمع اقارب الضحايا، فيما تواصل نقل المصابين.
من ناحيته، قال وزير الصحة البحريني فيصل بن يعقوب الحمر ان عدد القتلى بلغ ثلاثة، الى جانب اصابة ما لا يقل عن 195 شخصا، وهناك نحو 36 مصابا آخر ما زالوا يتلقون العلاج، منهم تحت العناية الفائقة.
في الأثناء، أعلن النائب ابراهيم مطر ان نحو 60 شخصا مفقودا منذ ان فضت الشرطة اعتصام الدوار، وتساءل، عما اذا كان المفقودون في السجن ام انهم هربوا ويختبئون.
ووصف ابراهيم شريف من حزب الوعد البحريني العلماني لـ «بي بي سي» ان الشرطة تحركت الى ساحة اللؤلؤة بحدود الثالثة فجرا عندما كان الناس نياما.
اعتداء وبلطجة
من جهته، اعتبر الشيخ علي سلمان الامين العام لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة، الخميس، ان قيام قوات الامن البحرينية بتفريق المتظاهرين «اعتداء وحشي وغير مبرر ضد معتصمين مسالمين».
واضاف «استخدمت في الهجوم كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع ومن الرصاص المطاطي والانشطاري»، موضحا ان «الهجوم تم من عدة جهات في وقت واحد مما جعل المغادرة صعبة على المعتصمين».
وقال الشيخ علي سلمان ايضا ان «هذا يشكل بلطجة رسمية في التعاطي مع الاعتصام». وشدد على أن «هذا قرار خاطئ وكارثي على استقرار البحرين»، موضحا انه «لا حاجة لمزيد من القتل، فالمعالجات الامنية لا تحل الازمات بل تزيد من تعقيدها».
في السياق، أكد سلمان الانسحاب «الكلي والنهائي» لنواب جمعية الوفاق من مجلس النواب البحريني. مطالبا باستقالة الحكومة.