حذر خبراء الارصاد البولنديون من ان القارة العجوز اوروبا ستشهد خلال شهري يناير وفبراير المقبلين موجة من البرد لم تشهد لها مثيلا منذ الف عام، وذلك بسبب ضعف وتباطؤ تيار «الخليج» الذي يمثل موازياً طبيعياً لتيارات الهواء الباردة القادمة من الشمال.
الخبراء البولنديون توقعوا ان تنخفض الحرارة الى 30 تحت الصفر، مستندين في تقديراتهم الى الدراسة، التي اعدها عالم الارصاد الايطالي جيانلويغي زانغري، ورأى فيها ان احد التيارات، الذي يساهم مع اثنين آخرين في تشكيل تيار الخليج، قد غير اتجاهه نتيجة للكارثة النفطية التي وقعت في خليج المكسيك، الامر الذي جعل التيار يضعف بشكل بارز.
وعلى خلاف هذا التوقع، رأى خبير الارصاد الجوية التشيكية الرئيسي الدكتور يان بريتل ان الدراسة البولونية «لا تتسم بالواقعية ولا اساس لها».
بريتل اكد ان تيار الخليج يضعف حقيقة وان ضعفه يمكن ان يصل الى الخمس، غير ان ذلك سيحدث خلال مائة عام، اما الزعم بأن الشتاء المقبل سيكون شتاء ألفيًا فهو، تقريبا، هذر هواة على حد قوله.
واعتبر ان التأثير المتوقع لتيار الخليج مبالغ فيه، مشيرا الى ان عرض هذا التيار يبلغ نحو 100 كلم فقط، في حين ان عرض المحيط الاطلسي بين الولايات المتحدة واوروبا يصل الى 7000 كلم وفي الجزء الشمالي الى 4500 كلم، وبالتالي فإن تأثيره ليس كبيرا.
واشار بريتل الى ان الطقس في اوروبا يتأثر في الشتاء من خلال اطلاق المحيط الحرارة الى الجو التي كان قد كسبها في الصيف، مما يعني ان تأثير تيار الخليج على الطقس في اوروبا في الشتاء سيكون، وفق رأيه، محدوداً جداً.
تيار الخليج
هو تيار بحري دافئ يجري في المحيط الاطلسي، حيث يتشكل في خليج المكسيك ويسير بشكل متواز.ٍ مع الشواطئ الاميركية ثم يتجه نحو اوروبا عبر المحيط، وينقسم عند اوروبا الى قسمين: احدهما يؤثر في الطقس في شمال اوروبا، بينما يتجه الثاني حول اوروبا الغربية الى شواطئ افريقيا، ويؤثر التيار البحري الدافئ في هذه المناطق في التيارات الهوائية وبالتالي في الطقس.