أكدت مصادر سورية واسعة الاطلاع ان الرئيس بشار الأسد أقال أمس محافظ درعا فيصل كلثوم استجابة لمطالب مواطني المحافظة.
وصرحت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن الإقالة جاءت على خلفية مطالب كان وجهاء وأهالي درعا طالبوا بها السلطات السورية نظرا لارتكابه أخطاء قاتلة في إدارة التظاهرات التي تشهدها محافظة درعا». فيما افادت مصادر اخرى باقالة جميع قادة الفروع الأمنية بالمحافظة.
وفي تجدد المظاهرات أمس افادت مراسلة فرانس برس في درعا ان متظاهرين قاموا بعد الظهر بإحراق مبنى القصر العدلي اضافة الى مبان اخرى إثر مواجهات مع قوات الامن التي انتشرت بكثافة في المدينة.
وافادت مراسلة فرانس برس في المكان بأن مسيرة ضمت بضع مئات انطلقت من الحي القديم في درعا متجهة الى منزل المحافظ في المدينة.
وحاولت قوات الامن التي انتشرت بكثافة في المدينة تفريق التظاهرة عبر استخدام القنابل المسيلة للدموع واطلاق النار في الهواء الا انها لم تتمكن من ذلك.
واضافت مراسلة فرانس برس ان المتظاهرين احرقوا في طريقهم مبنى القصر العدلي والعديد من السيارات التي كانت متوقفة امامه، ثم احرقوا مبنيين تابعين لشركتي «سيريا تل» و«ام تي ان» للهاتف النقال اضافة الى العديد من السيارات.
وافاد شاهد عيان بأن المتظاهرين وصلوا الى امام مقر سكن المحافظ وقام عدد منهم بإحراق اشجار امام المنزل.
بينما قالت مصادر أخرى ان المتظاهرين أحرقوا مقر حزب البعث الحاكم في المحافظة.
وقد أكد ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان قال ان متظاهرا آخر قتل أمس برصاص قوات الأمن خلال التظاهرة.
وقال هذا الناشط طالبا عدم الكشف عن اسمه ان «القتيل الأول بين المتظاهرين سقط برصاص حي ويدعى رائد اكراد». وأضاف ان شخصين آخرين أصيبا في الرأس و«هما في حالة خطيرة».
من جهتها، أفرجت السلطات السورية أمس عن جميع المعتقلين في الأحداث التي شهدتها درعا.
يأتي ذلك عشية وصول عدد من المسؤولين السوريين الى المحافظة لتقديم واجب العزاء لأسر الشابين اللذين قتلا في مواجهات مع قوات الأمن يوم الجمعة الماضي والاجتماع مع وجهاء المحافظة وشيوخ العشائر لاحتواء الأزمة التي اندلعت خلال اليومين الماضيين.
وضم الوفد الحكومي السوري الذي توجه الى درعا عضوي القيادي القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم اسامة عدي واللواء هشام بختيار إضافة الى وزير الإدارة المحلية تامر الحجة ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ورافقه لجنة تحقيق التي أعلن عن تشكيلها برئاسة معاون وزير الداخلية لتقصي الحقائق بشأن الأحداث ومحاسبة من تثبت إدانته في هذه الاحداث».
وقالت مصادر مطلعة ان الوفد الحكومي عاد الى دمشق بعد تقديم واجب العزاء بينما بقي هناك عضوا القيادة القطرية لحزب البعث اسامة عدي وهشام الاختيار لمتابعة مهمتهما في الاجتماع الى وجهاء المدينة وتلقي طلباتهم للوصل الى حل المشكلة التي حصلت خلال اليومين الماضيين.
وأضافت المصادر ان مطالب أبناء المحافظة تمثلت في إطلاق سراح جميع الشباب الذين القي القبض عليهم اثناء المواجهات خلال اليومين الماضين فورا والمطالبة بمكافحة الفساد ورصد أعمال تنموية وقضايا خدمية في المحافظة.
وانتقد بعض وجهاء المحافظة غياب المسؤولين من أبناء المحافظة والذين يشغلون مناصب رفيعة المستوى في الحزب والدولة والذين كان «يجب عليهم ان يكونوا أول الواصلين إلى المحافظة للعمل على تهدئة الأوضاع في المدينة ونزع فتيل الأزمة».
بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن المسؤولين قدموا بتكليف من الرئيس بشار الاسد التعازي «لأسرتي الشهيدين اللذين توفيا خلال الأحداث المؤسفة» التي شهدتها المحافظة.
وأشار الوزير الحجة خلال تقديم واجب العزاء إلى أن الأسد و«بقدر حرصه على أمن واستقرار الوطن فانه يحرص على حياة المواطنين وسلامتهم وانطلاقا من ذلك فقد وجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة كل من يثبت التحقيق مسؤوليته عما حدث».
وتابعت الوكالة انه «بدورهم عبر أهالي الشهيدين عن تقديرهم للأسد على مواساته لهم… وعبروا عن ارتياحهم للإجراءات التي اتخذها ولاسيما تشكيل لجنة تحقيق وطالبوا بالإسراع في مباشرة عملها».