شهدت مصر فور انتهاء صلاة الجمعة تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين الذين كانوا يرددون هتافا مستوحى من الثورة التونسية هو «الشعب يريد إسقاط النظام» بينما حاولت قوات الشرطة تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع وطلقات الرصاص المطاطي فيما قطعت خدمات شبكة الانترنت والهواتف المحمولة في جميع انحاء البلاد.
وقال شهود عيان إن عشرات المصريين أصيبوا أو نزفوا أو سقطوا مغشيا عليهم في القاهرة خلال المظاهرات وقالت قناة الجزيرة التلفزيونية ان امرأة واحدة على الاقل قتلت.
ورأى شاهد من رويترز الدماء تنزف من اشخاص اصيبوا في الرأس واخرين سقطوا على الارض إلا ان اسباب ذلك لم تتضح على الفور بسبب الفوضى في الشوارع. وأعطى شهود آخرون روايات مشابهة.
وقالت الجزيرة إن امرأة واحدة على الاقل قتلت واصيب العشرات في ميدان بوسط القاهرة. ولم يتسن التأكد من حالة الوفاة. وقالت القناة نفسها ان المعارض المصري ايمن نور – الذي جاء في المركز الثاني بفارق كبير في انتخابات الرئاسة في 2005 – اصيب أيضا ونقل الى مستشفى في القاهرة.
وفي القاهرة، تظاهر قرابة ثلاثة آلاف في ميدان الجيزة واكثر من الفين في الازهر وعدة الاف في شبرا والمطرية وميدان التحرير وفي عدد من الاحياء الاخرى.
ووقعت فور انتهاء صلاة الجمعة اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين المحيطين بالمعارض المصري محمد البرادعي في ميدان الجيزة، جنوب العاصمة المصرية، بحسب صحافية من وكالة فرانس برس.
وبدأ الاف المتظاهرين الموجودين في ساحة ميدان الجيزة حيث ادى البرادعي الصلاة بالهتاف «يسقط يسقط حسني مبارك» فور انتهاء الصلاة ثم بدأت الشرطة باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم كما سمع دوي طلقات تحذيرية في الهواء، وفق المصدر نفسه.
ورد المتظاهرون بالقاء الحجارة واشتبك بعضهم بالايدي مع بعض افراد الشرطة قبل ان يتفرق المتظاهرون في قوافل اتجهت نحو منطقة الهرم ونحو وسط القاهرة.
وافاد مصور وكالة فرانس برس ان البرادعي لجأ الى المسجد الذي كان يصلي امامه عندما بدأت الاشتباكات وما زال موجودا بداخله فيما تنتشر قوات الامن بكثافة.
وفي الاسكندرية، وقعت اشتباكات بين الاف المتظاهرين والشرطة فور انتهاء صلاة الجمعة في مسجد القائد ابراهيم بميدان محطة الرمل وهي الساحة الكبرى بوسط المدينة، بحسب ما افاد صحافي من وكالة فرانس برس.
وفور انتهاء الصلاة، بدأ المتظاهرون يهتفون «مش عاوزينه، مش عاوزينه» واستخدمت الشرطة على الفور القنابل المسيلة للدموع واطلقت رصاصا مطاطيا في الهواء لتفريقهم غير انهم اتجهوا ناحية شارع الكورنيش وهم يقذفون قوات الامن بالحجارة واقتحم محتجون مبنى محافظة الاسكندرية بعد اشتباك مع الامن.
وفي المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية تظاهرة الالاف، وكذلك في المنيا (200 كيلومتر جنوب القاهرة).
وقال شاهد عيان إن محتجين أشعلوا النار في مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمدينة كوم امبو في أقصى جنوب مصر.
وقال في اتصال هاتفي مع رويترز «النار أتت على المقر»،
والمقر مكون من شقتين في مبنى.
وقال الشاهد إن مئات المحتجين في المدينة رشقوا الشرطة بالحجارة بعد أن أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع.
وشهدت السويس كذلك تظاهرات شارك فيها الالاف واشتبكوا مع قوات الامن.
وكانت السلطات المصرية حاولت اجهاض تظاهرات «جمعة الغضب»، التي دعت اليها حركة 6 ابريل الشبابية وايدتها معظم قوى المعارضة، بقطع الاتصالات في مصر.
وقطعت شبكة الانترنت في جميع انحاء مصر منذ منتصف ليل الخميس-الجمعة بينما بدأ وقف شبكات الهواتف المحمولة منذ التاسعة صباح الجمعة.
ويأتي قطع الانترنت وخدمة الهواتف المحمولة بعد وقف شبكة الفيسبوك في مصر مساء الخميس.
وفي خطوة استباقية بعد اعلان الاخوان المسلمين مشاركتهم في تظاهرات الغضب، القت قوات الامن فجر الجمعة القبض على 20 على الاقل من قيادات الجماعة وكوادرها في المحافظات المختلفة، بحسب محامي الاخوان عبد المنعم عبد المقصود.
وقال عبد المقصود لوكالة فرانس برس ان من بين المعتقلين ستة من اعضاء مكتب الارشاد (بمثابة المكتب السياسي للتنظيم) ابرزهما عصام العريان ومحمد مرسي اضافة الى نواب سابقين في البرلمان وبعض كوادر الجماعة في عدة محافظات.
وكان الناشطون الشباب بدأوا ببث رسائل قصيرة على الهواتف وعبر البريد الالكتروني في اطار تنظيمهم للتظاهرات التي دعوا اليها في جميع انحاء مصر عقب صلاة الجمعة واطلقوا عليها «جمعة الغضب».
وحذرت وزارة الداخلية المصرية في بيان مقتضب وزعته عند منتصف ليل الخميس/الجمعة من أن «أي تحركات أو مظاهرات من شأنها الإخلال بالأمن العام والتعرض للممتلكات العامة والخاصة ستواجه بإجراءات حاسمة وفق ما يقضي به القانون».
وقالت صحيفة الاهرام الحكومية ان مبارك»يتابع الاحداث ويتصل بمحافظ السويس للاطمئنان على المواطنين».
واعتقلت قوات الامن اكثر من الف شخص منذ بدء التظاهرات الثلاثاء.