كلف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، معروف البخيت، تشكيل حكومة جديدة عقب قبوله استقالة سمير الرفاعي، داعياً إلى اتخاذ خطوات عملية وسريعة وملموسة لإطلاق مسيرة إصلاح سياسي حقيقي .
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، إن “الملك عبد الله الثاني كلف اليوم معروف البخيت تشكيل حكومة جديدة، خلفاً لحكومة سمير الرفاعي” .
وأكد البخيت الذي سبق أن تولى رئاسة الحكومة عام 2005 لمدة سنتين، بدء مشاوراته من أجل تشكيل الحكومة، محدداً رأس أولوياتها في “إطلاق إصلاح سياسي حقيقي ومعالجة أخطاء الماضي”، وفق التكليف الملكي، فيما رجحت مصادر مطلعة الانتهاء من التشكيل النهائي في غضون أيام .
وكان عبد الله الثاني قبل استقالة حكومة الرفاعي التي استمرت نحو 13 شهراً وواجهت مؤخراً انتقادات حزبية وشعبية واسعة تجلت في صورة مسيرات ومظاهرات احتجاجية ضد طرق التعامل مع ملفات اقتصادية وعمّالية ونقابية وإعلامية مختلفة .
وركز كتاب التكليف الملكي على أهمية الإصلاح الاقتصادي وتوفير أفضل سبل العيش للمواطنين، تزامناً مع الإصلاح السياسي وتوسيع نطاق المشاركة في صناعة القرار .
وأكد الملك عبد الله أن المسيرة عانت ثغرات واختلالات أنتجها خوف البعض من التغيير ومقاومتهم له حماية لمصالحهم . وقال “تردد كثيرون ممن أوكلت لهم المسؤولية في اتخاذ القرارات، إضافة إلى انتهاج سياسات الاسترضاء التي قدّمت المصالح الخاصة على الصالح العام ما كلف الوطن غالياً وحرمه العديد من فرص الإنجاز” .
وطالب العاهل الأردني، البخيت بإجراء عملية تقويم شاملة تفضي إلى إجراءات فاعلة تعالج أخطاء الماضي ومراجعة جميع القوانين الناظمة للعمل السياسي والمدني والحريات العامة، محدداً قانون الانتخاب في مقدمتها، وأضاف “أنتظر وفي أسرع وقت أن ترفع إلينا توصيتك بخصوص حوار وطني ممنهج يشمل جميع مكونات المجتمع وأطيافه” .
وتطرق الكتاب إلى ملفات التربية والتعليم والإعلام وإعطاء فرص أوسع للشباب تزيل مشاعر إحباطهم نتيجة شعورهم بغياب المساواة وانتشار الواسطة والمحسوبية، فضلاً عن محاربة أشكال الفساد، والتعاون مع السلطة التشريعية .
وفي أول ردة فعل اعتبر قيادي إسلامي أن البخيت لن يأتي بمرتكزات إصلاحية . وقال رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد إن “الانتخابات في عهده (البخيت) عام 2007 شابتها تحفظات عديدة” . وأضاف أن “البخيت ليس هو العنوان المناسب لإدارة المرحلة الانتقالية والخروج من الأزمة التي يعاني منها الأردن” .
من جانبه، قال حمزة منصور، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، “يبدو أن قطار الإصلاح لم يقلع بعد، لسنا مع هذه الحكومة، فتجربتنا السابقة معها لا تشجع” .
وأشار إلى أن الاحتجاجات “مازالت أسبابها قائمة ومستمرة” .