استفاق السوريون اليوم الجمعة على دعوات للتظاهر بعد صلاة الجمعة في جميع المدن السورية مما دفع السلطات السورية الى حشد أرتال ضخمة من جيوشها ومركزتها على حدود المدن التي يتوقع أن تحشد متظاهرين.
إلى ذلك, فقد لبّى عشرات الالاف من المواطنين السوريين الدعوات فنزلوا عقب صلاة يوم الجمعة الى الطرقات منادين بالحرية واسقاط النظام والوقوف يدا واحدة الى جانب اخوانهم في درعا وبانياس وجبلة.
واحتشد الآلاف من أبناء الحرية السورية في مدن عدة كان منها سبا القريبة من دمشق ووسط دمشق ومنها مدينة حمص وسط البلاد وبلدة سقبا بمحافظة ريف دمشق وبلدة طفس بمنطقة درعا، مسيرات واحتجاجات تضامنا مع درعا.
وقال محمد الحمصي -وهو شاهد عيان من درعا، إن المدينة تتعرض لموت بطيء بسبب الحصار, وإن “الأطفال يموتون جوعا” مشددا على أن الوضع بالمدينة يزداد سوءا. وناشد العالم الإسلامي التدخل لإنهاء معاناة المدينة التي قال إنها محاصرة من جميع الجهات، وإن أهلها “بحالة يرثى لها”.
كما قال سكان لرويترز إن أصوات إطلاق النار تتردد في درعا, وإن “الموتى محفوظون في شاحنات تبريد تستخدم عادة في نقل المنتجات، لكنها لا تستطيع التحرك لأن الجيش يطلق النار بشكل عشوائي”. وأضاف شاهد “نسكب الكحول على الجثث لتخفيف الرائحة”.
في هذه الأثناء، قالت منظمة سواسية لحقوق الإنسان في سوريا إن خمسمائة مدني على الأقل قتلوا حتى الآن جراء تعرضهم للقتل من طرف أجهزة الأمن لمشاركتهم في المظاهرات المطالبة بالحرية.
إلى ذلك بَث موقع شبكة شام على الإنترنت صورا قال إنها من درعا تظهر جنودا سوريين يسيرون جنبا إلى جنب مع المتظاهرين بالمدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين أن هناك بوادر استياء داخل الجيش. وقال دبلوماسي إنه توجد واقعة واحدة على الأقل هذا الشهر تصدى فيها جنود من الجيش للشرطة السرية لمنعها من إطلاق النار على المتظاهرين.
=====================================
=====================================
=====================================
وعلى صعيد متصل وصلت أمس الخميس إلى منطقة وادي خالد على الحدود اللبنانية مع سوريا عشرات العائلات التي فرت إلى لبنان.
وقد عبرت تلك العائلات من بلدة تل كلخ السورية القريبة من الحدود مع لبنان الحدودَ سيرا على الأقدام, هربا مما يجري في بلدتهم.
وأعطت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زخما جديدا لدعوة “جمعة الغضب” حينما دعت المواطنين للخروج إلى الشارع للمطالبة بالحرية.
وقالت الجماعة في بيان أرسل إلى رويترز “لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم، اهتفوا بصوت واحد للحرية وللكرامة، لقد خلقكم الله أحرارا فلا تسمحوا لطاغية ولا لجبار عنيد أن يستعبدكم، والله أكبر ولله الحمد”.
وأضاف البيان “نكرر النداء لرجال الجيش العربي السوري أفرادا وصف ضباط وضباطا وقيادات، مؤكدين أن دور الجيش هو الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين، ونصرّ على إبقاء مؤسسة الجيش في إطار وقارها ومهمتها الوطنية الأساسية والامتناع عن الزج بها كعامل قمع للإرادة الوطنية المتطلعة إلى الحرية والكرامة”.
وتابع “ندعو كافة البعثيين الشرفاء وجميع الذين يشغلون مواقع المسؤولية في بنية النظام إلى موقف وطني مماثل يقرع ناقوس الخطر ويشارك في وضع حد لغطرسة أجهزة الأمن التي ما تزال ترتكب الفظائع في حق المواطنين الأبرياء”.
وهذه هي المرة الأولى التي توجه فيها الجماعة -التي توجد قيادتها بالمنفى- دعوة مباشرة إلى مظاهرات في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد حكم الأسد قبل ستة أسابيع.
من جهته ذكر التلفزيون الرسمي أن وزارة الداخلية لم تعط أي موافقة لأي مظاهرة أو مسيرة اليوم الجمعة. ودعت الوزارة المواطنين إلى الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو مظاهرات أو اعتصامات تحت أي عنوان، مساهمةً في إرساء الأمن والاستقرار.