خبر – لا تنفكّ الإشاعات تصدر من كل من تسوّل له نفسه المساس بالمقاومة متهما اياها بالتقصير لناحية عدم الدخول بعد بالحرب, “بانتظار الأوامر من الخارج: في إشارة الى طهران كالعادة.
لا يعرف كثيرون ومن بينهم كبار المحللين الذين يخرجون على أهم الشاشات مثل الجزيرة واللواء الأردني المتقاعد “فايز الدويري”, ان قرار دخول الحرب بيد السيد حسن فقط لا غير !
نعم, إيران شريك رسمي في إطلاق عنان المقاومة ومدّ حزب الله وغيره من حركات المقاومة بالسلاح والتدريب والتجهيز, لكنّ الخامنئي ومن معه بالسلطة يعلمون جيدا ان الامور كلها تعود للسيد حسن نصرالله شخصيا.
نصرالله ليس مجرد شيخ او رجل دين او قائدا لحزب, بل هو والدائرة المصغرة في المقاومة يملكون رؤية واضحة واستراتيجية معينة يمشون عليها, فلا يرمون ما لديهم دفعة واحدة ودائما تكون خطواتهم محسوبة بالملليمتر !
وفي الأيام الماضية, منذ انطلاقة “طوفان الأقصى”, يخرج على الإعلام في كل وقت ضيوف يرون أن حزب الله اللبناني لن يدخل حاليا في مواجهة عسكرية مع إسرائيل بانتظار القرار من إيران.
لكنّ هؤلاء الذين لا يفقهون في أسرار المقاومة كثيرا, لتراجعوا عن نظرياتهم لو راجعوا كلمات السيد حسن نصرالله أمين عام الحزب اللبناني, وتأكيداته الدائمة ان القرار بيده وحده وان إيران مجرّد داعم له ومرجع ديني لحزبه !
ومن أكبر الدلائل على عدم تدخل إيران بالحزب وترك مساحة واسعة للسيد حسن نصرالله بالتصرف, هو عدم الضغط عليه اطلاقا بمسألة السكوت عن اهانة السعودية بعد عقد الصلح الايراني معها, فكان خياره الاستمرار بانتقادها رغم “تخفيف السقف والنبرة العالية قليلا”.
وينسحب الأمر كذلك على الشأن الداخلي, اذ لا تملي إيران على السيد وحزب الله اسم أي رئيس, تاركين له وحده حرية التصرف, وهو ما يعزونه الى ايمانهم برؤيته السياسية للمنطقة وخبرته في التعامل مع الأحداث حوله بحكمة وحنكة!