مقال خاص – خبر: كما انقلبت في 17 تشرين الأول أولى الآيات, فإن المدى القصير القادم يقول منطقيا ان الأحزاب اللبنانية ستخسر وتندم كثيرا بحال استمرّ هيجان الشارع وغليانه.
انتفاضة..تحرك..ثورة ؟
ما يحدث في الشارع وكأنه مولود بلا هوية خارج القيد الرسمي, سمّها ما شئت بين انتفاضة, تحرك, أو ثورة, فاللبنانيون أنفسهم مختلفون حتى اللحظة على توصيف مجريات الأشهر الثلاثة الماضية من حياتهم.
أبناء الطوائف والمنتمون للأحزاب باتوا اليوم يتأرجحون بين كفّة المضي الى مستقبل جديد ومشرق لامع يحلمون به بداخلهم لكنّهم يخشون سطوة الحام بأمره عليهم, وبين البقاء تحت راية الحزب الفلاني طمعا في خدمة مستقبلية “قد” يجود بها عليهم أحد أمرائه.
كل ما يحاول حكام السلطة فعله طيلة فترة التحركات المطلبية هو تأخير ومماطلة لاعتقادهم أن الأمور ستهدأ وتنطفئ شعلة المتظاهرين أو أنهم سيلتهون بمأكلهم ومشربهم وما آلت إليه أوضاعهم المعيشية.
استراتيجية مقلوبة !
ما يخطط له هؤلاء المستشارون و”الاستراتيجيون” لقلب الشارع الى صالحهم وتعويلهم على صبر المحتجين, سينقلب حتما عليهم في مثل هذه الظروف, بل على العكس أيضا سيجعل الأحزاب اللبنانية تخسر ما تبقّى لها من رعاع يلحقونها.