إكس خبر- أثار نبأ اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي، حالة من الاستنفار القصوى لدى الإدارة الأميركية.
وفي أول دود الفعل، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن “الجيش قام بعمل دفاعي حاسم لحماية الأميركيين بالخارج من خلال قتل سليماني المدرج على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة”، وفق تعبيرها.
وجاء في بيان البنتاغون “بتوجيه من الرئيس، نفذ الجيش الأميركي عملا دفاعيا حاسما لحماية الأميركيين في الخارج بقتل قاسم سليماني”.
هجوم ودوافع
واتهم البنتاغون سليماني بالوقوف وراء “الهجمات على السفارة الأميركية في بغداد الأسبوع الجاري”، مشيرا إلى أنه “كان يطور بنشاط خططا للهجوم على الدبلوماسيين الأميركيين وأفراد الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة”.
كما أشار البيان إلى أن “سليماني وقوة القدس التابعة له مسؤولان عن مقتل المئات من أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف بالإضافة إلى جرح آلاف آخرين”، لافتاً إلى أنّ “الضربة التي نفذتها قواته تهدف إلى ردع خطط الهجوم الإيراني المستقبلية.”
وفي السياق ذاته، قال البيت الأبيض إن سليماني كان يخطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأميركيين والجيش الأميركي بالعراق والمنطقة.
تحذير من تصعيد
هاجم نائب الرئيس الأميركي السابق، والمرشح الرئاسي بانتخابات 2020، جو بايدن الإدارة الأميركية وترامب.
وقال بايدن في بيان نشره على صفحته بتويتر إن ترامب “رمى إصبع ديناميت في برميل بارود ويدين للشعب الأميركي بتوضيح استراتيجيته وخطته لإبقاء جنودنا وموطفي سفارتنا ومصالحنا وحلفائنا بأمان..” وتابع بايدن قائلا: “قد نكون الآن على شفا صراع كبير عبر الشرق الأوسط”.
واعتبرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن الغارة التي أدت لمقتل سليماني تهدد بإثارة المزيد من التصعيد الخطير للعنف، معتبرة أنه لا يمكن للولايات المتحدة والعالم تحمل تصاعد التوترات إلى نقطة اللاعودة.
وأضافت بيلوسي: “لا يمكننا تعريض أرواح العسكريين الأميركيين لخطر أكبر من خلال أعمال استفزازية وغير متناسبة. الغارة الجوية التي تمت اليوم، تزيد من خطر إثارة تصعيد خطير لاحق للعنف. لا يمكن لأميركا والعالم كله، أن يسمحوا بأن تصل عملية تصعيد التوتر إلى نقطة اللاعودة”.
وقالت بيلوسي: “قامت الإدارة بتنفيذ هجمات اليوم في العراق … دون أن تحصل على إذن (الكونغرس) باستخدام القوة العسكرية ضد إيران. بالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ هذه الإجراءات دون التشاور مع الكونغرس”.
واختتمت بيلوسي تصريحها بالقول: “يجب إبلاغ الكونغرس، بهذا الوضع الجدي وبالخطوات التالية التي تدرسها الإدارة، بما في ذلك الزيادة الكبيرة في عدد القوات الإضافية التي يتم إرسالها إلى المنطقة”.
وقال روبرت مالي، الذي شغل منصب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط في عهد باراك أوباما، إن ترامب أعلن عمليا، الحرب على إيران من خلال قتل قاسم سليماني.
وأضاف مالي في تعليق: “الرئيس، الذي وعد بمنع وقوع أية حرب أمريكية أخرى في الشرق الأوسط، قام في الواقع لتوه بإعلان هذه الحرب. الضربة، التي تزعم إدارة البيت الأبيض، أنها تهدف إلى ردع الهجمات الإيرانية، ستؤدي بالتأكيد إلى زيادة هذه الهجمات”.
وأعرب مالي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مجموعة الأزمات الدولية، عن ثقته بأن عملية اغتيال سليماني “تمثل بدون شك ضربة خطيرة لإيران”. وأضاف: “لكنها أيضا ضربة شديدة لأي أمل في تراجع التصعيد الإقليمي”.
تثمين للعملية
أما رئيس رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، جيم ريتش، فاعتبر أن اغتيال سليماني فرصة للعراق لرسم مستقبل بعيدا عن سيطرة إيران.
وهنأ ريتش في بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نجاح العملية مؤكدا أن سليماني كان مسؤولا عن برنامج الأسلحة الذي أدى إلى قتلى وجرحى وأن العدالة تحققت اليوم، على حدّ تعبيره.
بدوره، أكّد السيناتور الديمقراطي كريس مورفي في تغريدة على تويتر أن سليماني كان عدوًا للولايات المتحدة، لكنه تساءل عما إذا كانت القوات الأميركية قتلت سليماني “دون إذن مجلس الشيوخ”.
من جهة أخرى، قالت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إن الكونغرس لم يتبلّغ مسبقاً بقرار اغتيال سليماني، لكن رئيس اللجنة أوضح أن البلاد على شفا مواجهة مباشرة مرة أخرى بالشرق الأوسط.
وقال النائب الديمقراطي إليوت إنجل في بيان “هذه الضربة تمت بدون إخطار الكونغرس أو التشاور معه”.
وأضاف النائب عن ولاية نيويورك “تنفيذ عمل بمثل هذه الخطورة من دون إشراك الكونغرس ينطوي على مشاكل قانونية خطرة ويشكل إهانة لصلاحيات الكونغرس”.
تأييد للاغتيال
في المقابل، قال النائب الجمهوري لي زلدن بعد مقتل سليماني إن “أيام قتل الجنود الأميركيين في ساحة المعركة والإفلات من العقاب قد انتهت”.
نفس الموقف عبر عنه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي كتب تغريدة أثتى فيها على ما قامت به القوات الأميركية ردا على اقتحام سفارتها في بغداد العراقية. وكتب غراهام “ما قام به الرئيس ترامب وجيشنا رد مباشر على العدوان الإيراني الذي نظمه الجنرال سليماني ووكلاؤه”. وفي تغريدة أخرى خاطب فيها النظام الإيراني كتب غراهام ” إلى الحكومة الإيرانية أقول إذا كنتم تريدون البقاء في تجارة النفط، اتركوا أميركا وحلفاءها وتوقفوا عن رعاية الإرهاب في العالم”.
السيناتور الجمهوري ميت رومني ذكر بأن قاسم سليماني كان إرهابيًا فاسدًا وراح ضحيته مئات الجنود الأميركيين، على حدّ تعبيره.
وثمّن رومني جهود عناصر القوات المسلحة والاستخبارات “الذين نفذوا هذه العملية الناجحة” حسب وصفه. وأضاف في تغريدة على تويتر “التحديات المتزايدة التي تواجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تحتم عليها صياغة ومتابعة استراتيجية متماسكة لحماية مصالحها الأمنية في المنطقة”.
بدوره، قال السيناتور الجمهوري، تيد كروز، ن نهاية قاسم “سليماني مرحّب بها وعدالة طال انتظارها”، مضيفاً في تغريدة على حسابه في “تويتر” إن “نهاية سليماني عدالة لمئات آلاف السوريين والعراقيين”. وشدد كروز على أن مقتل سليماني رسالة واضحة وقوية لكل من يود إلحاق الأذى بأميركا، على حدّ قوله.
من جانبه، قال السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو إن الإجراءات الأميركية تتوافق مع التحذيرات التي أطلقتها. وأضاف، في تغريدة على حسابه في “تويتر”، روبيو أن إيران ووكلاءها أخطأوا بشكل سيئ بتجاهل تحذيرات واشنطن، مشدداً على أن قوة القدس الإيرانية اختارت التصعيد. وأضاف أن إيران اختارت تجاهل هذه التحذيرات، لأنهم اعتقدوا أن ترمب كان مقيداً بسبب الانقسامات السياسية الداخلية.
وقال إنه في مواجهة هجمات الحرس الثوري المتكررة، مارست الولايات المتحدة الأميركية والرئيس ترامب ضبطاً مثيراً للإعجاب، وأضاف أن ترمب وضع خطوطاً حمراء ووضح عواقب عبورها.