خاص – في الذكرى الأربعين لانطلاق التحركات, بدأ الغليان يزداد مع الحقن من الأحزاب كافة بعد كل ما شهدوه من بدء تحوّل في مسار أنصارهم فانطلق كارنفال الزعران في لبنان وانفلات الشارع أمنيا من منطقة الى أخرى دون هوادة.
استنزاف الجيش من منطقة الى أخرى..
منذ ليل الأحد, بدأت الأجواء المشحونة تأخذ طابعا أكثر حدّة اذ تقاتل المتظاهرون مع أنصار حزب الله وحركة أمل في منطقة جسر الرينغ قرب وسط بيروت حتى فصل الجيش بينهم لأكثر من 4 ساعات وخلّفت هذه المحنة عشرات الأضرار في السيارات والممتلكات الخاصة المكسرة والمحترقة.
الى بعلبك بعد ظهر الثلاثاء توجهت أنظارنا, حيث اقتحم أنصار الأحزاب أيضا خيم المعتصمين في ساحة المطران وأحرقوها وهددوا من فيها, ليفصل الجيش مجددا بين الطرفين ويُخرج المحتجين بسلام.
وفي بعبدا على طريق القصر الجمهوري الذي كان مسرحا لانطلاق كارنفال الزعران في لبنان وانفلات الشارع أمنيا, تَواجَه المتظاهرون المطالبون بالإسراع بتشكيل حكومة, مع أنصار التيار الوطني الحر الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون, ومجددا تدخّل الجيش ففصل بين الطرفين لحين تراجع المحتجون.
أيضا وأيضا, ليل الثلاثاء كان عنيفا في بيروت وبالضاحية الجنوبية تحديدا, اذ اختصم أنصار حزب القوات اللبنانية مع أنصار حركة أمل وحزب الله في عين الرمانة قرب الشياح, فكان ابجيش الحصن المنيع لأي حرب أهلية قد تنشأ جرّاء هذا العمل الصبياني الأرعن اذ ان المنطقة هذه تحمل تاريخا دمويا وتذكر بشبح الحرب السابقة في عام 1975.
وفي نفس الوقت من الليلة عينها, كانت الأمور “والعة” بين الأطراف المسيحية في بكفيا اذ وصل موكب من سيارات لأنصار التيار الوطني الحر الى ساحة المنطقة المتنية حيث معقل حزب الكتائب اللبنانية, فكان أهالي المنطقة بانتظارهم بالحجارة وتسكير الطرقات, مما استدعى الجيش للتدخل بقوة وحزم وإخراج العالقين سالمين غانمين.
لبنان الطائفي والشعب العنيد..
وأيا كانت الخطة للبنان الحالي, وأيا كانت الجهة أو الجهات التي تقف خلفها, فإن لبنان رغم سهولة إشاعة الفوضى فيه, إلا أنه عصيّ على الانكسار والانهزام وكل ما يجري فيه من ألعاب شبه مكشوفة للكثيرين لا بدّ من الاعتراف بأن الطائفية لاتزال سيدة الموقف ويمكن للأحزاب شدّ العصب من خلالها حتى الآن رغم كل ما يقال عن الوعي والثقافة اللذان باتا موجودان اليوم.