إكس خبر- على مدى 24 عاما جمع الحب والزواج فيروز مع عاصي الرحباني ثم انتهت العلاقة بالفراق. قصىة ربما أبكت فيروز كثيرا في وحدتها وهي التي قالت يوما إن “عاصي هو اللي كان، وبعدو ما راح يكون.. عيلتنا متل التراجيديا الإغريقية، الفرح فيها شي موقت، والحزن والألم هو الأساس، وفرحنا الموقت كان الحلم. والحزن كان الحقيقة. بس ما كنت أعرف هالشي.. ما كنت أعرف إنه الإنسان إذا ضحك، راح يبكي ألف دمعة مقابل هالضحكة”. هذه الدموع التي أخفتها فيروز دائما عن محبيها غالبتها حينما كان تؤدي أغنية سألوني الناس عنك يا حبيبي من كلمات منصور الرحبانى وألحان ابنها “زياد” والتي كانت تجسد حالة مرض زوجها وغيابه لأول مرة عن تقديم عمل لها، فدمعت عيناها عندما غنت مقطع:
“بيعز عليي غني يا حبيبي
ولأول مرة ما منكون سوا
سألوني الناس عنك سألوني
قلتلن راجع أوعى تلوموني”
هذا الحب الكبير الذي استمر إلى ما بعد الفراق، بدأ بأحاسيس مُرهفة بعد أن بدأت فيروز العمل مع الاخوين الرحباني، تُوجت بالزواج في شهر يوليو من العام 1954، واتخذ الثنائي من ضاحية إنطلياس مقرا لهما، حيث شكل المنزل الذي سكناه مُلهما للكثير من الأغاني. عاصي كان كل شيء بالنسبة لفيروز التي حلقت عاليا في سماء الشهرة عن طريقه، وعاشت الحب معه، وعزف الرحباني هذه القصة الجميلة بأغانيها التي أطربتنا.
فيروز تسلم قيادتها لعاصي الرحباني
ونقلت إحدى الصحف عن بعض المقربين من الرحابنة اعتراف بأن السيدة فيروز كانت “شخصية مزاجية وطبع قاس. ليست سهلة المراس، لكنها كانت صبورة وطيعة جدا مع زوجها عاصي، خاصة حين يتعلق الأمر بالعمل والغناء. هنا كانت فيروز تسلس قيادتها للرجل الذي عمل على نحت موهبتها، وجعل منها أيقونة في أعين جمهورها، ليس فقط بالعمل على الصوت والأداء، ولكن بتحديد كيفية ظهورها، ومتى تتكلم أو تحتجب”.
كان عاصي المسؤول عن كل شيء في مسيرة السيدة فيروز ونجوميتها وكان الجميع يتحمل شخصيته القاسية والصعبة والمولعة بإتقان التفاصيل.
تمرد فيروز على عاصي
ومع سطوع نجم فيروز في السبيعنيات بدأت بالتمرد على زوجها وصارت تدافع عن آرائها الفنية وتقوم بما تريده غير مبالية برفض عاصي لهذه الأمور. في عام 1972 غنت فيروز لأول مرة “سألوني الناس” من كلمات منصور الرحباني وتلحين ابنها زياد الذي كان يبلغ 17 عاما حينها، وجسدت هذه الأغنية حالة مرض زوجها وغيابه لأول مرة عن عمل لها. تصاعدت الخلافات بين الثنائي وانتهت بقرار الانفصال عام 1978، وعاش عاصي أيام مرضه مع بعض أقربائه ليُسدل الستار بذلك على الأغاني التي حملت طويلا عبق الرحابنة.
في 21 يونيو/حزيران من عام 1986 رحل عاصي عن الحياة مسببا فراغا كبيرا لفيروز التي اعترفت بأنه رغم الخلافات والانفصال كان كل شيء بالنسبة لها، وبذلك أُسدل الستار على قصة حب أثمرت عن ولادة الملحن وعازف البيانو اللبناني زياد الرحباني، ليال الرحباني وريما الرحباني وهالي الرحباني.
العلاقة مع ابنها زياد
بدأ زياد الرحباني إبن فيروز بتولي مهام التلحين لوالدته باكرا في سن الـ17 عاما حين لحّن لها أغنية سألوني الناس، وأدهشت الجميع بالرصانة الموسيقية له التي ضاهت ألحان والده، وشارك مع والدته في أول ظهور له في مسرحية “المحطة” التي غنت فيها فيروز “سألوني الناس”. وشهد الصيف قبل الماضي المصالحة الكبيرة بين فيروز وابنها بعد ثلاث سنوات من القطيعة بسبب تصريحات لزياد كشف فيها عن ميول والدته السياسية وبسبب محاولته الصلح بينها وبين أبناء عمومته. خلال هذه الفترة قدمت فيروز ألبوما بإشراف ابنتها ريم، لم يلق نجاحا، مما أغضب ابنها زياد الذي يُعتبر الأقرب لها من بين أبنائها.
متل هالغيم العتيق.. وحدهن وجوهن وعتم الطريق.. عم يقطعوا الغابي..و بإيدهن متل الشتي يدقوا البكي وهني على بوابي”.
ولباقي الفصول والشهور كان نصيبها في أغنيات فيروز التي تحكي الكثير من قصص العشاق والحب والفراق غنت لزهرة تشرين وهو شهر ميلادها، غنت لشهر نيسان لفصل الربيع ولفصل الصيف غنت للقمر، للنجوم، للبحر، للعصافير، للمواسم، للحقل، للبساتين، غنت للحب كله مما جعلها بحق سيدة الصباحات التي لا تكتمل جماليتها من دون سماع صوت فيروز.