إكس خبر- في عام 2017 أظهرت الاحصاءات أن الأمية ما زالت تسيطر على 19% من البالغين في العالم العربي أي بنسبة واحد من كل خمسة بالغين تقريبا. أما لبنان فبلغت نسبة الأمية فيه 6% بين الاشخاص فوق الـ15 عاما.
يتفاوت توزع الأمية في لبنان تاريخيا بحسب المناطق، وتكون نسبها مرتفعة أكثر في المناطق النائية او الاطراف خصوصا شمال لبنان بنسبة الضعف تقريبا عن سكان محافظتي بيروت وجبل لبنان. ولكن الاحصاءات اظهرت تساوي تقريبا في نسبة الأمية بين الجنسين الذكور والاناث.
كيف تؤثر الأمية على المجتمع؟
تلعب البيئة دورا محوريا في توريث الأمية أو المحافظة على معدلاتها في بعض البؤر السكانية. وفي هذا الاطار توضح المتخصصة في علم الإجتماع مريم شمص في حديث خاص لـ”إكس خبر”، أن غياب العامل الثقافي وسيطرة التخلف على الكثيرين وغلبة الأمية وتدني نسبة المتعلمين في هذه البؤر تسبب انتشارا أكبر للأمية بين افرادها.
وتحذر شمص من أن البيئات الاجتماعية غير الصحية لا يقتصر ضررها فقط على نشر الأمية إنما توفر لأفرادها منذ طفولتهم فرصاً للانحراف، وتحجب عنهم فرصا لاكتساب المهارات والتدريب على الادوار الاجتماعية المطلوبة من كل فرد وتحد من الذكاء وتضع العلم في مراحل بعيدة عنهم بل في خانة اللامبالاة، فيسود تلك البيئة الخصام بدلا من الوفاق والانشقاق بدلا من الوحدة والتعاون.
ماذا عن الأمهات الأميات؟
الضرر الأكبر والأهم في تنشئة الطفل، هو أن يولد لأم أمية. وتكمن الخطورة هنا في رأي شمص في وجود أمّ غير مهيئة لتربية طفلها واكسابه المهارات المعرفية والذهنية ناهيك عن أن بعض أفكار التخلف تكون مسيطرة على فكرها بدلاً من الفكر المعرفي والادراكي بحسب علم نفس النمو.
وتضيف شمص “تؤثر بعض الامهات غير المتعلمات على ابنائهن أيضا من خلال طريقة تعاملهن مع الاطفال خصوصا في السنوات الاولى من حياتهم التي يراها المربون وعلماء النفس والتربويون من أهم المراحل التي يمر بها الانسان في تكوين شخصيته وتحديد سلوكياته وتصرفاته مما يدعم لديه العنف والاعمال اللاأخلاقية وغير السليمة فضلاً عن العنصر الأهم وهو عدم وجود بيئة حاضنة للتعليم والعلم داخل المنزل يحفز الطفل على التعلم”.
أما الحل فيكمن برأي شمص، من خلال محاولة استئصال ظاهرة الأمية نهائيا من المجتمع بدعم رسمي ومن الجمعيات الأهلية والمحلية.