خبر – في حدث تربوي قلّما يحدث, تم طرد دكتورة مصرية نشرت صورها عارية واعتبرت ابليس مظلوما بحسب البيان الرسمي للجامعة ولجنة التحقيق مع الاستاذة.
الدكتورة منى برنس، أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة السويس في مصر, تم عزلها ومنعها من التدريس بعد خضوعها لعملية تحقيق من قبل الدكتور هشام البدري، أستاذ ورئيس قسم القانون العام بجامعة المنوفية والمحقق القانوني الذي أجرى التحقيق مع الأستاذة الجامعية وقرر إحالتها لمجلس التأديب.
منى برنس لم يتم طردها لانها رقصت ونشرت مقاطع الفيديو في سهراتها ورحلاتها المتكررة على صفحتها الشهيرة على فيسبوك, انما لاسباب عديدة منها الوقوف مع الشيطان والدفاع عنه!
الدكتور هشام البدري اكد أنه قام بالتحقيق مع منى برنس في 5 اتهامات محددة وواضحة أحيلت بها من الجامعة وهي: أن الأستاذة الجامعية قامت بالتدريس للطلاب في كليتي التربية والآداب رواية “الفردوس المفقود” للكاتب الإنجليزي جون ميلتون، وهي رواية مثيرة للجدل، وتتعرض لبدء الخلق، والذات الإلهية، وقصة إبليس، وخروج آدم وحواء من الجنة.
وطلبت من الطلاب إعداد تقارير خاصة بهم، يكشفون فيها آراءهم حول شخوص الملحمة والرواية، ووفقا لشهادات الطلاب فقد ابتعدوا تماما عن التعرض إلى الله وإلى إبليس، وكتبوا آراءهم في آدم وحواء، فاستنكرت الأستاذة الجامعية ذلك، وردت على الطلاب بسؤال: لماذا لم تتعرضوا إلى إبليس؟ وأردفت لهم قائلة: إن إبليس تعرض للظلم وأنه ليس شريرا، وأنه استخدم حقه في استقلالية القرار، وبالتالي فهو -وفق وصفها -رمز للإرادة البشرية الحرة.
وأضاف أنه واجه الأستاذة الجامعية بهذه الأقاويل فلم تنكر بل أكدتها، مشيرا إلى أنه قال لها في التحقيق، إن جميع أساتذة الأدب الإنجليزي في جامعات مصر يبتعدون تماما عن تدريس هذه الرواية، وأن ما تقوله لطلابها يدخل ضمن الكذب على الله ورسوله، ويشكك في رسالات الأنبياء، ويغرس في نفوس الطلاب الإيمان بأن إبليس مظلوم، وهو ماكان سببا أن يتم الاتهام الأول.
وقال إن التقرير الخاص بالتحقيق معها حدد هذا الاتهام بالخروج عن التوصيف العلمي للمقررات الدراسية، ونشر أفكار هدامة ونسب الكذب إلى الله تعالى، و إلى الكتب السماوية الثلاثة، ونسبة الظلم إلى ذات الله الملك العدل، والدعوة إلى تعظيم إبليس، والدعوة إلى كسر المقدسات، واستبعادها لصالح سلطان العقل البشري في تحديد مصيره، مع إنكار المعلوم من الدين بالضرورة، والدعوة إلى الخروج على النظام العام المصري الذي يقوم على الشريعة الإسلامية، وعلى القانون والنظام في دعوة فوضوية متسترة برداء التحليل الأدبي.
الى ذلك, تم اتهام الدكتورة بالانقطاع عن العمل دون عذر, في وقت كانت تخرج فيه برحلات داخل مصر وخارجها وتنشر صورها هناك على الفيسبوك وهو ما اعترفت به ايضا, سائلةك “هل تريدونني ان احرم نفسي من الشمس والهواء والمياه؟”
وأضاف الدكتور هشام أن الدكتورة منى برنس نشرت فيديوهات راقصة لها على ذات الصفحة، وبسؤالها أقرت أنها من وضعت الفيديوهات، وأن هذا حق شخصي لها، وأنها حرة فيما تفعله.
وأوضح المحقق القانوني أنه أكد للأستاذة الجامعية أن الصفحة بها عبارات وألفاظ جنسية لا تليق، وأن الحرية الشخصية يجب ألا تسيء لقيم المجتمع وعاداته وتقاليده، خاصة أنها تقوم بالتدريس في محافظة تتمتع بعادات وتقاليد قبلية ومحافظة، ولا يمكن أن تعرض مثل الصور والألفاظ على العامة والجميع في صفحتها، ومن بين متابعيها طلاب لها وأولياء أمور، وكان هذا هو الاتهام الثالث، وهو افتقادها لمبدأ وشرط حسن السير والسلوك اللازم توافره في الموظف العام وأساتذة الجامعة.
مايوه وشتائم
وأضاف: “فوجئنا كذلك بتدوينة تحكي فيها عن رحلة قامت بها مجموعة من الشباب والفتيات، وكانت تريد الذهاب معهم، ويبدو أنها لم تشارك، فكتبت تسبهم بألفاظ جنسية صارخة، ثم فوجئنا بنشرها صورة لها وهي ترتدي البكيني وعلقت عليها بعبارات لا تليق”.
وأردف المحقق القانوني “قلنا لها نحن لا نحاسبك على الرقص، فهذه حرية شخصية، لكن نشر صور بهذه الطريقة وعبارات بهذا الوصف الخادش يدمر الوعي الحضاري للمجتمع ويفقده قيمته الإنسانية، ويهدر ثقته في رموزه ونخبه وصفوته وقدوته، ويخلق جيلا مشوها فاقدا لكل معاني الهوية والإنسانية والفطرة السليمة”.