كشف المحلل السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه”، جون نيكسون وهو أول محقق مع صدام حسين إن الرئيس العراقي الراحل كان مخيفاً حتى وهو في الأغلال معتقل؛ مؤكداً أنه حدد هوية صدام من جرح قديم بطلقة رصاص، ووشمين قبليين.
وجاءت تصريحات “نيكسون” بمناسبة صدور كتابه “استجواب الرئيس: التحقيق مع صدام حسين” الذي سوف يوزع في الأسواق في 27 ديسمبر الجاري.
وحسب صحيفة “الديلي ميل” البريطانية، كان “نيكسون” أول شخص يحقق مع صدام حسين عقب اعتقاله، وكانت مهمته الأولى التحقق من هوية الرجل الذي تم اعتقاله، وهل هو صدام حسين أم لا.
وتنقل الصحيفة عن “نيكسون” قوله: إنه تأكد من هوية صدام من خلال جرح قديم من أثر رصاصة أصيب بها، بالإضافة إلى وشمين قبليين.
وزعم “نيكسون” أن صلة صدام بحكم العراق قد انقطعت في السنوات الأخيرة قبل اعتقاله، حين انشغل بكتابة الروايات، وترك إدارة البلاد وتصريف شؤون الحكم وأمور الجيش لمعاونية.. ويقول “نيكسون”: “كان صدام في سنواته الأخيرة مشغولاً بكتابة الروايات، ولم يكن يلقي بالاً للجيش أو كيف يدير أتباعه البلد”.
ويؤكد “نيكسون” “أن صدام منذ وقت طويل لم يعد يدير الحكومة، وكان غير ملمّ بما يجري داخل العراق في الوقت الذي دخلت فيه القوات الأمريكية والبريطانية”.
وقال: “لقد كان غافلاً عما تفعله حكومته، ولم تكن لديه خطة واضحة حول كيفية الدفاع عن العراق”.
وتولى “نيكسون” مهمة التحقق من هوية صدام قبل إعلان نبأ اعتقاله رسمياً، وقد روى في الكتاب، قصةً اللحظات الأولى للاعتقال؛ حيث أشار إلى “شكوى صدام من جروح وكدمات تَعَرض لها أثناء الاعتقال”.
شخصية القائد
وعن شخصية صدام، يقول “نيكسون”: “إن الرجل ظل حتى لحظة اعتقاله متعجرفاً، وربما لم يدرك أن أمره قد انتهى، كان ينظر للمحقق من أعلى لأسفل، ويحتقره”.
ويضيف “نيكسون”: “كان مخيفاً حتى وهو يُعتقل ويتم حبسه والأغلال في يديه”.
وعندما سأله نيكسون: “متى هي آخر مرة رأيت أولادك على قيد الحياة؟” يعني عدي وقصي.. رد صدام: “من أنت أيها الرفيق؟”. واستطرد: “هل أنت من الاستخبارات العسكرية؟ أجب وحدد من تكون؟”.
وظل صدام يؤكد أنه لم يخطط لاغتيال بوش الأب بعد حرب الخليج، وبدا راضياً وهو يسمع أصوات التفجيرات في الخارج؛ معتقداً أن أنصاره سوف يكسبون المعركة.
ثم قال لنيكسون: “إن مصيرك الفشل، سوف تجد أنه ليس من السهل حكم العراق”.
وقد سقط نظام صدام حسين في 2003؛ حيث تم اعتقاله ثم أُعدم بعدها بثلاث سنوات بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقد اعتُقل قرب مسقط رأسه في بلدة الدور بجوار تكريت في 13 ديسمبر 2003، خلال عملية تفتيش استغرقت قرابة تسعة أشهر.