اكس خبر- لم يكف تيار المستقبل ما يعانيه مع اخصامه في لبنان لا سيما في مواجهة حزب الله حتى وجد نفسه امام توتر متصاعد مع حليف الامس “القوات اللبنانية”.
فقد باءت كل الجهود المبذولة بين “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” بالفشل في سبيل رأب الصدع والنفاذ بالافتراق الحاصل بأقل الخسائر، “لطشات” سعد الحريري المتكررة تشعل وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تنفع معها محاولات جعجع تطييب الخاطر، والسبب مرده لقناعة راسخة عند الطرفين أن الطلاق السياسي أصبح بحكم الواقع لا محالة، وتأزيم الموقف مرشح للتصاعد عقب مراجعة السعودية كما دول الخليج العربي علاقاتهم مع لبنان والسير بعقوبات متدحرجة جراء الانزعاج الشديد من سيطرة “حزب الله” على كل مفاصل الدولة بما فيها سياسة لبنان الخارجية.
خارج المعارك الافتراضية، يمكن تسجيل حرج “القوات” الشديد أمام الغضب السعودي على لبنان، وذلك إنطلاقاً من نقطتين: الأولى عدم قدرتها تحمل مفاعيل إنحياز وصول عون للرئاسة، مع العلم بأن المحافظة على اتفاق الطائف هو قضية حساسة ومصيرية سعودياً، بالتالي ليس من ضمانات بإلتزام عون عدم المسّ به في حال كتب له النجاح ووصل لسدة الرئاسة الاولى، والنقطة الأخرى والأكثر صعوبة هي مدى استطاعة “القوات” إشاحة النظر عن أداء وزير الخارجية جبران باسيل الذي لعب دوراً بارزاً بالغضب السعودي الى جانب تطاول “حزب الله”، بالتالي رمي كرة المسؤولية في مرمى الحكومة مجتمعة، لذلك لن تنفع محاولة جعجع القاء الملامة على حزب الله فقط، وهو الموقف الذي أثار امتعاض “المستقبل” الشديد.
يستعيد أحد المقربين من زعيم “المستقبل” موقف تياره السياسي في 18 كانون الثاني الموعد الذي جمع جعجع بعون، والترحيب باللقاء ووضعه بإطار المصالحة المسيحية، لكن من غير الممكن فرض معادلة سياسية جديدة في لبنان لمجرد إجتماعهما، بل، يزيد المقرب من الحريري، بالاشارة لوقف محاولات التذاكي على اللبنانين وفق مقولة احترام ارادة المسيحيين خصوصا من باب تمثيل نسبة ” 85% “، فميشال عون لم يستطع نيل هذه الحصة في المجلس النيابي لولا رفده بأصوات الشيعة في قضاء جبيل أو تحالفاته المسيحية في المتن والشمال والبقاع والجنوب التي أمنت له هذا الوزن، ونفس الأمر ينسحب على سمير جعجع وإتكاله بالكامل على قواعد “تيار المستقبل” تحديدا خارج قضاء بشري.
بالمقابل، ترد أوساط “القوات اللبنانية” الكرة لـ “المستقبل” في ملعب البطريركية المارونية، حيث أنها رفضت منذ البداية حصر الترشيح لرئاسة الجمهورية بالأقطاب الأربعة، ورغم ذلك سارت بهذه المعادلة المنقوصة وقبلت على مضض، لكن من المجحف ان يبق الحريري البحصة في مهرجان البيال ويستعرض الأسماء الاربعة لينتقي مرشحه المستجد “سليمان فرنجية” والايحاء بأن الثلاثة الآخرين قد استنفدوا فرصهم، “هو لم يخبرنا مثلا من رفض الرئيس امين الجميل أو أسباب رفض إنتخاب ميشال عون”، وبالتالي الأجدى بالحريري الآن حشد كل طاقاته وإمكانياته كما علاقاته بالمملكة السعودية الى جانب الحكومة اللبنانية في سبيل معالجة الأزمة التي تعصف بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، لكون الهيكل إذا سقط فهو سيسقط على رؤوس اللبنانيين جميعا.