اكس خبر / ع.د – الارهاب الذي بات سمة المنطقة لم يستثن دول المغرب العربي فضرب تونس وليبيا والجزائر. ولعل التخوف الان هو من عودة الجزائر الى تسعينيات القرن الماضي حين فتك الارهاب بالمجتمع الجزائري وقتل الالاف حتى عرفت تلك المرحلة “بالعشرية السوداء”.
في حقبة التسعينيات فتكت الجماعات الارهابية بالمجتمع وامتهنت سياسة القتل الجماعي ولم تميز بين مؤسسات الدولة والقوى الامنية وبين المواطنين العزل، فكان كل مخالف لها محط استهداف لها، خصوصا ان الارهاب لم يكن قد انتشر على الشاكلة الحالية، ولم يكن قد تمت عولمته بعد.
لكن الفرق بين ارهاب التسعينيات وارهاب اليوم في الجزائر، انه لا يضرب في الوقت الحالي المدنيين ويستهدف الجيش الجزائري ومؤسسات الدولة فقط، كما انه يتم على شكل متقطع وما زال تحت السيطرة، الا ان التخوف هو من تمدده رويدا رويدا لاعادة الجزائر الى الحقبة السوداء في تاريخها.
ومما يساعد في تمدد الارهاب اليوم هو انتشار تنظيم القاعدة بشكل كبير في بلاد المغرب العربي مما يسهل حركة هذا التنظيم في التنقل، والاستهداف، واستقطاب الارهابيين واستمالة الشباب.
قد يقول البعض ان الحل العسكري وحده لا يجدي في استئصال الارهاب الذي تُعلن الجزائر باستمرار انها قضت عليه، بل تبدأ حل مشكلته بحل المشاكل الاجتماعية وعدم تأمين بيئة حاضنة للارهاب، لان الارهاب اينما حل، لم يوجد هو ازمات الدول، بل استغل ازمات الدول للظهور، والتنامي فيها وتأجيجها سواء في العراق او سوريا او ليبيا.
واذا ما عدنا الى انتهاء الحقبة السوداء في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي لرأينا ان الهدوء والحل تم في نهاية الطريق بالتفاوض بين الدولة والجماعات الاسلامية المسلحة. بالطبع ما كان ذلك ليحصل لولا تقدم الجيش على الارض وانقلاب الموازين لصالحه، لكن ايضا يمكن التأكيد ان الاخذ بعين الاعتبار مصالح تلك الجماعات والمشاكل الاجتماعية للبيئة الحاضنة لها تُسهم في اطفاء نار الارهاب بدلا من تأجيجه.
فهل تنجح الجزائر بحماية عسكرييها من الارهاب ولجم تنظيم القاعدة؟ الايام القادمة ستنبئنا بالاجابة.