اكس خبر – كتبت دعاء عبد اللطيف: بالتزامن مع تعقد المشهد اليمني والحديث عن تدخل بري وشيك من جانب القوات المشاركة في تحالف عاصفة الحزم في اليمن، أعلن القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي عن “أسر وقتل أربعين جنديا مصريا على ساحل أبين جنوبي اليمن”.
وقال البخيتي في تصريح لوكالة أنباء فارس الإيرانية، إن طلائع الجيش اليمني واللجان الثورية في أبين تمكنت، الاثنين الماضي، من قتل وأسر أربعين جنديا مصريا على ساحل أبين ما بين منطقتي شقرة وعدن.
وأشار القيادي الحوثي إلى أن الجنود المصريين قدموا على ظهر أربعة قوارب على متن كل منها عشرة جنود.
بدوره، نفى المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير، ادعاءات الحوثيين، معتبرا إياها استخداما لحروب الجيل الرابع (حرب المعلومات) للتأثير على الأمن القومي المصري.
وأكد “عدم صحة المعلومات المتداولة بشأن استشهاد وإصابة جنود مصريين أثناء اشتراكهم في عاصفة الحزم”، موضحا أنه لا تواجد قوات برية مصرية ضمن عاصفة الحزم حتى الآن، وأن المشاركة حاليا تقتصر على عناصر بحرية وجوية فقط.
ويبدو أن تصريحات المتحدث العسكري لم تكن كافية مقابل ما قاله البخيتي، فقد نفى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة ألقاها أمام طلبة الكلية الحربية، المشاركة البرية في اليمن، واعتبر السيسي ما تردد عن وجود قتلى وجرحى من جنود مصريين في اليمن مجرد شائعات مغرضة.
حرب نفسية
وقال مراقبون ومحللون، إن تصريحات البخيتي ليست أكثر من حرب نفسية مصدرها الخشية من تدخل بري مصري في اليمن، ولكنهم لم يستبعدوا أن يكون هناك ما يدور في الخفاء.
وقال الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية يسري العزباوي، إن تصريحات الحوثيين مجرد خطوة على طريق الحرب النفسية ضد قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وأضاف للجزيرة نت أنه “قد يكون الإعلان عن قتل وأسر جنود مصريين خطوة حوثية استباقية لتخويف المصريين من الإقدام على تدخل بري”.
وأشار إلى أن “جماعة الحوثيين تخشى من التدخل البري المصري، لأن لمصر خبرة في هذا المجال منذ حرب اليمن في ستينيات القرن الماضي، لذا يستميتون من أجل عدم مشاركتها في عاصفة الحزم”.
وأوضح أن هناك دوافع أخرى للادعاءات بشأن الجنود المصريين، والخاص بما حققته قوات التحالف من نجاحات في قصفها لمواقع الحوثيين.
حسابات معقدة
من جانبه، قال اللواء محمد بلال -قائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء عام 1991 لإخراج القوات العراقية من الكويت- إن رواية مقتل جنود مصريين لا تقبل التصديق، لأن الجيش المصري لا يرسل في حروبه أفرادا وإنما تشكيلات كما حدث في حرب الخليج الأولى، حيث شارك بفرقتين ولواء قوامهما 34 ألف جندي.
وأضاف بلال في برنامج تلفزيوني، أن التدخل البري في اليمن له حسابات معقدة، وقد تجعل أي تدخل خارجي بري شبه مستحيل نظرا لطبيعة أرض اليمن والمواطن اليمني وأسلوبه في القتال، ورأى أن الحسم في اليمن لن يتم إلا عبر حل سلمي.
وبدوره قال رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري، إن أساليب الحرب النفسية المستخدمة في الحروب لا تنتهي، ويتم تطويرها بشكل دائم داخل أجهزة المخابرات.
وأضاف خضري -في تعليق للجزيرة نت على تصريح البخيتي- إن “العلاقة بين النظام المصري والحوثيين ملتبسة، ويختلف فيها ما يظهر إعلاميا عن ما يجري في أروقة الحكم، وأخاف أن تكون حياة جنودنا رهن تلك العلاقة”.
وعن تأثر الرأي العام بمثل تلك الأخبار، رأى الباحث الإعلامي أن المصريين لهم تجربة وصفها بالمريرة في اليمن خلال ستينيات القرن الماضي، وهناك رأي عام معارض للتدخل البري المصري في اليمن.
وأردف “ربما يتلاقى هذا الرأي الجماهيري المعارض للتدخل البري مع رغبات قادة عسكريين معارضين للقرار”.
واختتم خضري حديثه بالتأكيد على براغماتية السلطة المصرية بشأن التدخل بريا في اليمن، لافتا إلى أنها تربط التدخل البري بالمقابل المادي من السعودية والإمارات.