فاطمة عبدالله – يُفتَرض، من وقتٍ الى آخر، ومن أجل الخير العام، “انتخاب” أسوأ برنامج. سوف لن ينجو “أخوات خوات” (“أل بي سي الفضائية” التابعة لروتانا) من تصدّر قائمة أحد أتفه البرامج على الإطلاق.
يفسد “تلفزيون الواقع”، بغالبية برامجه المستنسخَة، الذوق، ولا ينفكّ يتكاثر. أصبحت مهنة البعض التباهي بالعدم أمام الكاميرا. ثلاث أخوات من النوع الذي لا يقيم وزناً للعقل، أليس ونادين وفرح عبد العزيز، يقدّمن برنامجاً مكانه المناسب ليس الشاشة. أخوات مُسيَّرات وفق منسوب الأدرينالين في الجسد. “نو واي يلبسوا فايك براند”(!).
يومياتهنّ من خواءٍ فظيع. يمضين الوقت في استعراضٍ يستحيل فَهمه ومناوشاتٍ لا تُستَخلَص منها عِبرة. ندركُ أن لا عِبَر من نشر الحماقة، فنحيل البرنامج على النقد وفق “البُعد الترفيهي”. سيظهر أنّ الترفيه فيه لا يتعدّى كونه سخرية على المضمون الهشّ. الأنيقات (حتى في السرير وفي وضعية الـ”باد مود”!) يَحَرن أي المشكلات أكثر أهلاً للشِجار: تأخُّر إحدى الأخوات عن اصطحاب شقيقتها من المطار، أو إهداء إحداهنّ الأخرى ملابس باللون الأسود، وعمقٌ آخر لا داعي لذكره.
لسنا أعداء الترفيه شريطة ألا تُسمَّى السذاجة برنامجاً. للأخوات أن يعشقن الأزياء و”الفول مايك آب” ليلاً ونهاراً، ويروّجن، بما يمتلكن، للجمال والأنوثة. حقهنّ ولا اعتراض. أما أن تقوم حلقاتٌ بأكملها على الثرثرة، فذلك محال تقبّله. لم تشِ الأخوات لوهلة بامتلاك موهبة، ولا بالسلطة على قرار أو موقف. لا طموح لديهنّ لحديثٍ ذات معنى. يمضين الوقت في العراك، وإن لم يجدن مَن يرفعن الصوت في وجهه، يشتبكن مع ظلِّهنّ!
يأتين بالكلبة “ستيلا” لافتعال مَشاهد “تاريخية”، وفي لحظات “الجدّ” يبدأن الصراخ عليها! حتى عاملة المنزل آبي لم تنجُ من فورة الهرمونات. تُصاب الأخوات بالهلع كلما نادينها ولم تجب. تقول أليس بكثيرٍ من البُعد: “بتمنّى آبي ما تعصّبني متل إخواتي”. ما ألطفها نجمةً تلفزيونية. كِلْ شِي إلا أعصابك يا مدام.