إكس خبر- منذ أكثر من اسبوع وعلى متن الطائرة التي حملته من سريلانكا إلى الفيليبين المحطة الثانية من جولته الآسيوية، تطرق البابا فرنسيس الى الاعتداء الارهابي على مجلة “شارلي ايبدو” والى إعادة المجلة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد. وقال البابا ان :”من الخطأ استفزاز الآخرين بإهانة معتقداتهم وأنه ينبغي أن يتوقع المرء رد فعل على هذا الاستفزاز”. مع تشديده على ان “حرية الأديان وحرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان”.
ولتوضيح وجهة نظره التفت البابا إلى أحد مساعديه وقال :”صحيح أن المرء ينبغي عليه ألا يقوم بردود فعل عنيفة لكن رغم أننا أصدقاء جيدون لكن لو سب أمي لينتظر مني لكمة. هذا أمر طبيعي”.
وتنطبق اقوال البابا تماماً مع ما حصل الاحد الماضي مع احد محامي تيار المستقبل والذي كان يشارك مع وفد من محامي التيار في مؤتمر المحامين العرب الذي انعقد في القاهرة الاسبوع الماضي. بالاضافة الى وفد المستقبل الحقوقي شارك النائب سمير الجسر بصفته محاميا وتسلم درعاً تكريمية لوالده نقيب المحامين والنائب الاسبق عدنان الجسر وبلغ عدد المشاركين من لبنان ما يقارب 130 محامياً مثلوا حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر والحزب القومي والروابط الشعبية، وحضر كضيفا شرف من لبنان الامين العام للمؤتمر العام للاحزاب العربية قاسم صالح ومن المغرب الامين العام للمؤتمر القومي العربي عبد الملك المخلافي، كما حضر من سورية ما يقارب 140 محامياً وبلغ عدد المشاركين العرب ما يزيد عن الف محام اجتمعوا في القاهرة تحت “عباءة” رئيس الاتحاد سامح عاشور لانتخاب امين عام ونائب له و12 عضواً في مجلس الاتحاد.
المؤتمر الذي حمل عنوان “نحو جبهة عربية لمحاربة التقسيم والتبعية والارهاب”. وقسّم الى محاور وورش عمل ولجان تناولت تنظيم ووضع مهنة المحاماة في العالم العربي وحقوق الانسان ومحاربة الارهاب.
ويؤكد مشاركون لبنانيون ان السلطات المصرية حرصت على ابراز المساعي الحثيثة التي تبذلها لمحاربة الارهاب الذي تعاني منه ولتوحيد الجهود العربية لمحاربته. ويصف هؤلاء المؤتمر بأنه كان مؤتمر سورية بامتياز كما عبّر عنه بيانه الختامي كما حضر جيشا سورية ومصر والجهود المشتركة لمحاربة الارهاب على طاولة البحث. كما اعلن التضامن مع كل البلدان العربية التي تواجه ازمات في بلادها من فلسطين الى العراق والبحرين واليمن.
وتشير المصادر الى ان التغطية الاعلامية للمؤتمر لم تكن مقررة بالاصل وهو كناية عن جلسات عمل خاصة بعمل الاتحاد وحتى الحفل الافتتاحي كان مقرراً ان ينقل على الهواء مباشرة وأن يحضره رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب الذي يرعاه، لكنه لم يستطع لانشغاله بلقاء وفد ياباني رفيع وبالتالي افتتح المؤتمر بلا نقل مباشر وكذلك كانت الخاتمة.
وعن الهمروجة التي اثيرت في المؤتمر بعد تعرض احد محامي “المستقبل” للضرب والدفع، تفيد المصادر بأن احد المحامين السوريين وهو من آل عزوز ويتحدر من محافظة حلب كان يعرض معاناته الشخصية مع العصابات الارهابية وتعرض والده المسن الذي يبلغ 85 عاماً للذبح وكذلك 4 آخرين من عائلته وكان التأثر والبكاء باديين عليه، وخلال القاء كلمته حاول محامي “المستقبل” المذكور التشويش على كلمة عزوز فمنعه عاشور اكثر من مرة وأكد انه سيعطيه الكلام لكن المحامي المذكور اصر على المقاطعة والتشويش و”صعب عليه” اتهام الجماعات الارهابية بالذبح والقتل بل خلص الى ان الرئيس السوري والجيش السوري هما من يقتلان شعبهما. استفزاز المحامي المذكور دفع بالمحامي السوري الى دفعه والتعرض له بالضرب وحصل هرج ومرج وتدافع فيما عمل رفاق محامي “المستقبل” بدل التصدي لـ”المعتدين” والدفاع عن زميلهم الى تصوير الحادثة وارسالها فوراً الى بيروت وبثها تلفزيونياً للاستثمار فيها سياسياً ضد سورية ومعلوم غياب اية وسيلة اعلام مرئية او غير مرئية عن تغطية الجلسة المذكورة.
وبعد ان رفع عاشور الجلسة ومجيء الشرطة المصرية للتحقيق في الحادثة وتحديد المسؤوليات طلب عاشور من الشرطة ان تخلي المكان بعد انتهاء المشكلة واجتمع بالعديد من نقباء المحامين العرب واحدى الشخصيات اللبنانية الرفيعة وفي حضور نقيب المحامين السوريين نزار سكيف. وبعد التشاور قرر الاتحاد تشكيل لجنة تحقيق ستحدد المسؤوليات وعلم انها تتجه الى إجراءات تأديبية بحق المحاميين اللبناني المستفز والسوري المتعرض بالاضافة الى الذين شاركوا وقد تشمل هذه الاجراءات تعليق عضوية هؤلاء المحامين لدورة او اكثر وحرمانهم من المشاركة في الدورة المقبلة للاتحاد.
وأمام المجتمعين اسف سكيف لردة الفعل الانفعالية التي صدرت من احد المحامين السوريين واعتبرها غير لائقة وتحرف القضية التي اتى من اجلها المحامون السوريون. وأكد سكيف ان الاستفزاز الذي مارسه المشاركون من فريق تيار المستقبل كان كبيراً وتخطى الخطوط الحمر فبالنسبة للشعب السوري، رئيس بلاده وجيشه من الرموز والثوابت وممنوع المس بهما او شتمهما او التطاول عليهما. لكنه جدد اسفه لحصول الواقعة ولا يجوز ان تحدث مهما كانت الاسباب فالتعرض بالضرب للزملاء المحامين غير مقبول ابداً وأثنى على إجراءات الاتحاد ولجنة التحقيق.
رغم انتهاء المشكلة في مصر بين المستقبل ومحامي سورية حاول المستقبل ومعه محامون من طرابلس وبيروت في فريق 14 آذار الاستثمار فيها وتوجيه مزيد من السهام نحو النظام في سورية. لكن هذا الامر لم ولن يجدي نفعاً فكل المشاريع التي راهنوا عليها سابقاً فشلت، فالضرب في الميت حرام، مع تأكيد رفض ما حدث في القاهرة جملة وتفصيلاً.
الكاتب: علي ضاحي