إكس خبر- ما الذي قصده السيد حسن نصرالله باعترافه بامتلاك حزبه صاروخ «فاتح ـــ 110» منذ «وقت طويل»، وما هو الجديد الذي في حوزته؟ سؤال شغل الإعلام الإسرائيلي بعد مواقف نصرالله الأخيرة.
سيطرت مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وتهديداته على الإعلام العبري وتعليقاته أمس. وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لم تفاجأ بكلام نصر الله عن امتلاكه أسلحة حديثة وثقيلة، من بينها صواريخ فاتح 110، «التي تعرّض أهداف البنية التحتية في إسرائيل للخطر، كما هي حال المصافي في حيفا ومبنى وزارة الدفاع في تل أبيب ومطارات في شمال اسرائيل ووسطها». ولفتت إلى أن هذه الصواريخ تملك ميزة إضافية، وهي القدرة على إطلاقها من مسافات بعيدة، أي من أقصى الشمال في لبنان، ما يعني أنّ سلاح الجو (الإسرائيلي) سيجد صعوبة في الوصول إليها.
والميزة الأخرى لصواريخ فاتح 110، بحسب الصحيفة، أن منظومة القبة الحديدية لم تخصص لاعتراضها، لأن هذا النوع من الصواريخ قادر على إصابة أهدافه من مسافات بعيدة وبسرعة فائقة. و»صحيح أنّ هذا الصاروخ لن يحسم المعركة مع إسرائيل، إلا أن بإمكانه أن يلحق بنا أضراراً كبيرة، بسبب الرأس الحربي المتفجر، الثقيل والدقيق». وسألت: هل كان يقصد نصرالله عندما قال إنّ في حوزته صواريخ فاتح 110 شيئاً آخر إضافياً؟ لتجيب بأن التقدير أنه «قصد في الكشف عن امتلاكه للفاتح شيئاً آخر، من دون أن يوضح بصورة مباشرة ما كان يقصده».
إلى ذلك، دخلت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على خط التعقيب على مواقف الأمين العام لحزب الله. إذ حذّر نائب رئيس أركان الجيش المعين حديثاً، يائير غولان، من «الإسلام الراديكالي» الذي تقوده إيران وحزب الله، والذي يعدّ التهديد الأهم لإسرائيل.
وأوضح غولان أمام كبار ضباط المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، في عرض لوضع الجبهتين اللبنانية والسورية وتهديداتهما، أن «التهديد على الحلبة الشمالية أكبر بكثير من أي تهديد آخر. وهذا واضح جداً، الأمر الذي يلزمنا باتخاذ أفعال ومواقف وإجراءات أكثر حزماً وأكثر قوة وتصميماً». وأوضح أن التهديد الأهم والأكثر فاعلية هو تهديد إيران وحزب الله. «إلا أن ذلك لا يعني أن لا نهتم بتهديدات من أنواع أخرى، رغم أن تنظيم داعش لا يزال بعيداً عن حدودنا»، لكن في الوقت نفسه «علينا ألّا نبالغ كثيراً في مستوى التهديد المتبلور على الجبهة السورية، إذ يبقى التهديد الأساسي من ناحيتنا، هو للإسلام الشيعي بقيادة إيران وحزب الله».
موقع الجيش الإسرائيلي أورد مقتطفات من مداخلات لضباط رفيعي المستوى في المنطقة الشمالية، من بينها مداخلة رئيس قسم التخطيط في الجبهة الشمالية، من دون أن يذكر اسمه، أكد فيها أن «الجيش يدرك جيداً أنهم في لبنان (حزب الله) يدرسون المعركة الأخيرة في غزة من كل زاوية ممكنة للخروج باستنتاجات ودروس وعبر». وأضاف: «حزب الله، ورغم أنه يتصرف كجسم عسكري شبيه إلى حد ما بالجيوش النظامية، إلا أن الرغبة الأساسية الموجودة لديه هي العمل على إيصال وسائله القتالية إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل، بأي وسيلة كانت». الضابط نفسه أرسل رسالة إلى حزب الله ضمّنها تحذيرات ممّا لا يمكن إسرائيل أن تتحمله، وقد يسبب مواجهة واسعة، مشيراً إلى أن «الجيش يدرس مختلف السيناريوات الممكن أن تسبب حرباً مع حزب الله، مثل تساقط الصواريخ بكثافة على المستوطنات الشمالية، أو هجوم واسع يشنه مقاتلو الحزب بالقرب من السياج الحدودي، أو عملية تسلل إلى مستوطنة».
بدوره، أوضح ضابط آخر رفيع المستوى لموقع الجيش الإسرائيلي أنّ من المفيد أن يدرك الإسرائيليون أن ما رأوه في المعركة الأخيرة مع قطاع غزة لا يقارن بما سيرونه في المعركة المقبلة (مع حزب الله). وأشار إلى أن «الجيش لا يملك حلاً سحرياً، لذا ما يشغل بال القيادة العسكرية هو أن يشعر الإسرائيليون بالطمأنينة مع بدء المعركة المقبلة، وهذا خطأ، لأننا سنواجه تحدياً كبيراً من نوع آخر».
الكاتب: يحي دبوق