إكس خبر- العلاقات المسيحية مع الرئيس نبيه بري مركبة ومليئة بالالغاز. وهي تضمر عكس ما هو ظاهر .لكن الجميع يحترم الشكل الخارجي لهذه العلاقات لأن الظروف حرجة ودقيقة لن تسمح بأي شكل من التغيير الجذري للتحالفات القائمة . وتوضيحا لما سبق فإن العلاقة بين عين التينة ومعراب رغم «الخصومة السياسية «أسهل ومريحة أكثر من العلاقة بين عين التينة والرابية رغم «التحالف» في فريق واحد تجمعهما الأهداف المشتركة. لكن رغم المشوار المشترك بين أمل والتيار الوطني وما يتخلله من «دبّي واعصري» وخلافات مستشرية وتباينات حول كل شيء تقريباً ، يحرص كل منهما على وأد الخلافات داخل الصدور مع حرص دائم على عدم الزفير عميقا خوفاً من خروجها إلى العلن وخشية من الطلاق أبغض الحلال في هذا الظرف العصيب . والرئيس نبيه بري الخبير المحلف في الطبائع لن يجد اية صعوبة في الاستيعاب المستمر لأي خلاف طارئ ،من هنا لم ولن ينفجر أي خلاف مع التيار الوطني الحر ليصل إلى ما لا تحمد عقباه خصوصاً أن بري الصامد في جلسات «حوار الطرشان» مع فؤاد السنيورة ، لن يجد اية صعوبة في إدارة الخلافات مع العونيين على قاعدة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم».
أما العماد عون من ناحيته فيراقب «النيران الصديقة» تارة من المصيلح باتجاه الزهراني حيث المنشآت الكهربائية والنفطية وهم باتوا مؤخراً في عهدة تكتل الإصلاح والتغيير .ولا تزال أخبار المازوت المدعوم تتردد لدى الخصوم لكن عبر تسريبات مدروسة من الحليف. والرابية تسأل دائماً عن الهوية السياسية للمياومين ومن أين تأتي القوة المتعاظمة لهؤلاء ، ما دفع بالوزير نهاد المشنوق للوقوف متفرجا ، عاجزاً أو شامتا، وفي الحالتين يفتش العونيون عن الأنامل السحرية للحليف . أما بخصوص المالية التي كان وزراء التيار يعانون من عهود الرئيس السنيورة في وزارة المالية ومن بعده تحملوا «نكد» الرئيس ميقاتي عبر التدقيق المفصل لأي اعتماد وارد من وزارات الإصلاح والتغيير ، فلم يكد وزراء عون يرتاحون برحيلهم حتى عادت الخلافات مع الوزير الوافد حديثا إلى المالية حيث عادت الخلافات تسابق المصالحات حتى كاد المصلح حزب الله أن يرفع العشرة يائسا من تسوية الأمور بين أبناء الصف الواحد. خصوصاً أن التمديد للمجلس النيابي كان القشة التي قصمت ظهر البعير. العماد ميشال عون اعتبر أن رئاسة المجلس هي التي خططت ونفذت وسهلت التمديد ولم تكتف بهذا الفعل الشنيع ، بل ادخلت الغريم حزب القوات اللبنانية في معادلة الميثاقية بعدما نجح العماد من سحب الشرعية المسيحية عبر الانتخابات النيابية لدورتين متلاحقتين لكن الرئيس اضفى عليها الشرعية المسيحية لهدف وحيد هو تمرير التمديد في ظل إجماع وطني كما خيل له.
ولم يكتف أبو مصطفى بكل ما «اقترفت » يداه بل قدم للمسيحيين في ثورة الأرز هدية العمر من حيث لا يتوقعون عندما صرح عشية التمديد بأنه ضد القانون الأرثوذكسي ولم يكن يوماً يؤيده، هذا الموقف أضاف إلى العلاقات الملتبسة بين الرابية وعين التينة شكوكا مضافة إلى الملف الشائك والعسير بين الحليفين اللدودين. ويأمل العونيون أن تعيد المادة 24 من الدستور اللبناني العلاقات إلى مسارها كحلفاء حقيقيين خصوصاً إذا عرفت عين التينة حسن القراءة والتفسير لهذه المادة الصريحة. لكن ما يقلق العونيين هو العمل الحثيث الذي يقوم به النائب جورج عدوان من خلال زياراته المكوكية لعين التينة والتي تكون عادة من غير موعد مسبق على اعتبار أن العلاقة وضعت عدوان ضيفا من أهل البيت وبذلك نجح حزب القوات في الإحاطة جيدا برئيس السلطة التشريعية، عدوان في عين التينة وانطوان زهرا في المجلس النيابي وبالتالي ليس مفاجئا أن يسبغ بري على القوات الميثاقية بعد تغطية فعل التمديد مسيحيا فهو اصلا استعملها كحجة دستورية والقوات استجابت لأن الوظيفة الجديدة اعادتها مجددا إلى طاولة الحوار أو إلى الاشتراك مجدداً في الحلف الرباعي …من يدري.
كلاديس صعب