إكس خبر- سريعاً بدأت تظهر التداعيات الأمنية على الساحة اللبنانية للوثيقة التي وقعتها «النصرة» مع داعش، حيث اتفق التنظيمان الإرهابيان على وضع خلافاتهما في العراق وسوريا جانباً والاتفاق على استراتيجية موحدة حول لبنان. فالوثيقة التي انتشرت على المواقع الاجتماعية لم تلق بداية الاهتمام المطلوب واعتبرها البعض أنها من باب الضغوط على الحكومة اللبنانية في ملف العسكريين المخطوفين العالق. لكن نهاية الأسبوع الفائت أظهر أن التنظيمين جديان في تنفيذ المضمون الخطير الذي تضمنته الوثيقة.
هذا الانفجار الأمني الذي حصل حيث فتحت الجبهات دفعة واحدة ضد الجيش اللبناني دفع بالمعنيين إلى اعتبار وثيقة «داعش» و«النصرة» جدية وحقيقية وبالتالي سارع المعنيون إلى إعادة قراءتها على مهل وبتمعن خصوصاً أن الإرهابيين ارفقوا تسريب الوثيقة بالتهديد بأن يجعلوا ليل لبنان نهاراً، وسنحوّل لبنان الى جحيم.
الوثيقة التي سربت على مواقع التواصل الاجتماعي لم تلحظ تاريخاً محدداً للتوقيع، لكن الاعلام سلط الضوء عليها خلال الأيام الخمسة الأخيرة مما يثبت أن للمسربين غايات وأهدافاً مبيتة ضد لبنان. فالمصادر المطلعة التي امتلكت النص الحرفي لهذه الوثيقة أخرجت بعضاً من مضمونها وفيه اعلان حرب صريح ضد لبنان، والارض اللبنانية أصبحت هدفاً للغزوات، وحددت «النصرة» و«الدولة الإسلامية» الهدف من هذه الغزوات وهو أسر عناصر من «حزب الله». كما أن الوثيقة تلحظ احتلال بلدات لبنانية واخرى سورية على طول الحدود كي يتم وصل القلمون بالقطيف وبذلك يضيق الخناق بالكامل على النظام والقوات المسلحة التي تدعمه .كما أن «داعش» و«النصرة» وضعا نصب أعينهما الترسانة العسكرية «لحزب الله» التي يعتبرونها أصبحت في البقاع بعد تطبيق القرار 1701.
وتسأل المصادر المطلعة: هل الفصائل الإرهابية ستقف عند هذه الحدود؟ أم أن طموحاتها ستتعدى النطاق المحدد حاليا وهو القتال على الحدود، خصوصاً أن هذا الإرهاب مني بالهزائم المدمرة في القلمون وفي الساحة اللبنانية حيث دمرت خلاياه المنتشرة وقتلت أو اعتقلت الرؤوس المخططة، لكن هذا الأمر لم يوقف النشاط الأمني والعسكري لهؤلاء الذين عادوا يقاتلون في القلمون وعادوا إلى فتح اكثر من جبهة ضد الجيش اللبناني.
وتعتبر المصادر المطلعة أن «طموحات الارهابيين» هؤلاء لن تقف عند حدود، بل يفكرون بنقل معركتهم إلى بيروت وتحديداً إلى الضاحية الجنوبية، وهو ما هدد به أحد الداعشيين. كما أنهم أطلقوا في الوثيقة بعض التسميات التي تشي بأنهم مصممون على الفتنة المذهبية، فاطلقوا مثلاً تسمية على البلدات بالقرى الرافضة وقرى النصارى وغيرهم في لبنان. وتوعدوا باستهدافها مع التركيز على اسر عدد من الرافضة نساء ورجال وقتل كل من يزيد عمره عن 15 عاما اذا حاول المقاومة. واللافت أن الوثيقة لحظت إعطاء الأمان للنصارى اذا كان بعضهم لا علاقة له بالحزب شرط أن يلتزم بيته. وهنا تؤكد المصادر المطلعة أن بصمات «النصرة» كانت واضحة لأن «الدولة الاسلامية» تعتمد سياسة القتل جماعياً. لكن اتفاق «داعش» و«النصرة» يهدف إلى بث الذعر في النفوس خصوصاً لدى السكان الآمنين في القرى الحدودية. وفي المقابل فإن «حزب الله» الذي هزم الإرهاب في معاقله داخل سوريا لن يجد اية صعوبة في اقتلاعه من لبنان. كما أن الجيش اللبناني الذي يلاحق فلول الإرهابيين في البقاع والشمال ويدمر خلاياه النائمة لن يجد اية عوائق لوأد هذا الإرهاب خصوصاً أن البيئة الحاضنة لهذا الجيش تتسع وكادت أن تصبح شاملة.