اكس خبر- ليس هناك أكثر من مشروبات الطاقة التي نجدها في واجهة المحال التجارية، وفي الإعلانات التجارية، لجذب اللبنانيين الذين يتهاتفون صغاراً وكباراً على شرائها، وذلك لمواجهة حالات تتطلب منهم حيوية ونشاطاً وتركيزاً كضغوط العمل، السهر، الدرس، ممارسة الريّاضة… في هذه الحال، تكون مشروبات الطاقة سلاحاً ذا حديّن، فيها السلبيات والإيجابيات، كما بيّنت الدراسات والبحوث.
مكوّنات مشروبات الطاقة:
يوضح فريق الـMayo Clinic الطبي، أن مشروبات الطاقة تحتوي على مادة الـTaurine وهي نوع من الأحماض الأمينية التي تدعم نمو الجهاز العصبي، تساعد على تعديل نسبة المياه والأملاح في الدم، ترفع من الأداء الرياضي، وتحتوي على خصائص مضادة للأكسدة. تجد الـTaurine في اللحم، السمك وحليب الثدي.
ويضيف أطباء هارفرد أنّ مشروبات الطاقة تحتوي على المكملات الغذائية التالية:
•Chromium picolinate: تساعد هذه المادة في بناء العضلات وحرق الدهون وتحسين الأداء الرياضي.
•dehydroepiandrosterone (DHEA): يعطي هذا الهرمون الطاقة ويحمي من أمراض القلب والالتهابات. ولكن أثبت أن هذا الهرمون يؤذي الكبد، يرفع من خطورة الإصابة بسرطان الثدي والبروستات لأنه مرتبط بهرموني التيستوستيرون والأستروجين، ويسبب ظهور حبّ الشباب ونموّ الشعر على وجه المرأة.
•Ephedra: على الرغم من أنه يعطي الطاقة للفرد، إلا أنه يجعله عرضة للسكتة القلبية.
•Ginkgo biloba: تؤثر هذه المادة في المزاج، فتجعل الفرد أكثر هدوءاً وتركيزاً.
•Guarana: هي مصدر طبيعي للكافيين والطاقة.
•Vitamin B12: الذي يولد الطاقة.
مخاطر مشروبات الطاقة:
على الرغم من حسنات مشروبات الطاقة، تبيّن أنها تضرّ بصحة الإنسان. إليك بعض الدراسات:
•أثبتت دراسة للوكالة الفرنسيةAnses (Agence nationale de sécurité alimentaire de l’alimentation, de l’environnement et du travail) في العام 2013 أنّ لمشروبات الطاقة سلبيّات عدة على صحة الإنسان، فهي تسبب آلاماً في الصدر، ارتفاع ضغط الدم، عدم انتظام دقات القلب مما قد يؤدي إلى السكتة القلبية، التهيّج، التوتر، القلق، الذعر، الهلوسة، والصرع. تبيّن الدراسة أنّ استهلاك كميّة كبرى من هذا النوع من المشروبات يعرّض الفرد إلى المخاطر المذكورة أعلاه بسبب تكدّس الكافيين في العبوة الواحدة (250 مليلتراً)، إذ تبلغ كميّته نحو 50 مليلتراً أي ما يعادل فنجانين من قهوة الإكسبريسو أو أكثر من عبوتين من المشروبات الغازية.
•في اجتماع لجمعية القلب الأميركية عام 2013، تبيّن إثر دراسة أنّ شرب مشروب غازي واحد إلى ثلاثة في اليوم يؤدي إلى اضطرابات في ضربات القلب ويرفع من ضغط الدم. وفي حال تفاقم الوضع، قد يؤدّي ذلك إلى الإصابة بالسكتة القلبية.
•في دراسة أجراها معهد تيليثون لبحوث صحة الطفل، نشرت في الـOfficial Journal of the Anxiety and Depression Association of America في العام 2013، تبيّن أن كثرة الكافيين في مشروبات الطاقة تجعل الفرد يصبح أكثر قلقاً وارتعاشاً. فكلّما أكثر الفرد من احتساء هذه المشروبات كلّما أصبح عرضة للاضطرابات النفسية.
•بالاستناد إلى دراسة فرنسية عرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في 31 آب 2014، تبيّن أنّ مشروبات الطاقة تسبب أمراض القلب كالذبحة القلبية، عدم انتظام ضربات القلب، والموت المفاجئ وذلك بسبب احتوائها على الكافيين. تجد في هذا الأخير منبهات قوية تؤدي إلى انبعاث كميات هائلة من الكالسيوم داخل خلايا القلب، مما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب ويؤثر في قدرته على استخدام الأوكسيجين.
وفي حديث لـ “النهار”، توضح اختصاصية أمراض القلب زينة قاري في مستشفىHotel dieu أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميّة كبيرة من الكافيين التي توفّر الطاقة للجسم. وتضيف أنها تؤثّر في كهرباء القلب، خصوصاً عند من يعانون من مشاكل في القلب كضعف في عضلة القلب أو نشافاً في الشرايين لا سيما كبار السن. فيصبح الفرد تالياً أكثر تعرضاً لعدم انتظام في ضربات القلب، خصوصاً إذا كانت هذه المشروبات ممزوجة بالكحول، فيأتي الشباب إلى الطوارئ وهم يعانون من الـholiday hot syndrome أي سرعة في ضربات القلب.
وفي حديث مع “النهار”، يوضح الدكتور بول ديليفير اختصاصي أمراض القلب أن من الضروري تجنّب مشروبات الطاقة لأن لها تأثيراً خطيراً على صحة المستهلك. فيوضح ديليفير أنّ مشروبات الطاقة تؤدّي إلى تسريع نبضات القلب وهو ما يعرف بـtachycardie. ويشير ديليفير في هذا الإطار إلى أنّ نبض القلب الطبيعي يراوح بين 60 و 80 نبضة وقد يصل أحياناً إلى المئة. في هذه الحالة، يتمّ التحدّث عن الـtachycardia. ويضيف قائلاً:”إنّ تناول مشروبات الطاقة قد يسرّع نبضات القلب فتصل إلى 120 و 130 ما يرهق عضلة القلب. كما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الضغط. زِد أنّ الكافيين مادة منبّهة للقلب، ممّا يجعل هذه المشروبات تؤثّر في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في القلب ومن مشكلات في الشرايين”. إلاّ أنّ هذا الأمر لا ينطبق فقط على الكبار الذين يعانون من أمراض في القلب، بل على الشباب أيضاً الذين قد يعانون من مرض لم يتمّ تشخيصه بعد، ممّا يؤدّي إلى تفاقم هذا المرض بسبب استهلاك هذه المشروبات. ويشير إلى أنّ “هذا النوع من المشروبات غير محبذ به لأنه قد يؤدّي إلى الإدمان. ويعتقد الشباب أنّ هذه المشروبات تمدهم بالطاقة وبنشاط وحيوية دائمين، إلى أنّ هذه الطاقة محدودة ولا تدوم سوى بضع ساعات“.
أمّا بالنسبة إلى سعادة النائب الدكتور عاطف مجدلاني، فهو يوضح لـ “النهار” أنّ “هناك نوعين من مشروبات الطاقة الأوّل دون كحول والثاني مع كحول، لكنها بنوعيها تشكّل خطراً على صحة الشباب نتيجة نسبة الكافيين المرتفعة التي تحتويها، فيعتقد المستهلك أنّه يتحلّى بكميّة كبيرة من الطاقة من النشاط، ممّا يؤثّر في تصرّفاته. وعندما تضاف الكحول إلى المشروبات، يفقد المستهلك قدرته على الاستيعاب وقدرته البصرية المكانيةla capacité visuo spatiale ، فيعجز تالياً عن تقدير المسافات وتحديد سرعة السيارة، فيصاب بنوع من التشوش يفقده السيطرة على القيادة وتقدير السرعة والمسافة بين السيارات”. ويضيف:” هناك خطر على صحة المستهلك لجهة ارتفاع ضغط الدم بسبب كمية الكافيين الموجودة في المشروب، مما يبرر الأزمات القلبية التي تنجم عن استهلاك هذا المشروب”.
ويردف قائلاً: “ويا للأسف، يخلط الشباب في المقاهي والبارات مشروبات الطاقة مع الكحول، ما يضاعف من تأثيرها السلبي”. وبرأيه يكمن الحلّ في توعية الشباب وتنبيههم من أخطار هذه المشروبات الصحية. ويفضّل مجدلاني أن لا يكون مشروب الطاقة متوافراً في لبنان “لا مع كحول ولا بدون كحول”، لأن هناك صعوبة في ضبط كميّة الاستهلاك، وإن ضبطت نسبة مكوّنات المشروب إذ عمدت منظمة الصحة العالمية إلى تحديد الكمية المسموحة من الكافيين في هذه المشروبات. ويختم مجدلاني قائلاً: “تقضي المادة 30 من قانون الإعلام بتخصيص ساعة في الأسبوع للتوعية من دون مقابل من الوسائل الإعلامية”. في هذا الإطار، يطلب مجدلاني من وسائل الإعلام والمجتمع استغلال هذه المادة للتوعية للحدّ من استهلاك هذه المشروبات.