إكس خبر- قد نسيتقظ كلّ يوم وتنتابنا رغبة في تناول نوع معيّن من المأكولات. قد يكون هذا عائداً إلى ما يحتاج إليه الجسم من فيتامينات ومعادن، ولكن ماذا لو كانت هناك عوامل أخرى تؤثّر في ذلك؟
الجراثيم المعوية تؤثّر في اختياراتك
أتساءلت يوماً عن سبب رغبتك في تناول التبولة في هذا اليوم وليس اللحوم مثلاً؟ باكتيريا المعدة هي المسؤولة عن خياراتك الغذائيّة. صدّق، هذا ما أثبته باحثون في كلّ من الـUniversity College San Francisco، Arizona State University وUniversity of New Mexico في دراسة نشرت في الخامس عشر من شهر آب 2014. فوحدها الجراثيم المعوية باستطاعتها أن تحدد سلوكك الغذائي. تتكوّن هذه الجراثيم المعوية من مئة ألف مليار بكتيريا تختلف بحسب اختلاف العمر، الظروف المعيشيّة وخصائص كلّ منّا. ولكن لهذه البكتيريا دور هام تضطلع به في مجال الأطعمة التي تعمل على تحليلها وتحويلها. فالجزيئات التي تنتج من هذه العملية تؤثر في بعض الجينات التي تنظم عملية الأيض في الجسم. وبالتالي يعدّل إفراز الهورمونات المعوية التي تؤدي دوراً في الجوع أو الشبع ممّا يؤثر في السلوك الغذائي واختيارك للطعام التي ترغب في تناوله.
قلّة النوم تجعلك تختار الأطعمة الدهنية
أثبتت دراسة كانت قد صدرت في أيار 2013 في المجلّة العلميةNature Communicationsعن جامعةBerkeley الأميركية أنّ الأشخاص الذين لا يحظون بقسط كافٍ من النوم هم أكثر عرضة من غيرهم لاكتساب الوزن. فبعدما درس الباحثون دماغ كلّ من المشاركين الثلاثة والعشرين المحرومين من النوم، لوحظ اضطرابات في قشرة الدماغ المسؤولة عن تقييم الشبع. فقد أظهرت الدراسة أنّ عدم النوم لوقت كاف يقللّ من نشاط المناطق القشرية في الدماغ الضرورية لتقييم إشارات الغذاء، إذ تصبح اللوزة (وهي المنطقة التي تؤثر في الشهية) أكثر نشاطاً وتجعل الفرد يطلب الكثير من الطعام. فإن النقص في النوم، يحفّز إفراز الهرمونات المعدّلة للشهية من خلال رفع نسبة هرمون الجوع الذي يدعى الـghréline، ومن خلال خفض نسبة هرمون الشبع الذي يدعى الـleptine.
ومن جهة أخرى، أوضحت دراسة أخرى لجامعةUppsala السويدية في أيلول 2013 نشرت في المجلّة العلميّةObesity أنّ قلّة النوم لا تؤثّر فقط في الرغبة في الطعام، إنّما تؤثّر في عمليّة شراء المواد الغذائية، إذ تتجّه هذه الفئة من الأفراد إلى شراء جميع الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية. إن عدد السعرات الحرارية المطلوبة في حال قلّة النوم تصل إلى ما بين 300 و 900 سعرة حرارية أكثر من ذا الذي يحظى بقسط كاف من النوم.
ويوضح الدكتور عدنان عواضة رئيس قسم الأمراض العصبية في مستشفىHotel Dieu، أن هناك مركزاً في الدماغ مسؤول عن التحكم في الشهية، وأن هناك مجموعة من الامور التي تحدد هذا الاختيار من ضمنها العامل الوراثي غير المحدد كيفيّة تأثيره على خياراتنا حتّى اليوم. ولكن من المؤكّد، بحسب عواضة، أن مزيجاً من العادات الاجتماعية والعوامل الوراثية التي يكتسبها الفرد من محيطه تدخل في عملية تذوّق الأطعمة وتفضيل نكهة معينة. أمّا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يطيلون في السهر وساعات نومهم قليلة، فهم يأكلون كميات من الطعام أكثر من غيرهم، ويتجهون خصوصاً نحو الدهون.