إكس خبر- البيكا أو الرغبة في أكل ما لا يؤكل، هو إضطراب سلوكي يترجم برغبة قوية تنتاب المريض بأكل أشياء غريبة كالأقلام، الصابون، الأكياس البلاستيك، الحجار الصغيرة… طبعاً، النتائج مضرّة بالصحة، لأنّ جسد الإنسان لا يهضم الأشياء المماثلة والمواد الرصاصيّة. تعتبر المرأة من أبرز ضحايا هذا المرض، إذ ينجم عن نقص في الحديد لديها.
أمّا بالنسبة إلى النساء الحوامل، فإن أصبن به، فذلك بسبب مشاكل في التغذية (المرأة الأفريقيّة الحامل هي أكبر ضحايا هذا المرض، و ذلك لأنّها اعتادت على أكل الطين أثناء فترة حملها). حتّى انّ الطفل لم يسلم من مرض البيكا المتقلّب بحسب العمر، فيأكل طلاء الجدران مثلاً، الجصّ، الرمل والشعر… تظهر عوارض هذا المرض لدى الطفل بعد السنة الأولى أو الثانية من عمره. و لكن لا يتمّ تشخيص المرض إلاّ بعد مرور شهر في حال استمرار هذه العوارض. أمّا بالنسبة إلى سبب المرض، فهو مرتبط بتخلّف عقلي واضطرابات نفسية كمرض التوحّد. البيكا مرض نادر وغير معروف، ليس له علاج معيّن، قد يدوم أعواماً عدّة و لكنّه سيختفي وحده مع الوقت. من الآثار الجانبيّة التي يسببّها: التهابات في الأسنان ناجمة عن حامض القيء ومضغ المواد الباردة والقاسية، مشاكل إمساك، تسممّ رصاصي في حال أكل الرصاص والألوان. في الـSummary of proceedings، يروي الأطباءCrosby وDiamonds أنّ مرض البيكا لا يختفي و لا يزول إلاّ في حال تعويض نقص الحديد لدى المريض. و لكن في حال عدم شفائه، ينصح بمتابعة العلاج لدى اختصاصي نفسي.
مرض رائحة السمك الفاسد أو الـfish odor syndrome:
رائحة السمك الفاسد… جميعنا نكرهها! إلاّ أنّ المرء عندما يصاب بهذا المرض، يصدر رائحة كريهة مماثلة لتلك التي يصدرها السمك، على الرغم من النظافة التي يتّبعها أو العطر الذي يضعه. فيشعر المريض بتعرّق دائم، بسبب ارتفاع نسبة الـtriméthylamine في العرق، البول واللعاب. تمّ اكتشاف هذا المرض عام 1970، وهو نوع من الشذوذ الوراثي الناجم عن وجود مادّة في الجسد اسمهاvolatile. يبتعد المريض عن محيطه عند إصابته بالمرض، فينزوي ويدمن على الكحول، فيصاب المريض بالكآبة وبرغبة في الانتحار. للمعالجة، ينصح الأطّباء بأخذ الـantibiotique néomycine وmétronidazole يوميّاً للقضاء على الفلورا المعوية، بالإضافة إلى ساعات من العلاج النفسي.
أي عدم القدرة على الكلام دون الهمس أو الـdysphonie spasmodique:
هو من الأمراض التي يصعب تصديقها، إلاّ أنّها ناجمة عن اضطراب في الحبال الصوتيّة. لذا، كي يتمّكن المريض من التعبير عما يجول في خاطره، عليه أن يهمس أو أن يتكلّم بصوت خافت. يصيب هذا المرض النساء خاصّة، و يبدأ عند سن الثلاثين 30 أو 40. قد يأتي تدريجيّاً مع الوقت، أو يصيب المرأة فجأة بعد صدمة جسدية أو نفسية. تظهر عوارض هذا المرض من خلال تشويش الصوت أو انقطاعه بين كلمة وأخرى بطريقة غير إراديّة، فيضطر المريض أن يكتفي بجمل قصيرة لأنّه يعاني كذلك من ضيق في التنفّس أثناء الكلام ومن آلام في الرقبة، ناجمة عن المجهود الذي يبذله للكلام. يؤثّر هذا المرض في علاقة المريض بمحيطه، خصوصاً ضمن نطاق العائلة والعمل. لن يتمّكن كذلك من اجراء اتصالات هاتفية، ولا حتّى الغناء. و لكن عندما يطلب منه الصريخ أو التعبير عن غضبه يتمّكن من الكلام بسهولة. لتشخيص هذا المرض، على المريض أن يجري الفحوصات التاليّة: fibroscopie vidéostromboscopie وélectromyographie للأوتار الصوتية. لن يتمكن المريض من معالجة إصابته من طريق الأدوية، بل يستطيع أن يعمل على إعادة تأهيل أوتاره الصوتية وتعلّم التنفس. احذر من العمليّات الجراحيّة لأنّها، في معظم الأحيان، لا تنجح لا بل توّلد آثاراً جانبيّة مضرّة.
أو مرض الإشتباه بالذئب أو الـhypertrichose:
لم تتقبّل الشعوب القديمة هذا المرض، و ذلك بسبب ملامح المريض الحادّة، شعره الكثيف و يديه الضخمتين. فكان المريض يطرد من القبيلة، أو يقتل أو يحرق لأنّه يشبه الذئب! فما ذنبه إن كان سبب تشوّهه مجرّد اضطراب في الهورمونات، أو دواء مركّب من الـcorticoïde أو عامل وراثي؟! للمعالجة، على المريض أن يستشير طبيب جلد الذي سيقترح عليه الحلول المناسبة. قد تكون إحداها: توقيف الأدوية التي كان المريض يتعاطاها واستبدالها بأخرى خالية من مادّة الـcorticoïde، معالجة الهورمونات من خلال نظام معيّن، أو اللجوء إلى إزالة الشعر الزائد و لكن بإشراف الطبيب طبعاً.
مرض اليد الخفيّة أو الـAlien Hand Syndrome:
من الذي أمسك بيدي؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه المصابون بهذا المرض. فبعد الإصابة بصدمة، أو بعد إجراء عمليّة جراحيّة، يصاب قسم من الدماغ بخلل معيّن، فيصدر تعليمات لليد، لم يعد للمريض قدرة السيطرة عليها: قد تصفعك يد أحدهم، قد تقوم بتفتيش حقيبتك، أو بفكّ أزرار قميصك…للأسف ليس هناك من علاج لليد الخفيّة حتّى اليوم.