يبدو أن شبكات التواصل الاجتماعي لم تعد خطرا على بعض الحكومات التي تعتبرها تهديدا لها، بل أصبحت أيضا تهدد الحياة الزوجية لبعض المتعاملين معها، وأهمها الفيسبوك.
من الجميل بالطبع أن هذه الشبكات مكنتنا من العثور على أصدقائنا القدامى وجعلتنا أيضا نتعرف على أصدقاء جدد، لكن الخطر هو التورط العاطفي مع أي من هؤلاء، فكثير من بيوت الزوجية حول العالم أصبحت في خطر بسبب ذلك.
مواقع الاتصال هذه ليست شيئا حسنا أو سيئا، لكنها مجرد أداة تواصل يجب ألا يسبب استخدام الشريك لها خوفا لدى الشريك الآخر. المشكلة هي عندما تجيش العواطف بشكل غير مقبول تجاه شخص على الإنترنت. هذا ليس خطأ من صمم هذه الشبكة ومواقع التواصل، لكن المشكلة أنها جعلت حدوث هذا النوع من العلاقات سهلا. المختصون النفسيون يرون أن هناك أشخاصا لديهم القابلية التي تؤهلهم للتورط في هذه العلاقات الممنوعة، والشيء الخطير أن كثيرا من الأزواج الذين ينفون أن لديهم هذه القابلية قابلون فعلا للوقوع في هذا النوع من العلاقات.
ليس من الضروري أن يكون الزواج أو العلاقة بالشريك سيئة حتى يشعر الشخص بعدم الإشباع أو الرضا عن العلاقة، لذلك تقول إحدى المختصات في شؤون العلاقات الزوجية إن الجملة التي دأب هؤلاء على قولها عندما كانوا يأتون إليها لاستشارتها في كيفية إصلاح علاقاتهم الزوجية هي: «لا أدري كيف حدث هذا؟ كنت أظن أننا بخير، كيف تورطت بهذا؟».
أحد الرجال كتب يوما «زواجي في خطر لأني قلت لنفسي ان ما يحدث مجرد غزل بريء. الآن أنا أدفع الثمن». واحدى الزوجات كتبت «كل مواقع التواصل الاجتماعي مكان قد يجد فيه الشخص المتزوج نفسه في مشكلة». وهناك زوجة أخرى قالت «مفتاح النجاة هو الحذر من الخطر وألا يقول الشخص لنفسه لا يمكن أن يحدث معي هذا. كل العلاقات بدأت بريئة لكنها تطورت. الاحتياجات التي لم يؤمنها الزواج يظهر شخص ما يشبعها في هذه المواقع».
خطوات لمنع الخطر
كيف يستطيع الشخص أن يتأكد أنه لن يتخطى الخط الأحمر في علاقاته على أي شبكة من شبكات التواصل الاجتماعي؟
-أولا: يجب أن تعمل على حياتك الزوجية ولا تأخذها على أنها شيء مضمون. فحتى الزواجات الناجحة قد تصبح مهددة بعد سنوات بسبب الملل أو الشعور بالوحدة أو الرغبة في حياة أكثر بساطة، أو الشوق للرومانسية، أو ربما حتى لمجرد الفضول في تجربة شيء جديد.
كل ستة أشهر على الأقل يجب أن يفعل الزوجان معا شيئا يقوي علاقتهما كالذهاب في إجازة من دون الأولاد على سبيل المثال.
– ثانيا:
دائما فكر انه يمكن أن يحدث ذلك معك وحدد الحدود التي لا يجب تجاوزها أبدا، وأهمها لا يجب أن تسمح بالغزل. فعلى الرغم من انه يرضي الغرور إلا انه من جهة أخرى يزرع بذور السم التي سوف تدمرك. وقالت إحدى ضحايا حب الإنترنت «انتبه لعلم الخطر الأحمر وحاول أن تكون قويا عندما يبدأ أحدهم بذلك. الأفضل أن تضع إصبعك على زر الحذف من قائمة الأصدقاء».
المشكلة تحدث عندما تؤجل ذلك بدلا من أن تقوم به بشكل فوري. انتظر أكثر ولن تستطيع إيقاف الأمر ساعتها للأسف.
كن صادقا
– ثالثا:
كن إيجابيا وصادقا تماما مع شريكك، وفي كل شيء. فإذا سألك عن الشخص الذي يأخذ وقتا منك في الرد على رسائله أو الحديث معه عبر الماسنجر، لا تخترع إجابات غير صحيحة أو تقول لا أحد. كن صادقا معه بخصوص الشخص الذي تتحدث إليه. بمعنى اخر لا تعزل شريكك عن عالمك في شبكات التواصل الاجتماعي.
– رابعا:
كن صادقا مع نفسك حول نقاط ضعفك وقوتك. أحد الأزواج قال «أنا صديق على الفيسبوك لامرأتين خضت معهما سابقا تجارب عاطفية. زواجي ليس رائعا لكنه هو العلاقة التي أنتمي إليها وأريدها أن تستمر، لذلك لن أخاطر به وبأسرتي من أجل علاقات سبق أن فشلت. زوجتي هي أفضل شريك لي في حياتي. الشخص السابق كان عقلانيا وواثقا بنفسه ومما يريده ولكن إذا كنت ممن يعانون من علاقة زوجية متصدعة أو ليس لديك قدرة على ضبط نفسك فالأفضل ألا تلعب بنار المواقع الاجتماعية حتى لا تحرقك. فهذا قد يكون بحثا عن المتاعب وتأكد أن المتاعب غالبا تجد من يبحثون عنها.
– أخيرا:
بعض الأزواج يجب أن يتعاملوا مع هذه المواقع مثلما يتعامل البعض مع المواقع الإباحية، أي التخلص منها تماما ومن خدمة الإنترنت أيضا. هذا في حالة إذا شعر أحدهما بأنها بدأت تسبب لهما المشاكل.
قد يرى البعض أن التخلص من الإنترنت أمر فيه تطرف في علاج المشكلة، لكن عندما تفشل الأساليب الوقائية في منع حدوث تورط عاطفي فإنه يجب استبدال الدواء بجراحة لإنقاذ الحياة الزوجية.