بعد أن اعتبر مجلس الأمن الدولي أن “الهجمات المُمنَهجة” ضد المدنيين في ليبيا يمكن تصنيفها أنها “جرائم ضد الإنسانية”، اعلن المدّعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو-اوكامبو في لاهاي، فتح تحقيق في هذا الشأن يستهدف الزعيم الليبي معمّر القذافي وأبناءه وعددا من كبار المسؤولين في نظامه، منهم وزير الخارجية ورئيس جهاز امن النظام والاستخبارات العسكرية ورئيس الأمن الشخصي ورئيس منظمة الأمن الداخلي، قائلا: “إذا كانت القوّات التي يقودها هؤلاء ترتكب هذه الجرائم، فيمكن تحميلهم المسؤولية قضائيا”.
رسالة أميركية شديدة اللهجة
تزامنا، وجّه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة “شديدة اللهجة” إلى القذافي، داعيا إيّاه إلى التخلّي عن السلطة، وقال إنّ بلاده تدرس جميع الاحتمالات لإنهاء أعمال العنف الدامية في ليبيا، في مؤتمر صحافي مع نظيره المكسيكي فيليب كالديرون في البيت الأبيض.
وشدّد أوباما على أن “المسؤولين عن أعمال قتل المدنيين في ليبيا سيتحمّلون مسؤولية أعمالهم”، مشيرا إلى أنّ بلاده قادرة على التدخل سريعا لوقف الأحداث الدامية في ليبيا، وأنه وافق على السماح لطائرات عسكرية أميركية بالمساعدة في عمليات نقل مئات المصريين الذين نزحوا إلى الأراضي التونسية وإعادتهم إلى مصر.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في وقت سابق، فرض عقوبات على الزعيم الليبي ومقرّبين منه على خلفية القمع الوحشي للثورة الشعبية، وأكّد خلال المؤتمر أنّ هذه العقوبات لا تستهدف المقدّرات الليبية بل النظام في حد ذاته. وتابع: “ندرس مع دول العالم كل الإجراءات التي يمكن اتخاذها، لأنّ المعاناة وإراقة الدماء غير مقبولين وينتهكان الأعراف الدولية”.
مواقف دولية
الى ذلك اعتبر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أنّ ليبيا “على شفير حرب أهلية”، واصفا الوضع في هذا البلد بأنه “حالة قصوى”، وسط مخاوف من خسارة روسيا أربعة مليارات دولار من صفقات بيع الأسلحة لليبيا.
في غضون ذلك، نشرت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي قرارا ينصّ على فرض عقوبات على الزعيم الليبي و25 من المقرّبين منه، ما يعني دخول العقوبات التي أقرّتها حكومات الدول الأوروبية الـ 27 الاثنين الماضي حيّز التنفيذ فورا، والتي تنص خصوصا على تجميد أموال ورفض منح تأشيرات.
من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أنّ “لا نيّة للحلف للتدخل في ليبيا لكنّنا نستعد في شكل مدروس لكل احتمال”، مضيفا أن الحلف يتابع الوضع الميداني عن كثب وأخذ علما بطلب المعارضة الليبية في بنغازي من الدول الغربية، تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع القوات الموالية للنظام، مشددا على أن مجلس الأمن الدولي لم يجز في هذه المرحلة اللجوء إلى القوة.
في فنزويلا، بحث الرئيس هوغو تشافيز هاتفيا مع الزعيم الليبي إرسال بعثة سلام دولية لتسوية النزاع في بلاده، واقترح على الجامعة العربية القيام بوساطة لإيجاد حل سلمي للازمة في ليبيا. (وكالات)ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وزراء الخارجية الاوروبيين إلى اجتماع استثنائي مخصّص للبحث في الوضع في ليبيا في العاشر من آذار الجاري، عشية قمّة الدول الـ27 حول المسألة نفسها.في السياق عينه، شدّدت الصين على ضرورة احترام وحدة الأراضي الليبية، مؤكدة أن كل المبادرات الدولية في شأن ليبيا يجب أن يقرّرها مجلس الأمن الدولي، لأن ذلك وحده كفيل بإعادة الاستقرار إلى هذا البلد