استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الدين رفيق الحريري جمهوره, جمهور 14 آذار/مارس الغفير والذي تم إحصاؤه بما لا يقل عن 850 ألفا, استقبلهم على طريقته الخاصة على المنصة حيث كان يرتدي بدلة/طقم مؤلف من سترة + قميص +ربطة عنق والبنطلون , فما كان منه إلا أن خلع السترة وفك ربطة العنق وتخلص منهما وما لبث أن بدأ “بالتشمير” عن أكمامه (رفع أكمام القميص الى أعلى) ليبدأ خطابه مستأذنا جمهوره مسبقا بأن يكون باللهجة اللبنانية العامية وليس الفصحى
ورأى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري انه من المستحيل أن ان يبقى السلاح لعبة تُرمى على أولادنا لتنفجر في وجوههم، وان يبقى السلاح مرفوعاً في وجه إرادة الشعب الديمقراطية وفي وجه الحقيقة والحق.
وشدد الحريري في الكلمة التي ألقاها خلال التظاهرة في ساحة الشهداء، أن لبنان لا يموت والحق لا يموت ومطالبنا ستتحقق، وقال: “أنجزنا السيادة والإستقلال والمحكمة الدولية وبقي علينا إنجاز الحرية. لأن لا حرية لشعب خاضعة دولته، ودستوره، وأمنه، واقتصاده، ومستقبله لغلبة السلاح ورهينة قرار من يتحكم بالسلاح”.
وأضاف: “يقولون لكم، مستحيل … لماذا هو مستحيل؟ ماذا نطلب؟ ألاننا نطلب دولة؟ ليس هذا مسيحلا. نطلب دولة بلا مواطن درجة أولى يحمل سلاحه يستعمله متى يحلو له، ومواطن درجة ثانية، قلبه على أولاده وعلى السفر وأولاده؟ لا، أبداً غير مستحيل ذلك.
وتابع “نطلب دولة فيها دستور يحترمه الجميع ولا يأتي في كل مرة أحد يدوس عليه أو يمزقه لأنه يملك السلاح، فليس هذا مستحيل، المستحيل هو ان يبقى أحدهم 20 سنة في نفس الموقع في السلطة ويعطينا دروساً في السطة لأنه كلما فكر أحد للترشح في وجهه، يُخرج السلاح الى الشوارع والسطوح”.
المستحيل أن يستطيعوا الإستمرار بالقول عن كل ما يقول اي كلمة انه خائن وإسرائيلي. إسرائيل تريد ان يدار السلاح الى بيروت وبرج أبي حيدر والجبل وعائشة بكار وسعدنايل والشويفات وبيصور وطرابلس وعكار. إسرائيل أيضاً تريد أن يسقط السلاح بالفساد والبلطجة، وتريد ان يسقط السلاح الى جورة الإنتشار في الشوارع والزواريب.
وأضاف: “نحن من سيمنع السلاح من السقوط وسنضعه تحت أمرة الدولة ورايتها لأن الدولة هي من يجمعنا كلنا والجيش هو من يحمينا كلنا، وننسى ان اسرائيل عدونا وفلسطين قضيتنا. المستحيل هو أن نسكت، ونطأطئ الرؤوس، ونتراجع عن حريتنا، وديمقراطيتنا ودستورنا، وبلدنا، وأن ننسى انكم أنتم من أتيتم بالإستقلال، والسيادة والمحكمة بكل حضارة وكل سلم وهدوء ومن دون سلاح ومن دون ضربة كف، وان كلمتنا هي كلمتكم”.
ولفت الى انه منذ “ست سنوات في هذه الساحة، ومنذ ست سنوات اغتالوا الحريري، واعتبروا انهم انتهوا من رفيق الحريري ومن لبنان، واعتبروا انهم “خلصو منكن”، مستطرداً بالقول: “فاجأتوهن منذ ست سنوات وسبقتونا على الساحة ونحنا لحقناكم”.
وقال “مستحيل ان ننسى رفيق، ومن يقول ان رفيق الحريري هو فقيد عائلة نقول له، هذه هي عائلة رفيق الحريري، أنتم عائلة رفيق الحريري وأنتم عائلة لبنان. مستحيل ان ننسى باسل وسمير، وجورج وجبران وبيار ومستحيل ان ننسى وليد وأنطوان، وفرنسوا، ووسام، فأنتم عائلاتهم. مستحيل ان ينسى مروان الياس، والياس ينسى مي، ومستحيل ان ننسى جميعنا عشرات المدنيين الذين سقطوا معهم”.
كما شدد على أن “المستحيل ان يقبل احد للبنان أن يقع تحت أي وصاية إن كانت من الخارج او وصاية سلاح من الداخل لحساب الخارج. مستحيل ان ننسى حلم رفيق الحريري لهذا البلد وأن نتخلى عن طموحاتنا التي أثبتنا اننا قادرون على تحقيقنا وان نكون نموذجاً للعيش المشترك المسلم – المسيحي في هذا البلد”.
وأضاف “مستحيل أن نتخلى عن حريتنا وعروبتنا ومستحيل ان نتخلى عن الحقيقة والعدالة ومستحيل وألف مليون مستحيل ان نتخلى عن لبنان”.
وكان الحريري قد سأل في أول خطابه: ” هل تقبلون بوصاية السلاح؟ هل تقبلون ان يكون السلاح بيد أحد غير الدولة؟ وهل تقبلون ان تتشكل حكومة أتت بها وصاية السلاح؟ هل تقبلون بأن تأتي حكومة تلغي علاقة لبنان بالمحكمة الدولية؟ او تتشكل حكومة “شغلتها وعملتها” شطب المحكمة الدولية من الوجود؟ هل تقبلون حكومة توقف التمويل عن المحكمة الدولية؟ أنتم ثوار الأرز تقبلون بتسليم قرار لبنان الحر السيد والمستقبل لأحد غير الدولة اللبنانية؟ “.