إكس خبر- هل تحمل السنة الجديدة مفاجآت على غرار ما فعلت السنة المنصرمة؟ مَن كان يتوقع إنشاء «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق في مطلع العام 2014؟
ومَن كان يُصدّق أن جيشاً مثل الجيش العراقي يفوق عديده المليون ضابط وجندي من الممكن أن ينهار في ساعات أمام اجتياح تنظيم إسلامي متشدّد مثل «داعش»؟
ومَن كان يحسب سقوط رجل إيران القوي في بغداد نوري المالكي؟
أما على الصعيد الدولي، فلا أحد كان يتوقّع أن يستعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شبه جزر القرم من أوكرانيا، ويُعيد ضمّها إلى بلاده في مواجهة سياسية – إقتصادية شرسة مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. كما أن لا أحد كان يتكهن بانهيار أسعار النفط واستخدام ذلك سلاحاً في المواجهة بين الغرب وموسكو.
هذه الأحداث البارزة التي طبعت العام 2014، ستنتقل تداعياتها إلى العام المقبل مع توقّع إضافات جديدة إليها في المشهد الجيوسياسي.
ستتواصل الضربات الجوية للتحالف العربي – الدولي على مواقع «الدولة الإسلامية»، إلّا أنّها لن تتمكّن من سحقها ولا محاصرتها ما دامت الدول المعنيّة الكبرى تمتنع عن إرسال قوات برّية لقتال «داعش» في سوريا والعراق، بل بالعكس هناك مخاوف من تنامي ظاهرة «الدولة الإسلامية» في بعض دول شمال أفريقيا مثل ليبيا والجزائر، حسب تقارير بريطانية.
إنها حرب كرّ وفرّ طويلة، لا رابح فيها ولا خاسر في المدى القريب. لا تغييرات ميدانية إستراتيجية في الأفق، ولا حل سياسياً أو عسكرياً للأزمة السورية لا في موسكو ولا في جنيف. ويبقى لبنان في موقع حذر وحسّاس، ولكن الأفضل سياسياً وعسكرياً، قياساً على حجم البراكين التي تضرب الشرق الأوسط، خصوصاً مع إيجابية الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، وبدء وصول طلائع المساعدات العسكرية للجيش اللبناني.
وتبقى الأنظار مشدودة إلى المفاوضات النووية بين الغرب وطهران، لأن من شأنها أن تُحدّد ملامح المرحلة التالية في المنطقة.
أمّا دولياً، فإن المواجهة بين الروس والأميركيين وحلفائهم ستتصاعد تدريجاً، حيث سيُضيّق الغرب الخناق على موسكو بمزيد من العقوبات والضغوط الإقتصادية والمعيشية، إضافة إلى ما يعتبره الكرملين تهديداً خطراً لأمن روسيا القومي، وهو ضمّ أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
إن الأحداث العالمية والإقليمية تتّجه نحو السخونة والإثارة أكثر فأكثر، وموازين القوى تتعرّض لإختبارات وإمتحانات، بين حلم روسي في استعادة زمن الحرب الباردة وقواعد الإشتباك فيها، وبين رفضٍ أميركي صارم لأي عودة إلى الماضي.
فعلاً إنها سنة حُبلى بالتحديات والمفاجآت.
الكاتب: جورج سولاج