إكس خبر- وسعت اسرائيل حربها على قطاع غزة فامرت سكان مناطق شمال القطاع بمغادرته حتى ظهيرة أمس الاحد. كما كثفت غاراتها الجوية على المدنيين الفلسطينيين، فضاعفت عدد القتلى والجرحى ووصلت الحصيلة الى 168 بينهم 36 طفلا و24 امرأة وتسعة مسنين. وواصلت فصائل المقاومة اطلاق الصواريخ على محيط قطاع غزة مستهدفة تل ابيب ومحيطها وكذلك منطقة القدس وديمونا وحيفا.
سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ممثل الامين العام للامم المتحدة في فلسطين روبرت سيري طلبا رسميا الى الامين العام للامم المتحدة بان كي -مون يقضي لــ”توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وارضه”. وقال لدى تسليم الرسالة في مقره برام الله: ” ان القيادة الفلسطينية قررت الطلب رسميا من الأمم المتحدة توفير الحماية الدولية لشعب وأرض فلسطين“
واضاف: “لا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمرا، وكانت هذه الليلة حافلة بالهجوم البري، مما أدى إلى وقوع مزيد من الشهداء ومزيد من الجرحى والتدمير”. وأعلن ان “القيادة في حال انعقاد دائم، واليوم قررت طلب الحماية الدولية للأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وبناء على ذلك قمنا باستدعاء السيد سيري، وسلمته هذه الرسالة ليسلمها بدوره إلى بان كي- مون”… الوضع لم يعد يحتمل الصبر أكثر من هذا، فإسرائيل أوغلت في كل شيء، ولا بد من ايقاف عدوانها الذي بدأ في الخليل ثم في القدس، ثم في بقية الضفة الغربية، وأخيرا في غزة، وهو وضع لم يعد يحتمل وعليه أرسلنا هذه الرسالة“.
تهجير
وأمس منعت اسرائيل المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الاونروا ” بيير كرينبول ومنسق الشؤون الانسانية جيمس راولي من دخول قطاع غزة. وصرح مدير عمليات “الاونروا” روبرت تيرنر في مؤتمر صحافي عقده في احدى مدارس اللاجئين التي فتحت لاستيعاب آلاف المهجرين من شمال غزة بان “سلطات الاحتلال منعت مفوض الاونروا بيير كرينبول ومنسق الشؤون الانسانية جيمس راولي من دخول غزة متذرعة باسباب امنية“.
وقال :”فتحنا اليوم (أمس) ثماني مدارس لاستيعاب آلاف المهجرين من شمال قطاع غزة بعدما غادروه فجرا”، موضحاً ان عدد من هم في المدارس الآن اربعة آلاف إلا ان العدد يزداد في كل لحظة . وروى “انه تحدث مع رجل عجوز في المدرسة اخبره انه هجر من منطقة العطاطرة في بيت لاهيا للمرة الثالثة خلال حروب 2008 و 2012 و 2014 وانه سكن المدرسة نفسها والفصل الدراسي نفسه هو وعائلته“.
وافادت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة ” ان عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان المتواصل على القطاع وصل الى 166 شهيدا بينهم 36 طفلا و 24 امرأة وتسعة مسنين، وأن عدد الجرحى وصل إلى 1213“.
وقد كثفت اسرائيل غاراتها ليل السبت عقب اعلان حركة المقاومة الاسلامية “حماس” انها ستطلق صواريخ في اتجاه تل ابيب الساعة التاسعة وتتحدى سلاح الطيران ان يكتشفها أو يمنعها. في التاسعة تماما اطلقت صواريخ عدة من طراز ” جي 60 “، على منطقة تل ابيب اعلنت اسرائيل اعتراضها في الجو.
نتنياهو
في المقابل، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو “إن إسرائيل تشن معركة عسكرية صارمة على حركة حماس وباقي منظمات الإرهاب العاملة في قطاع غزة”. واضاف في مستهل الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء إن” حماس اختارت الاعتداء على المدن الإسرائيلية بالقصف الصاروخي المكثف والعشوائي ونحن نضرب حماس بقوة تزداد رويداً رويداً“.
وفي تهديد واضح بتوسيع القصف الى المؤسسات المدنية في القطاع، قال: “يجب أن ندرك أن العدو يختبىء في مساجد ويقيم مستودعات للأسلحة والذخيرة في أقبية المستشفيات وله قيادات قرب رياض للأطفال“.
وحمل “حماس” مسؤولية أي “مس بالمدنيين الفلسطينيين في حين أن إسرائيل تأسف لذلك“.
ورأى ان”الفارق بين إسرائيل وحماس هو أننا نستخدم المنظومات المضادة للصواريخ لحماية سكان إسرائيل وهم يستخدمون سكان قطاع غزة لحماية مستودعات الصواريخ التابعة لهم“.
ولم يتخذ مجلس الوزراء قرارا في شأن تطوير الهجوم والقيام بعملية برية . لكن مراقبين قالوا ان قرار العملية البرية لم يتخذ وان اسرائيل تريد ان تنتظر نتائج الاتصالات الديبلوماسية خلال اليومين المقبلين قبل ان تتحرك طوابيرها المدرعة على الارض.
ومع تكثيف اسرائيل غاراتها الجوية على بيوت الغزيين وايقاعها المزيد من الخسائر البشرية الى تدمير اكثر من 500 منزل في عموم قطاع غزة حتى صباح الاحد، أطلق فلسطينيون بعد ظهر أمس صواريخ عدة في اتجاه وسط اسرائيل وشمالها. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان منظومة” القبة الحديد” اعترضت صاروخين في أجواء تل أبيب الكبرى. وكان صاروخ انفجر قبل ذلك في مدينة عسقلان من دون تسجيل إصابات.
وأصيب اسرائيلي في عسقلان بجروح بالغة بشظايا صاروخ سقط قرب منزله. واعترضت منظومة” القبة الحديد” صاروخين اطلقا في اتجاه بئر السبع .كما انفجرت قذائف صاروخية عدة في مناطق غير ماهولة في محيط المجلس الاقليمي حوف عسقلان من دون وقوع اصابات. وبلغ عدد الصواريخ التي اطلقت حتى مساء امس من غزة على اسرائيل 60 صاروخا.
وفيما يواصل سلاح الجو الاسرائيلي قصف غزة بمعدل غارة كل بضع دقائق، كشف مصدر اسرائيلي انه” تم حتى الآن تعبئة أكثر من 40 ألف جندي احتياط، علما بأن المجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية قد أعطى الضوء الأخضر قبل بضعة أيام لتعبئة 48 ألف جندي احتياط“.