إكس خبر- كان العام 2014 غنيًا بالأحداث السياسيّة التي خضّت الأرضيّة اللبنانيّة، وفتحت ملفات شائكة أثارت جدلًا إعلاميًا وشعبيًا واسعًا، مع العلم أن أغلب هذه الأحداث طغى عليها الطابع الأمني نظرًا للتطوّرات التي تعصف بالمنطقة، وخصوصًا الحرب السوريّة، وتؤثّر في شكل مباشر على لبنان ملقية بظلّها عليه. فما هي أبرز هذه الأحداث والنتائج التي ترتبت عنها.
1- الفراغ الرئاسي: أين رأس الجمهوريّة؟
كان من المفترض أن ينتخب رئيس جديد للجمهوريّة اللبنانيّة في الخامس والعشرين من أيار (مايو) 2014، لكن الانقسام السياسي العمودي والحادّ بين كتلتي 8 و14 آذار، لم يسهم في ذلك، بل أرسى فراغًا رئاسيًا في سدّة الرئاسة بعدما تمسّك فريق 14 آذار بترشيح رئي10 أحداث سياسية شهدها لبنان في الـ2014.. ما هي؟س القوات اللبنانيّة سمير جعجع، ودعم فريق 8 آذار للعماد ميشال عون في معركة الرئاسة، وهو ما ساهم في انطلاق حوار بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل لم يفضِ إلى أي نتيجة، وهيأ الأجواء لانطلاق حوار مسيحي – مسيحي بين عون وجعجع، وحوار شيعي – سني بين حزب الله وتيار المستقبل.
2- مجلس النواب يمدّد لنفسه مرّة جديدة
على الرغم من الاعتراض الشعبي والسياسي الذي سبق التمديد لمجلس النواب، وعلى الرغم من مقاطعة جلسة التمديد والطعن به أمام مجلس شورى الدولة من التيار الوطني الحرّ، إلّا أن النواب مدّدوا لأنفسهم بحجة عدم القدرة على إجراء انتخابات نيابيّة بسبب الوضع الأمني الدقيق في لبنان، على أن تنتهي ولايتهم في العام 2017.
3- عرسال وأزمة المخطوفين
احتفل الجيش اللبناني بعيده الذي يصادف في الأوّل من آب (أغسطس) من كلّ عام في ساحة المعركة في عرسال، التي اندلعت ردًا على اعتقال أحمد جمعة لدى استخبارات الجيش، فيما أكّدت القيادة العسكريّة أن المعركة بدأ التحضير لها منذ فترة من المسلّحين والإرهابيين الذين هربوا إلى جرود عرسال بعد معركة القلمون التي خاضها حزب الله في آذار (مارس) 2014. وأفضت معركة عرسال عن اعتقال عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، ما دعا بأهلهم للاعتصام وإقفال طريق البقاع ولاحقًا طرقات وسط بيروت لدرء خطر الذبح عن أولادهم خصوصًا بعدما اعدم الإرهابيون كلّ من علي السيد وعباس مدلج ذبحًا وعلي البزال برصاصة في الرأس.
4- طرابلس: خاصرة لبنان الموجعة
استحوذت مدينة طرابلس وشوارعها وضواحيها على أهميّة كبرى خلال هذه السنة، نظرًا إلى الأحداث الأمنيّة التي انطلقت منها، بدءًا من تفجير مسجدي التقوى والسلام الذي ذهب ضحيتهما أكثر من 30 قتيلًا و500 جريح، واندلاع جولات من المعارك بين باب التبانة وجبل محسن، والتي انتهت بهروب زعيم الحزب الديموقراطي اللبناني العربي علي عيد وابنه رفعت المتهمين الأساسيين في عمليّة تفجير المسجدين، وبدء تطبيق الخطّة الأمنيّة في طرابلس مع تشكيل حكومة الرئيس تمّام سلام، التي عادت ونُسفت في أحداث التبانة الأخيرة التي خاضها مسلّحون سلفيون مؤيدون لجبهة النصرة وداعش ضدّ الجيش اللبناني، والتي حسمت بإعادة الأمن إلى المنطقة وهروب شادي المولوي وأسامة منصور إلى جهة مجهولة يتردّد أنها مخيّم عين الحلوة.
5- القلمون ويبرود: إغلاق معمل العبوات الناسفة
انطلقت في آذار (مارس) 2014 معركة تحرير القلمون ويبرود من “داعش” و”النصرة” و”الجبهة الإسلاميّة” و”الكتيبة الخضراء”، هي المعركة التي خاضها حزب الله والجيش السوري، هي معركة رآها حزب الله استراتيجيّة تندرج ضمن سياسة الأمن الوقائي التي مارسها بهدف سدّ خطوط الإمداد بالسلاح والمسلّحين والعبوات الناسفة التي تصل من القلمون إلى عرسال، لتجوب في مناطق وجود القاعدة الشعبيّة للحزب في الضاحية الجنوبيّة لبيروت ومناطق البقاع الشمالي، هي المعركة التي ساهمت في إقفال معمل العبوات الناسفة التي قضّت مضاجع اللبنانيين أشهرًا قبل إحكام السيطرة على هذه الجبال الحدوديّة المفتوحة والتي تعتبر البوابة الكبرى لسوريا على لبنان.
6- حرب الانتحاريين في معاقل حزب الله
كانت سنة 2014، عام الانفجارات الانتحاريّة التي استهدفت المناطق الشيعيّة وحواجز الجيش اللبناني، في الضاحية الجنوبيّة لبيروت في حارة حريك والمستشاريّة الثقافيّة الإيرانيّة في بئر حسن وفي الشويفات والبقاع الشمالي في الهرمل وجسر العاصي والنبي عثمان، والتي ذهب ضحيتها أعداداً من القتلى والجرحى.
7- الصيد الثمين: إرهابيون في قبضة الأمن
ألقت القوى الأمنيّة اللبنانيّة (استخبارات الجيش والأمن العام وفرع المعلومات) على كثير من الإرهابيين خلال هذا العام، فكانوا بمثابة الصيد الثمين إذ اعترفوا بتحضيرهم لمجموعة من العمليّات الإرهابيّة والاغتيالات السياسيّة في لبنان، ولعل أبرزهم إرهابيو فندق دو روي في محلّة الروشة وإرهابيو فندق نابليون في الحمرا.
8- ولادة حكومة تمّام سلام بعد مخاض طويل
بعد مخاض طويل استمرّ أحد عشر شهرًا، ذلّلت العقبات وأبرزها وزارتي الطاقة والداخليّة، ووُلدت حكومة الرئيس تمّام سلام في شباط (فبراير) 2014، وتضمّن البيان الوزاري الاعتراف بالمقاومة لكلّ اللبنانيين على الرغم من اعتراض بعض الأفرقاء السياسيين، فيما كان هدفها مجابهة المخاطر الأمنيّة والأعمال الإرهابيّة التي تهدّد لبنان.
9- المحكمة الدوليّة: انطلاق الرحلة نحو الحقيقة
في كانون الثاني (يناير) 2014، انطلقت أولى جلسات المحكمة الدوليّة في لاهاي برئاسة ديفيد باراغوانث، وبحضور إعلامي لبناني وعربي ودولي كثيف، وحضور عدد كبير من الشخصيّات السياسيّة والإعلاميّة، إضافة إلى أهالي الضحايا والمتضرّرين، وأبرزهم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري.
10- اللاجئون السوريون: القنبلة الموقوتة
كان ملف اللاجئين السوريين في لبنان من الملفات المحتدمة شعبيًا ورسميًا خلال هذا العام، بسبب التقديرات الصادرة عن الأمم المتحدّة بأن عددهم سيتجاوز حاجز المليون ونصف المليون في نهاية العام، وبسبب المشكلات الأمنيّة الناتجة من هذا الوجود الكثيف، ومزاحمته اليد العاملة اللبنانيّة والمتخصّصين في مجالات العمل كلها.