يا سامعين الصوت… نريد رئيساً!

إكس خبر- عيب علينا كلبنانيين أن نسكت عما يجري. فالمواعيد التي تُضرَب لإنجاز الإستحقاق الرئاسي ولت إلى مستوى غير مسبوق من الإستخفاف. فتارة يقال ان الإنتخابات الرئاسية قد تجرى مطلع 2015، وتارة في الربيع المقبل… ويذهب البعض الى القول: ربما بعد عامين!

وبتنا نتساءل: هل أصبح إنتخاب رئيس الجمهورية في بلد ال 4 ملايين وال 10 آلاف كيلومتر مرهوناً بالطائرة الماليزية وأزمة اوكرانيا، وملحوظاً كبند على مائدة المفاوضين الايرانيين ونظرائهم في فيينا، وخاضعاً لمسار الزحف العدو الإسرائيلي في غزة؟

لم نكن نعرف أن الرئيس اللبناني مُهِمٌّ للعالم الى هذا الحدّ. وكل ما عرفناه هو ان الرئيس ميشال سليمان وَضَّب أمتعته في اليوم الأخير من الولاية وذهب هادئاً الى المنزل. ويومذاك، لم نسمع أن هزة أرضية وقعت لا في غزة ولا في اوكرانيا… ولا انفجرت فيينا بمفاوضيها!

 

جاء سليمان وراح من دون بساط أحمر، وإنزلق تحته بساط التمديد. وغادر القصر، في عين الشمس وعيون الكاميرات. لكن الأرض بقيت تدور كما هي، وكذلك الشمس والقمر. فلماذا إذاً يشترطون حلّ مشكلات الكون بأسره كي ينتخبوا خلفاً له.

 

 

 

الطوائف في لبنان دبَّرت أمورها. جاءتهم كلمات السر الاقليمية والدولية، فانسجموا في شكل سحري، وانخرطوا في تسوية سوريالية تحت عباءة الحكومة السلامية. وهذا خير.

وجاءت كلمة السرّ بالتمديد للمجلس النيابي حتى 20 تشرين الثاني المقبل، منعاً للفراغ التشريعي، وهذا خير أيضاً.

 

فلماذا، عندما يصل الأمر الى الرئيس المسيحي الماروني، بما بقي له من صلاحيات ومن هيبة، توضع الدواليب في طريق الخير؟

المسيحيون في لبنان يريدون اليوم، وأكثر من أي يوم مضى، تطمينات الى مستقبلهم ودورهم في وطن صنعوه قبل 100 عام بملء ارادتهم مع اخوتهم المواطنين من كل الطوائف. وعند الاستقلال، اتفق الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح على ان يكون الرئيس اللبناني مسيحياً كي يطمئن المسيحيون الى دورهم الوطني.

ويومذاك، كانت ظروف لبنان أفضل بكثير. ولم تكن المنطقة ترزح تحت صراع طائفي ومذهبي وقومي طاحن يهددها بالشرذمة كما هي اليوم. ولذلك، من حق المسيحيين ان يقلقوا اليوم أكثر، ومن حقهم على اخوتهم في الوطن ان يبدِّدوا هذا القلق.

 

لذلك، نرفع الصوت اليوم ونقول: يا سامعين الصوت… نريد رئيساً! كفى تبريرات واهية، وكفى أعذاراً، وكفى اختلاق الذرائع غير المقنعة!

فليجتمع الاخوة في الوطن، ويتفقوا على رئيس للجمهورية يرون انه يرضي الضمير ويحقق العدل والكرامة والمصلحة الوطنية العليا، ويحضر نوابهم مع نواب مسيحيين يتمتعون بحس المسؤولية، وينتخبوا فخامة الرئيس. وسيؤيده البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالتأكيد، لأن المصلحة المسيحية العليا هي جزء من المصلحة الوطنية العليا، ولا تتناقض معها.

فليقدم الاخوة في الوطن، غير المسيحيين، وينقذوا لبنان من براثن الفراغ، وسيدعم المسيحيون خيارهم بالتأكيد.

 

ولكن، يبقى لنا سؤال: أليسَ بين المسيحيين 10 آلاف مواطنة ومواطن، من رجال سياسة وفكر واقتصاد وروحيين وناشطين اكاديميين، قادرون على النزول الى الشارع مطالبين بإنهاء مهزلة الفراغ؟

ألا يستحقُّ انتخاب رئيس للجمهورية استثارة الحسّ الوطني المسيحي، وحراكاً لائقاً وديمقراطياً كذاك الذي يقوده حنا غريب ونعمة محفوض في اطار هيئة التنسيق النقابية من أجل سلسلة الرتب والرواتب، علماً ان لا أمل لهذه السلسلة ما لم ينتخب رئيس للجمهورية ويعود المجلس النيابي الى دوره التشريعي؟

انه نداء العقل والقلب معاً:

اذا كنتم حريصين فعلاً على لبنان، بلا مداورة ولا مداهنة، تفضلوا واتفقوا على رئيس للجمهورية، أي رئيس تختارونه، وانزلوا الى ساحة النجمة وانتخبوه!

ان وطناً بلا رئيس، يشبه انساناً بلا رأس فهل يرادُ لإنسان ان يعيش بلا رأس؟

ان وطناً بلا رئيس هو وطنٌ ميت عاجلاً أو آجلاً.

فلا تقتلوا لبنان اذا كنتم فعلاً تعتقدون انكم ابناؤه!

 

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *