نشرت صحيفة «الجمهورية» نقلا عن موقع «ويكيليكس» وثيقة تحمل الرقم 3053 باريس يعود تاريخها الى 4 مايو 2005، وتنقل عن رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون ان طموحه الوحيد من العودة الى لبنان بعد مضي 15 عاما على وجوده في المنفى الفرنسي هو اعادة الديموقراطية الى لبنان لكنه قال: ان جهوده للتوصل الى موقف مشترك مع وليد جنبلاط وآل الحريري والقيادات المسيحية التقليدية تم تجاهلها، وقد وصف هذه الجهات الثلاثة بـ«المرتزقة» وبأصحاب المصالح الشخصية الساعين وراء السلطة، قائلا: انه لا يستطيع ان يعمل مع أمثال هؤلاء الأعضاء الفاسدين من المعارضة لأن لا مصدقية لهم لدى الشعب اللبناني.
كما نشرت «الجمهورية» نقلا عن «ويكيليكس» برقية صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت يعود تاريخها الى 19-8-2006، تشير الى ان النائب وليد جنبلاط تلقى تحذيرا من نائب الرئيس السوري الاسبق عبد الحليم خدام كي يكون ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة «حذرين».
كما علم جنبلاط من مصدر ثقة في أجهزة المخابرات السورية أن «عدوه» الدرزي وئام وهاب يعمل في شكل وثيق مع دمشق.
وقال جنبلاط: «لا نحتاج الآن الى ديموقراطية، نحن في حاجة الى المال»، وتابع متذمرا من ان سعد الحريري زوده بمليون دولار أميركي الاسبوع الماضي واصفا هذه الاموال بـ «لا شيء»، قائلا «أستطيع صرف هذه الأموال في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر».
وأشارت البرقية الى انه بصرف النظر عن المخاوف المالية، من الواضح ان جنبلاط ليس معجبا بقدرات الحريري كرجل تكتيكات سياسية.
وبموجب وثيقة أخرى يعود تاريخها الى 17-9-2008، أشار جنبلاط الى ان رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري كان يفضل مقابلة «الجدير بالثقة» الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على ان يلتقي رئيس المجلس النيابي الذي وصفه حرفيا بأنه «كذاب كبير».
وبعدما اتهم جنبلاط «حزب الله» بقيادة تدخل مدروس في الهيكلية العسكرية اللبنانية، شدد على ضرورة ان يؤكد الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش للرئيس ميشال سليمان خلال اجتماعهما في 25 سبتمبر ان المساعدة الاميركية للقوات المسلحة اللبنانية كانت مشروطة بتعيين قادة هذه القوات من الموالين للدولة اللبنانية.
وأشار جنبلاط الى ان سليمان «رجل لائق» لكنه «شخصية ضعيفة محاطة بموالين للنظام السوري»، وأعرب جنبلاط عن اعتقاده ان الرئيس اللبناني لن يشكل كتلته السياسية الخاصة به.
ونشرت «الجمهورية» نقلا عن موقع «ويكيليكس» وثيقة سرية صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت ويعود تاريخها الى 12/1/2008، وتشير الوثيقة الى ان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي أبلغ السفيرة الاميركية ميشال سيسون ان رئيس حكومة تصريف الاعمال الذي يسعى الى التحالف معه انتخابيا سيفوز في الانتخابات في طرابلس، مؤكدا انه سيرفض تولي منصب رئيس الوزراء «اذا لم يحظ بدعم الطائفة السنية»، وان الحريري هو من سيتولى هذا المنصب على الأرجح.
وعن حزب الله وصف ميقاتي هذا الحزب في 18 ديسمبر عام 2007 بأنه «ورم سرطاني» داعيا الى إزالة الدويلة التي يقيمها هذا الحزب من اجل الحفاظ على لبنان، ولاحظ ميقاتي ان العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية هي علاقة «تجميلية»، لكنه دعا الى علاقات أفضل معها من أجل احتواء حزب الله.
وبموجب وثيقة يعود تاريخها الى 30/7/2007، اعتبر ميقاتي ان عون «نكتة» و«شخصية مضحكة» وهو موجود نتيجة الألعاب السياسية المتداولة في البلاد.
وبالعودة الى عون وبحسب الوثيقة فقد صعّد قليلا من لهجته مشيرا الى ان “حزب الله” يتمتع بـ”نوع من الجماهيرية” وانه لم يكن الى الان فاسدا او استغلاليا، ولهذه الاسباب قال “انه يشعر بأن في استطاعته التعاون مع “حزب الله” على ان يشجعه على تسليم سلاحه الى الجيش اللبناني والتحول الى حزب سياسي صاف ليشكلا معا تحالفا سياسيا بحت.
وذكر عون في وضوح تام انه سيشجع تأخير الانتخابات فترة قد تستغرق خمسة عشر يوما ليتيح الوقت امام البرلمان بحيث يتمكن من التصويت على قانون انتخابي جديد يحل مكان قانون العام 2000 الذي يخدم الموالين لسوريا.
وصعد عون بحسب الوثيقة قليلا من لهجته في حديثه عن “حزب الله” قائلا انه لم يعد من تبرير لبقاء “حزب الله” مسلحا بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، بما ان الخطر الاسرائيلي ومسألة مزارع شبعا ليسا سوى اعذار يستخدمها “حزب الله”.
واشار الى انه يسعى الى تفريغ صورة “حزب الله” المقدسة كمقاومة منتصرة على اسرائيل في عيون اللبنانيين والعرب على نحو تدريجي، كما يسعى ليظهر انه لم يعد هناك أي تبرير لوجود ميليشيات مستقلة عن الحكومة المركزية.
ولفت الى ان التأثير بين الايراني والسوري في “حزب الله” يبقيان عملا خارجيا مهما يؤدي الى اتباع نمط اكثر تشددا من قبل حزب الله نظرا الى علاقات السوريين به، وقال ان سقوط نظام الاسد في سوريا مع احتمال وصول حكومة سنية هو القادر على تغيير كل شيء بما فيه وقف الدعم السوري عن حزب الله.
وعندما سئل عون اذا كان يظن ان سقوط النظام السوري سيكون محتملا عقب انسحاب سوريا من لبنان، أجاب، “هذه النتيجة حتمية وليست مجرد فرضية”.