يسرد الحمادي تفاصيل القصة النادرة قائلا: كانت تعيش المرأة الوفية مع زوجها في سعادة يجمع بين قلبيهما الحب والوئام مدة عامين كاملين، إلا أن القدر لم يشأ أن يتم فرحتهما بزينة الدنيا ألا وهم الأطفال، لتبدأ معاناتهما من ضغوط الأهل، خصوصا بعد دخولهما السنة الثالثة من الزواج دون إنجاب أطفال.
ويتابع الحمادي: ألح الأهل عليهما بضرورة مراجعة الأطباء للوقوف على السبب ومعرفة ما يعوق الحمل وعلاجه ، ليتفاجأ الزوج بنتائج الفحص الصادمة عندما أبلغه الطبيب بأن العقم من الزوجة التي أنهارت ودخلت في موجة من الحزن العميق كونها لن تستطيع أن تحقق أمنيتها في الأمومة، إلى جانب خطر فقد زوجها الذي لن يستطيع الإفلات من إلحاح أهله عليه بالإنجاب بالعبارات المعروفة من أم الزوج ( يابني أبغي أشوف خلفتك قبل ما أموت)، إلا أن الزوج أخذ يخفف عنها الصدمة ويخبرها بأن الصبر هو الملجأ الوحيد لمحنتهما.
ضغوط الأهل
كما توقعت الزوجة، يقول الحمادي، فإن الضغوط زادت على الزوج من أهله فقرر أخيرا أن ينهي معاناته من هذه الضغوط كونه يحب زوجته بشدة ولا ينوي الزواج بأخرى، مستعدا لقضاء عمره معها على الرغم من عدم إنجابها الأطفال فجمع أهله وأبلغهم بأن زوجته تعاني العقم، لافتا إلى أن هذه حياته الخاصة وأنه يرى العقم الحقيقي في الروح والمشاعر وليس في الأنجاب. ما أثار مشاعر الرحمة في نفس الزوجة الوفية ولم تشأ أن تظلم زوجها وتحرمه من “زينة الحياة الدنيا”.
بين خيارين
عاش الزوجان على هذه الحالة 12 عاما في بيت يغمره الحب والود والإنسجام والتضحية ، إذ لم تعرف المشكلات والضغائن طريقا له، إلى أن فوجيء الزوج في أحد الأيام بزوجته تخيره بين أمرين، إما الإنفصال أو قبول الزواج بأخرى من أجل الإنجاب، فاحتضنها الزوج باكيا وقال لها : كيف أقبل بأحد هذين الخيارين وأحلاهما مرا، إلا أن إصرارها جعله يقبل بالخيار الثاني وهو الزواج بأخرى خشية أن يفقدها، بعد أن اشترطت عليه أن تختار له الزوجة الثانية بنفسها.
عروس لزوجها
سعت الزوجة بالبحث عن زوجة ثانية لزوجها هربا من تأنيب الضمير الذي ظل يلازمها طيلة هذه السنوات وهي ترى زوجها محروما من الذرية، ووجدت له أخرى مناسبة وأبلغته أن يذهب إلى منزل هذه الفتاة ليتقدم لها ويطلبها من أهلها بعد أن حصلت منها على الموافقة، وبالفعل تزوجها، وبعد بضعة شهور أنجبت له بنتا أحبتها الزوجة الأولى حبا شديدا وتعلقت بها وكأنها هي من وضعتها.
زينة الحياة
وبعد بضعة سنوات أيضا رزق بطفلة أخرى، وأخذت الزوجة الأولى تدللهما وتتعامل معهما كأنهما ابنتاها، إلى أن جاءت الصدمة الكبرى بوفاة الزوج الذي لم يسعفه الوقت بالاستمتاع بذريته كثيرا ولم يرهما في الكوشة كما كان يتمنى ، فتولت الزوجة الأولى تربيتهما ورعايتهما بعد أن رفضت الارتباط بزوج أخر احتراما واخلاصا لزوجها الذي طالما أحبته، ولابنتيه، في الوقت الذي قبلت فيه الزوجة الثانية أم البنتين بعد انقضاء العدة بالزواج من رجل أخر وتركت تربية ابنتيها للزوجة الأولى وتنازلت عن حضانتهما وتم توثيق ذلك في المحكمة.