خبر – يتخبّط لبنان من يمينه الى يساره بحكومة مستقيلة ونواب نائمين, إلا ان الضمير الغائب هو أغرب ما في أمر الحكام وصغارهم حتى, فبالنظر الى الوضع الحالي يجد المراقبون ان وزارة الاقتصاد اللبنانية أهم أعمالها رفع سعر الخبز !
بدلا من اللهث وراء المحتكرين وتسطير محاضر بحق الغشاشين من بائعي الحليب والأغذية في السوق, تنام وزارة الاقتصاد اللبنانية نومة أهل الكهف بحجة أن المراقبين لا يكفون للتوزع على طول البلاد.
ومنذ سنة الى اليوم, تم رفع سعر ربطة الخبز التي هي لقمة عيش مئات الآلاف من العائلات, أكثر من 6 مرات, وهي التي يجب أن لا تُمسّ أصلا, والتي قد ينتج عنها مجازر في بلدان طبيعية أخرى لكن ليس في لبنان وقومه.
بيان أغرب من الوزير
وفي بيان اليوم الاثنين 23 آب/أغسطس 2021, صدر عن وزارة الاقتصاد قصيدة “تبرير” استغل كاتبها أول 3 سطور منها لتبرير فعل الندامة في رفع سعر ربطة الخبز الى 5000 ليرة!!!
البيان
حددت وزارة الاقتصاد والتجارة سعر ووزن الخبز اللبناني “الأبيض”، في الأفران والمتاجر إلى المستهلك على كافة الأراضي اللبنانية، وذلك استنادا إلى ارتفاع سعر المحروقات، كما وارتفاع كلفة نقل الطحين من المطاحن الى الأفران ونقل الخبز من الافران الى مراكز البيع، ونظراً لزيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء وزيادة تشغيل المولدات، واستنادا الى الواقع الميداني الذي دفع بالافران لتنزيل كمية البيع الى المستهلك بتخفيض نسبة تسليم الموزعين من 90% الى اقل من 50% من كمية انتاجها من ربطات الخبز اللبناني الابيض، مما يزيد من أرباح الافران ويدفع الموزعين إلى البطالة الجزئية ويخلق سوقًا سوداء في المناطق، واستنادا إلى سعر القمح في البورصة العالمية، واستنادا إلى سعر صرف الدولار، واستنادًا للدراسة التي قامت بها وزارة الاقتصاد والتجارة لتحديد كمية المكونات المطلوبة لإنتاج أفضل نوعية من الخبز اللبناني للمستهلك، ونظرا للظروف الاقتصادية الضاغطة والقدرة الشرائية المنخفضة التي يعاني منها المواطنون، وحيث من الواجب تحسس نقابات الأفران في لبنان معهم، حدد سعر ووزن الخبز اللبناني “الأبيض” وفقاً
لما يلي:
في الفرن إلى المستهلك:
ربطة حجم كبير على أن لا يقل وزنها عن 950 غرام بسعر 4500 ل.ل. كحدٍ أقصى.
ربطة حجم وســـط على أن لا يقل وزنها عن 380 غرام بسعر 2750 ل.ل. كحدٍ أقصى.
ورغم ان هذه الوزارة نائمة لاسيما مع الوزير الحالي, الا ان بعضا من الحق لا بد وان يقال, فإن مدير هذه الوزارة الشاب محمد ابو حيدر الذي تم تعيينه بالواسطة قبل سنتين وتوقفت الحكومة لأجله, يتبيّن أنه صاحب ضمير وأخلاق ومهنية, ويتعامل مع المواطنين بشفافية رغم كل الضغوط التي يواجهها.