تواصل قناة الجزيرة كشف محاضر جلسات خلية إدارة الأزمات في سوريا، وهي الحلقة الأمنية الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتكشف الوثائق -التي سربها مدير مكتب المعلومات والبيانات في الخلية عبد المجيد بركات المنشق حديثا عن النظام- كيفية توجيه الخلية أوامر للقيادات الأمنية لتقطيع أوصال العاصمة دمشق عشية كل يوم جمعة لمنع وصول المتظاهرين إلى الساحات الرئيسية.
كما تكشف الوثائق آلية توزيع الشبيحة وعناصر حزب البعث الحاكم في مناطق عدة من دمشق لقمع المتظاهرين, وذلك بناء على توجيهات من أعضاء خلية إدارة الأزمات.
وبحسب بركات فإن أهم تلك الخطط هي “فصل الجيش للمدن الكبرى كدمشق وحلب وغيرهما عن أريافها في حين تتعلق الإجراءات الأمنية بتوزيع قوات الأمن والشبيحة وقوات حفظ النظام”.
توزيع الأمن على الساحات
وتبين الوثائق كيفية توزيع الساحات الرئيسية -قبل يوم الجمعة- على الأجهزة الأمنية لقمع أي محاولات للتظاهر أو الاعتصام.
وتخصص ساحة العباسيين مثلا وساحة دوار المحافظة لإدارة المخابرات الجوية، أما ساحة الأمويين وساحة المرجة فتعنيان شعبة المخابرات، وأما ساحة السبع بحرات فتناط بإدارة المخابرات العامة، في حين أن ساحة المزرعة وساحة شمدين في ركن الدين توكل لشعبة الأمن السياسي.
وتظهر الوثائق تفويض إدارة خلية الأزمات وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية تثبيت أكثر من 35 حاجزا داخل العاصمة، والطلب من القوى الأمنية عزل دمشق عن ريفها عبر حواجز تقام في المناطق التالية: جسري الكسوة وصحنايا، وطريق القنيطرة دمشق، ودوار السومرية، وطريق السويداء دمشق، وطريق المطار.
كما أعطت خلية إدارة الأزمات أوامرها بقطع كافة الطرق المؤدية إلى دمشق من دوما وحرستا وعربين وزملكا وكفر بطنا والزبداني.
ووفق الخطة يجرى توزيع نحو 20 ألف بعثي ومن تصفهم الوثائق بالعمال (الشبيحة) على عشرات المواقع في العاصمة دمشق، ومن أبرزها الجامع الأموي (ألفا عامل) وجامع العثمان (مائتا عامل) وتجمع شركة سيرونيكس (ألف بعثي وألف عامل) وتجمع مدرسة ابن العميد (700 بعثي و300 عامل) لتغطية منطقة ركن الدين، وينتشر في ملعب العباسيين 4000 بعثي.
ويتضح من الوثائق أن الخلية بإدارة الرئيس بشار الأسد شخصيا هي من يتولى إدارة ملف الحسم العسكري عبر غرفة العمليات الرئيسية التي تصدر أوامرها إلى كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية.