هتاف دهام كتبت – لا تحارب الولايات المتحدة الأميركية الإرهاب إنما تؤمن مصالحها. أوراقها المخفية ليست الأوراق التي تضعها الإدارة على طاولة التصريحات العلنية إنها تبدي قلقاً من اتساع تأثير المتطرفين في سورية والعراق.
تدعم الولايات المتحدة الجماعات المتطرفة لتنفيذ مأربها، أما أن تتعدى تلك الجماعات خطوطها المرسومة لها، فعندها يتحرك الأميركيون لوضع ضوابط لها وإعادة المسألة إلى نصابها المرسوم.
تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» ليس خارج المشروع الأميركي. طلب وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال لقائه رئيس «الائتلاف السوري المعارض» أحمد الجربا، أن يتوجه المقاتلون المسلحون المعتدلون إلى العراق لمقاتلة «داعش»، فيما المؤكد أن توجه هؤلاء وما يحكى عن تدريبهم في الأردن الذي يشكل قاعدة لمعسكرات التدريب الأميركية، هو لدعم حالة التقسيم التي تخوضها أميركا في العراق، بعدما فشلت محاولة تقسيم سورية على أيدي هذه الجماعات التي لم تستطع أن تهزم الجيش السوري.
وتؤكد المعلومات أنّ مجموعات سورية أصولية تتوافد إلى الأردن من عدة دول، لتلقي تدريبات على أيدي ضباط أميركيين، وأن عناصر سورية معارضة دخلت إلى لبنان عبر عرسال منذ 3 أسابيع وانتقلت إلى الأردن، لتنضمّ إلى معسكر الفتح في شمال الاردن الذي تم انشاؤه بإشراف مدربين أميركيين يعملون على إعداد ألوية مدرّبة تدريباً حديثاً لإرسالها إلى سورية.
وتؤكد المعلومات أنّ انتقال وفد أمني أميركي من لبنان إلى الأردن برئاسة ضابط برتبة عقيد لمتابعة تدريبات سرايا من السوريين المعارضين، في الوقت الذي تقوم عناصر فلسطينية من لبنان وسورية بالانضمام إلى معسكرات التدريب في الأردن.
وأكدت المعلومات أن الاستخبارات الأردنية وبالتنسيق مع الأميركيين تقوم بتدريب مجموعات سورية تابعة لـ«كتيبة أهل السنّة» التابعة لـ«لواء اليرموك» في معسكر رسمي للحرس الوطني السعودي قرب مدينة الحديْثة السعودية شمال غربي السعودية، وجنوب شرقي الأردن، وأن اختيار هذه المنطقة جاء بسبب طبيعتها الجغرافية الملائمة.
وقد وصلت الى منطقة درعا السورية مؤخراً مجموعة من العناصر السورية المعارضة التي يقدر عددها بحوالى 150 عنصراً، جرى تدريبها في السعودية من بينها ضباط سوريون منشقون منهم: المقدم رياض العبدالله – المقدم علي محمود الحسن- النقيب أحمد مصطفى جندلي- الرائد عفيف الدروبي. وتشهد المناطق الأردنية ذات التقليد العشائري مثل الزرقاء والسلط ومعان نشاطاً أصولياً لافتاً وعمليات تطويع للقتال في سورية.
في موازاة ذلك، يبقى التنسيق الأمني بين الاستخبارات الأميركية والجيش اللبناني مستمراً في لبنان الذي يعتبره الأميركيون مركز قيادة وارتباط. ووصل إلى بيروت مؤخراً فريق عمل من ضباط الاستخبارات الأميركية لمتابعة ملفات تتعلق بنشاطات أصولية وإجراء دراسة عن مدى مشاركة مقاتلين يحملون جنسيات أميركية وأوروبية في الحرب الدائرة في سورية.
وتؤكد المعلومات أنّ الوفد الأمني الأميركي قام بجولة غير معلنة على عدد من الأجهزة الأمنية اللبنانية وعقد سلسلة لقاءات، وأبدى مخاوفه من عودة المقاتلين الأجانب إلى لبنان وإلى بلادهم والقيام بعمليات إرهابية كما حصل في فترة عودة المقاتلين الافغان العرب من أفغانستان.
وأكدت مصادر مطلعة أنّ الاستخبارات الأميركية تقدر عدد المقاتلين الجهاديين الأميركيين في سورية بحوالى 125 مقاتلاً، ولديها معلومات عن لجوء بعضهم إلى لبنان، ومنهم موجود في الشمال اللبناني وفي عرسال.
وأصرّ الوفد الأميركي على تبادل المعلومات الأمنية مع الأجهزة الأمنية اللبنانية ومتابعة كلّ شاردة وواردة في موضوع التنظيمات والجماعات الأصولية.
وبحسب المصادر أنّ وفوداً أمنية أوروبية تلتقي في شكل دائم بضباط من فرع استخبارات الخارجية السورية في كفرسوسة للهدف نفسه ولتبادل المعلومات حول المقاتلين الأجانب ومن بين هذه الوفود ضباط من الاستخبارات الألمانية والفرنسية والدنماركية، خصوصاً بعدما تمكنت الاستخبارات الفرنسية مؤخراً من إحباط عملية إرهابية كان يخطط لها إرهابيون عائدون من سورية في مدينة نيس.