اكس خبر – عاني العديد من الزوجات الشابات في الهند عامة وفي ولاية كيرالا في جنوب الهند من سفر أزواجهن إلى دول الخليج بحثا عن وظائف بمعاشات مخزية لا تتعدى 300 دولار شهريا، مما يحدث الكثير من القلق داخل المجتمع.
وفي قرية كارومبيل في ولاية كيرالا على ساحل مالابار على بحر العرب، اجتمعت بعض النساء حول عروس في سن المراهقة لآداء بعض الأغاني الشعبية في حفل زفافها.
لكن بمجرد انتهاء حفل الزفاف، تلحق العروس الجديد بصفوف العديد من قريناتها من الزوجات اللاتي حكم عليهن أن يعيشوا حياتهن وحيدات.
حيث يعمل معظم الرجال في هذه المنطقة التي يعيش فيها أغلبية من المسلمين في دول الشرق الأوسط، ويكون العريس الأكثر أهلية بينهم هو الذي يحصل على وظيفة في إحدى دول الخليج.
ووفقا لتقديرات حكومية، فإن ما يقرب من 50 في المئة من الرجال الذين يعيشون في مالابار يعملون إما في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في دول عربية أخرى.
فهناك فرص عمل قليلة في ولاية كيرالا، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن نسبة البطالة في هذه الولاية تعادل ثلاثة أضعاف المعدل الوطني العام، وهو ما يدفع العديد من الشباب إلى التطلع إلى منطقة الشرق الأوسط لكسب الرزق.
إلا أن هذا الاتجاه يؤثر سلبا وعلى نحو متزايد على الصحة النفسية للزوجات الصغار اللاتي يضطررن لعيش حياة “الأرامل” ظاهريا.
وتقول سوجاثا، وهي مسؤولة حكومية بارزة في مقاطعة مالابورام: “حياتهن الزوجية قصيرة، حيث يأتي الرجال للزواج خلال فترة الاجازة ثم يتوجب عليهم العودة للعمل في غضون 15 إلى 20 يوما، وبمجرد أن يسافر الزوج للعمل، لا يرجع إلى بلاده لمدة عامين ليقضي بعدهما شهرا واحدا في الغالب”.
وتقول سوجاثا إنه من الطبيعي في هذه المنطقة أن تتزوج الفتاة في سن 15 عاما على الرغم من أن السن القانوني للزواج هو 18 عاما، حيث يشعر الكثير من الآباء أنه بعد ذلك “لن تتمكن الفتاة من العثور على عريس لها”.
لكن الانفصال لفترة طويلة عن الزوج، إلى جانب حقيقة أن الزوجات الصغيرات يصبحن أمهات في سن مبكرة، هو ما أصبح الآن يسبب قلقا بالنسبة للمجتمع ولحكومة الولاية على حد سواء.
فهذه أم تدعى ساجدة (وليس هذا اسمها الحقيقي) وقد تزوجت منذ سبع سنوات، وتقوم الآن بمفردها برعاية ابنها البالغ من العمر ست سنوات، حيث سافر زوجها إلى الكويت بعد أن حملت خلال 15 يوما من زواجهما.
وهذه عائشة التي تبلغ من العمر 18 عاما من قرية كوتاكال، وقد تزوجت منذ عامين، وقد استخدم زوجها المهر والذهب الذي قدمه إليها عند الزواج للحصول على وظيفة في دول الخليج، وقد أخبرتني قائلة: “لم أسمع منه كلمة واحدة منذ أن سافر وتركني”.
ويقول والدها عبد الكريم إن عائشة تعيش في حالة اكتئاب منذ ذلك الحين.
ومع ارتفاع أعداد النساء الشابات اللاتي يعانين من الاكتئاب في مثل هذه الزيجات، عينت الحكومة مهنيين صحيين على مستوى القرى والأحياء الكبيرة لتقديم المشورة لهن.
وتقول راملاث، وهي مستشارة في إحدى المستشفيات الحكومية، إنها تقابل نحو عشر حالات في اليوم الواحد، وتضيف: “هؤلاء الفتيات لسن مستعدات لعيش هذه الحياة المنفصلة، وبالتالي فهن يعانين عقليا وجسديا”.
وتعد “متلازمة الخليج” كما يطلق عليها في هذه المنطقة السبب في العديد من المشكلات، فهي تؤدي إلى الخلافات الزوجية التي تؤدي بدورها إلى مزيد من التفكك الأسرى.
ويقول شمس الدين كي المحامي الذي يتعامل مع العديد من حالات الطلاق: “الأوقات تتغير، والعادات القديمة المتمثلة في تزويج الفتيات في سن مبكرة لم تعد ذات جدوى، فالفتيات لا يردن العيش مثل الأرامل”.
ويضيف أيضا أن العديد من الفتيات ينتهي بهن الحال بتكوين علاقة خارج إطار الزواج، مما يؤدي إلى الانفصال عن أزواجهن.
وتعمل الجماعة الإسلامية في الهند، وهي تنظيم سياسي يميني، داخل المجتمع المسلم في علاج هذا الأمر منذ سنوات عديدة، وتقدم الاستشارات للعائلات للحد من هذا النوع من الزيجات.
ويقول نصير الدين الونغال أحد أعضاء هذه الجماعة إن “الجانب الإيجابي” الوحيد في مثل هذه الزيجات هو أن الفتاة تتعلم كيفية إدارة شؤون حياتها في سن مبكرة.
ويقول الونغال إن منظمته تحاول إقناع الناس بأنه يمكنهم أن يحصلوا على لقمة العيش داخل الهند، وليس عليهم أن يسافروا إلى الخليج من أجل البحث عن عمل.
ويضيف: “يتم استغلال رجالنا كثيرا في دول الخليج، وبمجرد أن يصل الرجل هناك للعمل، يؤخذ منه جواز السفر من خلال رب العمل ولا يستطيع أن يعود إلى وطنه عندما يريد ذلك”.
ويقول أيضا إنه من أجل ادخار المال، يعمل الرجال هناك من دون انقطاع، ويسافرون مرات أقل حتى يتمكنوا من إرسال المزيد من المال إلى عائلاتهم.