خاص موقع “خبر” – بعد أقل من 24 ساعة من المذبحة التي شهدتها مدينة “كرايست تشيرش” الجمعة, تكشّفت المزيد من الحقائق عما جرى و هذا ما قاله الإرهابي قاتل المصلين في نيوزيلندا والذي صوّر جريمته بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في الجديد, تم الكشف عن رسالة أرسلها الارهابي العنصري قبل قتله 50 مؤمنا داخل المسجدين, قام بإرسالها عبر فيسبوك الى رئيسة وزراء نيوزيلندا قبل تنفيذ جريمته بعشر دقائق فقط!
ترك مرتكب المذبحة إشارات عديدة تحمل توجهه الأيديولوجي والسياسي، منها بيان مطول من 73 صفحة نشره على صفحته على تويتر قبل الهجوم، وعبارات عنصرية وتحريضية ضد المسلمين كتبها على سلاح الجريمة، وتشير لأيديولوجية عنصرية تؤمن بتفوق الجنس الأبيض والعداء للمسلمين والمهاجرين وتدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبرر القاتل في بيانه بعنوان “البديل العظيم” أسباب ارتكابه لهذه المذبحة، مشيرا إلى التزايد الكبير لعدد المهاجرين الذين اعتبرهم محتلين وغزاة، وأضاف “أن أرضنا لن تكون يوما للمهاجرين. وهذا الوطن الذي كان للرجال البيض سيظل كذلك ولن يستطيعوا يوما استبدال شعبنا”.
وقال تارانت -في هذه الوثيقة- إنه دعم الرئيس ترامب باعتباره “رمزاً لهوية البيض والأهداف المشتركة لا باعتباره زعيماً سياسياً”.
وأراد منفذ الهجوم أن تكون عمليته جرس إنذار في الغرب، ورسالة من “مجرد رجل أبيض عادي” تتضمن مجموعة من الإشارات التحذيرية لقضايا مثل نسب المواليد، وحلول المهاجرين والمسلمين محل الأوروبيين البيض في العالم الغربي، وغفلة الأوروبيين عن غزو المهاجرين والمسلمين لبلادهم.
وأراد منفذ الهجوم -بحسب الوثيقة- أن يحفز اليمين العنصري المتطرف لشن هجمات جديدة لتخويف المهاجرين وتحذيرهم من السفر إلى أوروبا والغرب.
وزعم تارانت أن ارتكاب المذبحة جاء انتقاماً “لمئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب الغزاة في الأراضي الأوروبية على مدى التاريخ. ولأنتقم لآلاف المستعبدين من الأوروبيين الذين أخذوا من أراضيهم ليستعبدهم المسلمون”.
واستدعى تارانت أحداثاً تاريخية مثل حصار عكا 1189، ومعارك العثمانيين مع القوى الأوروبية، ومنها معركة فيينا 1863، ومعركة شيبكا 1877 مع الإمبراطورية الروسية وبلغاريا، وهي الأحداث التاريخية التي يعود أحدثها لنحو قرن ونصف القرن، ووقعت بين بلدان لا توجد أيا منها على الخريطة الآن.
وقبل ثلاثة أيام من الهجوم، نشط حساب تويتر (BrentonTarrant) فجأة، وقام بالتغريد 39 مرة، وتضمنت التغريدات روابط لمقالات على الإنترنت حول نسب معدلات المواليد بين السكان المسلمين وغير المسلمين، بما في ذلك مقال نشرته صحيفة ديلي ميل في العاشر من يناير/كانون الثاني يفيد بأن معدلات المواليد للنساء البيض في الولايات المتحدة انخفضت مقارنة بمعدلات النساء الأميركيات من أصل إسباني.
ووصف منفذ الهجوم عائلته ومحيطه بأنهم أستراليون تقليديون لا يهتمون بالسياسة والشؤون العامة، ويركزون على قضايا حقوق الحيوانات والبيئة والضرائب، منتقداً غفلتهم عن التغير الديموغرافي الذي يحدث بسبب المسلمين والمهاجرين.
ويعتقد التيار اليميني المتطرف أن المسلمين يقوّضون ثقافتهم وهويتهم، وعليهم مواجهتهم قبل أن يتزايد خطرهم، ويتبنون مزيجا من الأفكار الدينية المتطرفة والعنصرية والقومية المتشددة، ويتواصلون عبر الإنترنت من خلال منتديات خاصة.
إرهاب وعنصرية
وقال تارانت إنه نفذ الهجوم لخلق جو من الخوف والتغيير يمكن أن يحدث فيه عمل جذري وقوي وثوري، كما أنه يسعى لزعزعة استقرار واستقطاب المجتمع الغربي من أجل القضاء في نهاية المطاف على الجنون العدمي واللذة والفردانية التي سيطرت على الفكر الغربي.
كما ذكر أنه يسعى لدق إسفين بين دول حلف شمال الأطلسي الأوروبية والأتراك، الذين يشكلون جزءًا من الناتو، وبالتالي تحويل الناتو مرة أخرى إلى جيش أوروبي موحد ودفع تركيا لخانة العدو.
المسلمون:
ويعد المسلمون المجموعة الدينية الأسرع نمواً في نيوزيلندا، حيث زاد عددهم ستة أضعاف بين عامي 1991 و2006، ويشكل المسلمون الآن نحو 1٪ من السكان، بحسب بيانات جامعة فيكتوريا النيوزيلندية.
ورغم أن المسلمين مجموعة صغيرة وسريعة النمو، فإن هناك القليل من الأبحاث حول تجاربهم في نيوزيلندا. ومع ذلك، هناك خطابات إعلامية تشير إلى أن بعض النيوزيلنديين لديهم آراء سلبية تجاه وجودهم في المجتمع.
واستقر عدد قليل من المهاجرين المسلمين القادمين من جنوب آسيا وأوروبا الشرقية في نيوزيلندا منذ أوائل القرن العشرين وحتى الستينيات. وبدأت هجرة المسلمين على نطاق واسع في السبعينيات بوصول هنود فيجي القريبة، وتبعهم في التسعينيات لاجئون من مختلف البلدان التي مزقتها الحروب، وتم افتتاح أول مركز إسلامي عام 1959، ويعرف المسلمون في نيوزيلندا بتعايشهم بسلام مع أتباع الديانات الأخرى.