ما رأيك عندما ترى العاملين في المكتب يهرولون وقت الغذاء وكل منهم يمسك زجاجة مياه تتسع للترين، بينما يحتاج العدائون الممتازون كمية مياه أقل منها ليقطعوا مسارا يمتد لنحو 42 كيلومترا؟
أصبح هذا الأمر ظاهرة أثارت حيرة وقلق إريك سيل الباحث بجامعة ملبورن، الذي حذر في ورقة بحثية نشرت مؤخرا في دورية “مديكال جورنال أوف استراليا” أن شرب كميات كبيرة من المياه بنفس درجة سوء شرب كمية قليلة من المياه.
ويمكن أن تؤدي زيادة السوائل في الجسم إلى حالة تسمى “النشاط المرتبط بنقص الصوديوم في الدم” وهو اضطراب في سوائل وأملاح الجسم حيث تسفر زيادة السوائل في الجسم عن انخفاض تركيز الأملاح في مصل الدم بصورة قليلة على نحو غير طبيعي.
ويمكن أن يؤدي شرب كميات كبيرة من المياه إلى تخفيف الصوديوم المطلوب إلى مستوى خطير، ما يسبب القيء والهذيان وأحيانا الوفاة.
وبحث سيل وزملاؤه المشكلات الصحية للأستراليين الذين يسيرون عبر ممر “كوكودا ترايل” الذي يمتد بطول 96 كيلومترا إلى منطقة “أوين ستانلي رينج” في دولة “بابو غينيا الجديدة”.
وأتى البحث على ذكر حالة امرأة 48 عاما والتي أصيبت بصداع في اليوم الثاني، وخشية تعرضها للجفاف، تناولت سبعة لترات من المياه على مدار الساعات القليلة التالية.
وأصيبت بحالة قيء وإعياء قبل دخولها في غيبوبة، وشخص الأطباء حالتها بـ “النشاط المرتبط بنقص الصوديوم في الدم”، وحالفها الحظ عندما كانت سفينة طبية تابعة للبحرية الأمريكية ترسو بالقرب من ميناء “موريسبي” وامكن استدعاء مروحية لإجراء عملية إجلاء طبي لها.
وقال سيل في البحث إن “حالات الوفاة التي لم يتم تفسيرها في العام 2009 لأربعة كان يشتهر عنهم أنهم يمارسون رياضة السير بصورة جيدة على مسار كوكودا ترايل تخلق حالة ملحة لزيادة الوعي بالترابط بين زيادة السوائل في الجسم بصورة مفرطة وحالة النشاط المرتبط بنقص الصوديوم في الدم”.
وأشار سيل إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة من الرجال، كما أن مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من درجة سوء الحالة.