إكس خبر- شعرتْ بضيق في التنفس، فأُدخلت المستشفى لإجراء الفحوصات للاطمئنان أنها بخير… لكنها توفيت بعد وقت قصير. باختصار هذه هي نهاية قصة مواطنة لبنانية تبلغ السبعين عاماً.
تُخبر ابنتها أنها دخلت مستشفى ز. في بيروت في 12-12-2014 بعد أن عانت من خلل في التنفس وتسارع في دقات القلب، غير أنه تبيّن بعد نحو أسبوعين من إجراء الفحوص الطبية المكثفة، أن ما تسبّب بهذه العوارض وجود مياه قرب القلب.
شعرت عائلة السيدة بخوف من خطأ في التشخيص فتمّت الاستعانة بطبيب آخر من خارج المستشفى، الذي أكّد أن المريضة تعاني من تلك الحالة، فتقرّر إجراء عملية جراحية لسحب المياه، وفق ابنتها التي أشارت الى أن العملية لم تكن خطرة، وهذا ما أكّده الطبيب لهم.
شرحت الابنة أن “المريضة خرجت من غرفة العمليات وتوجّه كادر المستشفى بها الى غرفة العناية الفائقة لمراقبتها”. وطمأن الطبيب المتخصّص في شؤون القلب العائلة أن كل شيء على ما يرام، لكننا “تفاجأنا إذ أبلغَنا الطبيب المتخصّص في شؤون التنفس والممرّضات أن الوالدة التقطت جرثومة خلال إجراء العملية الجراحية. فمنعونا من الدخول إلا بعد ارتداء الملابس المعقمة، ووضعوها في مكان مخصّص لها عند الخروج”. وجّهت العائلة أسئلة كثيرة للكادر الطبّي في المستشفى، ولم يُكشف للعائلة سبب التقاط الجرثومة ولا نوعها، وفق ما ذكرت ابنتها في حديث مع “النهار”.
تخبر الابنة المفجوعة انه منذ دخول المستشفى تنقلت والدتها كثيراً بين الغرف، “في بادئ الأمر مكثت 3 أيام في غرفة العناية الفائقة، ثم نقلت الى غرفة في الطبقة الثالثة من ثم الى غرفة أخرى في الطبقة نفسها، وبعدها أجريت لها العملية الجراحية، وأدخلت العناية المركزة”.
ولفتت الابنة الى أنه بعد وفاة والدتها في 5-1-2015، تم وضع الجثة في البراد من دون الرجوع إلى العائلة لرؤيتها وتوديعها. وأوضحت الابنة التي سمعت من كثيرين خلال أيام العزاء أن هناك عددًا من المرضى ماتوا بالطريقة نفسها، أنها قررت متابعة الموضوع وطلبت من المستشفى الحصول على شريط الفيديو للكاميرا المثبتة فوق المريضة في العناية المركزة، غير أنها أشارت الى أن المستشفى أكدت لها أن الكاميرا موصولة لمراقبة المريضة فقط، رغم أنهم وعدوها بأنهم سيسمحون لها بالحصول على الشريط.
ولدى عودتها إلى المستشفى للاستفسار، شرحت طبيبة في المستشفى متخصصة بالأمراض الجرثومية للإبنة أن والدتها كان لديها بكتيريا في البلغم قبل دخولها المستشفى، وعند إجراء العملية الجراحية تكاثرت البكتيريا في جسمها ما تسبّب بوفاتها”، مؤكدة أنها لم تلتقط الجرثومة في المستشفى، وهذا ما أثار استغراب العائلة.
الى المستشفى
توجّهنا الى المستشفى حيث شرحت الادارة الطبية الحال التي أوصلت السيدة الى الوفاة وفق وجهة نظرها. فأشارت الادارة الى أن المريضة وفق الفحص التشخيصي، كانت تعاني قبل الوصول الى المستشفى من جلطة دماغية قديمة، وضغط وقصور في النفَس، اذ ان المريضة كانت تستخدم جهاز تنفس منزلي.
وأوضحت ان المريضة وصلت الى المستشفى وهي تعاني من دقات قلب غير منتظمة وسريعة أو ما يعرف بـ”الرجفان الأذيني” والتهاباً بالقصبة الهوائية.
تشرح الادارة انه تم اتخاذ التدابير المناسبة عبر الاشباع بالأوكسيجين وبدأ العلاج للمريضة بالأدوية المناسبة لحالتها. ونتيجة التشخيص، تبيّن وجود سوائل حول القلب والغشاء الرئوي، مشيرة الى ان السوائل التي تحيط الرئتين، تبين انها سوائل التهابية.
ولمتابعة حالة المريضة، اعيدت الفحوصات الطبية وتبيّن ان كمية السوائل ازدادت حول القلب والرئتين، ما شكّل خطراً على القلب، واستدعى ضرورة سحب السوائل وأخذ خزعة، وهذه الاجراءات لا يمكن تنفيذها الا في غرفة العمليات، مؤكّدة ان هذا الاجراء ليس بعملية جراحية.
ولفتت الادارة الى انه بعد ايام توفيت نتيجة مضاعفات طبّية، منها الالتهابات الموجودة في جسدها. وشدّدت المستشفى على أن لا جراثيم في غرف العمليات.
للمستشفى أجوبة طبية، والابنة على يقين أن الوالدة توفيت نتيجة الجرثومة التي التقطتها في المستشفى، لكن لا دلائل تثبت ذلك، خاصة أن حالة الوفاة حصلت قبل أكثر من 40 يوماً. تؤكّد الابنة “امي ماتت ما فيني رجّعها… بس كرمال المرضى الذين سيدخلون المستشفى”…فمن يكون الحكم في هذه القضية؟