اكس خبر – سؤال وجيه يطرحه اي عاقل مع ما شهدته السعودية هذا العام من كوارث خلّفت زهاء 1000 قتيل من حجّاج بيت الله الحرام وهو ما لم يحدث منذ عشرات السنوات, فمن يقف وراء تخريب أول موسم حج في عهد الملك سلمان ؟ والذي لم نشهد مثيلا له في عهد الراحل عبدالله او سلفه الصالح, وسط تخبّطات الحروب الدائرة في المنطقة والتي تشارك في بعضها السعودية.
عائلات بأكملها ماتت دعسا بالأقدام, وروايات عدّة تم تنقديمها عن الحادث الأليم دون ذكر حادثة سقوط الرافعة في اول موسم الحج لهذا العام والذي تمكنّا من تجاوزه ووضعه ضمن الحوادث التي قد تحدث, الا ان الدهس والدعس بالأقدام لا يمكن تبريره او تمريره مرور الكرام دون تحقيق فاعل وحقيقي يضع الحقّ على أحد, وهو ما استبقه الملك السعودي بإقالة وزير الحج ومدير الامن العام وشخصيات أخرى كبيرة.
الا ان ايران كان لها كلمة أخرى في الموضوع الذي استغلّته لتوجيه أصابع الاتهام لأمير سعودي يرافقه موكب كبير دخل عكس السير فدهس هؤلاء الأبرياء, في حين تناقض الكاميرات والرواية السعودية ذلك الاتهام لتؤكد عدم انصياع عدد كبير من الحجاج الايرانيين للأوامر والارشادات فاصطدموا بالحجاج وصار ما صار من كارثة بشرية تدخلت العناية الالهية كي لا تكون بحجم اكبر من ذلك رغم كبر العدد اصلا.
ورغم ان تبادل الاتهامات بين الدولتين الاسلاميتين الكبريين لا يفيد احدا سوى المتربّصين بهما وإثارة سخرية الغرب عليهما, فإن الكلام عن ضرورة مشاركة عدة دول في ادارة شؤون الحجّ لا يصبّ أيضا في مصلحة الحجيج لا اليوم ولا غدا لأن السعودية تضع امكانات هائلة توازي امكانات دول بحالها لخدمة زوار الكعبة على مدار السنة وهي التي لم تعوّدنا على الاستسهال في موضوع كهذا, فإنّ القضاء والقدر مع الاخطاء البشرية تبقى موجودة في كل زمان ومكان وفي اي مناسبة ضخمة كهذه, يمكن للسلطات السعودية بقيادة الملك سلمان مواجهتها بمزيد من الثبات كما هو الحال الآن.