لطالما ادعى الرجال ان النساء هم الفتيل لاشعال الشجارات الزوجية “الحامية” نتيجة تذمرهم المتواصل، ولطالما تذمّر الرجال من تعاطي النساء “الهيستيريّات” بعاطفية شديدة مع الشجارات والمشاحنات، غير أن الدراسات أظهرت أنه ذنب الرجال. وفيما تميل انفعالات النساء للخنوع والحزن، تسيطر السلطوية على انفعالات الرجال.
ويؤكّد علماء النفس أنّ النساء فعلاً تضطربن أكثر من الرجال حين ينهرن. إلا أنّ دراسة وجدت أيضاً أنّ الرجال هم من يتسبّبون بالشجار في المرتبة الأولى لأنّهم يميلون أكثر إلى التعبير عن العواطف السلطويّة المقوّضة، كالغضب الشديد والازدراء. ففي الدراسة، تعرّض 67 رجلاً و75 إمرأة لأوضاع متعدّدة يواجه فيها الثنائيّ شجار. وقد حلّل الباحثون نوع العواطف التي تربط الأشخاص والتي قد يشعر بها الرجال والنساء، كما حلّلوا آثار ونتائج تلك العواطف لدى تكرار الصراعات. وتبين أنه حين يواجه المرء سوء معاملة من قبل الشريك، ويتعاطى من شأنه، تشعر النساء بالتعاسة. أمّا في حال لجأ أحد الشريكين إلى العنف الجسدي أثناء الشجار، تسيطر مشاعر خيبة الأمل على النساء أكثر منها عند الرجال.
وعندما تمّ استجواب الشريكين عن كيفيّة شعورهما عندما يصرخ أحد الشريكين في وجه الآخر بشكل متكرر، شعرت النساء بالحزن، بينما أحسّ الرجال بالذنب. وعندما يحاول أحد الشريكين تشويه حقيقة الشجار والتذرّع بأنه محق، وجد البحث أنّ النساء يملن للتعبير عن الحزن في حين يشعر الرجال بالحرج. كما وجدت الدراسة أنّه خلال المشاحنة مع الشريك، يُتوقّع أن يعبّر الرجال عن أحاسيس أكثر استبداديّة وسلطويّة كالغضب والازدراء. أما النساء فتظهرن مشاعر الخنوع كالخوف والحزن والشعور بالذنب.