كتبت عندليب دندش مقالا بعنوان للطفولة حقها جاء فيه: رأفة بطفولة ابنائكم ببراءتهم بطيبتهم، بضعفهم بشقاوتهم. عالم الاطفال، عالم يُجسد البراءة بكل معانيها. هم لا يعرفون الكره والبغض والأذى حتى عندما يؤذون يحسبون انهم يُحسنون صنعا.
أطفالنا يحتاجون منا الرحمة والحنان والعون والمساعدة والاهم يحتاجون منا الحب والعاطفة والرعاية.
وبقدر ما تُغدقون اطفالكم بالحب والرعاية، بقدر ما تربحون في المستقبل رجالا اصحاء وفتيات ناجحات.
هي سنة الحياة بقدر ما تعطي تأخذ، وبقدر ما تحرم تخسر. فأن نجد اليوم اباء يتخذون من اولادهم وسيلة للتنفيس عن غضبهم وكأنهم “فشة خلق” فتلك مصيبة لان الطفل عندما يتعرض للاذى والضرب او الصراخ من قبل احد والديه الغاضب من قضية لا دخل للطفل بها، يتأذى نفسيا بشكل كبير ويصير امام ثلاثة احتمالات لا رابع لها: إما ان يكره الوالد او الوالدة الذي يعنفه باستمرار، او يلجأ الى استخدام الاسلوب نفسه مع اخوته وزملائه ويشب على هذا الفعل ويصبح جزءا منه حتى في شبابه، او ان يعيش الخوف في داخله وتهتز ثقته بنفسه فيصبح ضعيف الشخصية فاشل في الحياة.
فهل من احد يتمنى لولده ان يتصف بإحدى هذه الحالات؟ بالطبع لا حتى اولئك الاباء الذين يعنفون اطفالهم هم لا يكونون يقصدون ايذائهم لكن نتيجة افعالهم حتما لن تكون كما تشتهي انفسهم.
فلماذا لا يرمي الاباء جميع مشاكلهم وهمومهم خارج المنزل عندما يلاقون اطفالهم ويلاطفوهم بدلا من “التفشش بهم” . أليس من حق هذا المخلوق البريء الضعيف الذي وهبك اياه الله ان تعطيه من وقتك وصحتك وراحتك؟ ما ذنبه اذا اثقلتك الهموم بما يكفيك، لتُثقله بالخوف والترهيب؟ انه طفلك انه ابنك، انه النعمة التي يتعطش اليها الكثيرين وحُرموا منها لغاية لا يعلمها الا الله، فلتدرك عظمة ما حباك الخالق به، لتعظمه ولتهتم وتعتني به، وتذكّر انك يوما كنت طفلا صغيرا مثله واحتجت لكل ما يحتاجه ابنك اليوم، فرأفة ورحمة به لأن حبك له لا يبرر ابدا تعنيفك له.