منذ إعلان تنحيه في الحادي عشر من فبراير، والتقارير الصحافية عن الوضع الصحي ومكان الرئيس محمد حسني مبارك مازالت تتواتر وتتضارب بين من يقول ان حالته متدهورة ومن يقول انه في غيبوبة ومن يقول انه غادر شرم الشيخ ومن يقول انه باق فيها. فقد أفادت مصادر مقربة من الرئيس المصري السابق بأن الرئيس غادر عصر أمس الأول إلى مدينة تبوك بالمملكة العربية السعودية. لكن مصادر أخرى لقناة العربية قالت انه مازال في شرم الشيخ وانه بخير في مقر إقامته في شرم الشيخ مع أسرته، كما أنه يتلقى المكالمات الهاتفية.
بيد أن مصدرا سعوديا قال أمس إن مبارك استسلم لمرضه ويريد أن يموت في منتجع شرم الشيخ. وقال مسؤول في السعودية إن المملكة عرضت استضافة مبارك لكنه كان مصرا على أن يموت في مصر، وقال المسؤول السعودي الذي طلب عدم نشر اسمه «إنه ليس في حالة طيبة على الإطلاق ويرفض المغادرة. لقد استسلم ويريد أن يموت في شرم الشيخ».
من جهتها، نقلت صحيفة الجمهورية أمس تأكيد مصدر مسؤول بشرم الشيخ أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك أفاق من غيبوبته الاثنين الماضي ورفض مجددا توسلات نجله الأكبر علاء الذي يلازمه طوال الوقت بالسفر للعلاج في أوروبا، مؤكدا انه سيبقى إلى أن يموت ويدفن «في تراب مصر».
وذكرت الصحيفة في عددها الصادر أمس انها علمت أن الفريق الطبي المرافق للرئيس مبارك استدعى صباح أمس الأول سيارة الإسعاف المجهزة والموجودة في مقر قرية الحرس الجمهوري بشرم الشيخ إلى مكان إقامة الرئيس السابق بالمقر الرئاسي وهو ما جعل البعض يعتقد ان مبارك سينتقل بالسيارة المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية إلى مطار شرم الشيخ الدولي تمهيدا لسفرة للخارج إلا أن الرئيس مبارك رفض عندما استفاق فكرة الرحيل مجددا، بحسب الصحيفة.
وصرحت مصادر مطلعة بأن مبارك يعاني من سرطان القولون وهو سبب سفره وعلاجه السابق في «هايدلبرج بألمانيا» وهو مصاب بحالة اكتئاب شديدة وارتفاع في ضغط الدم ويرفض كثيرا تناول الطعام والأدوية وهو ما يضطر معه الطاقم الطبي إلى إعطائه مهدئات قوية تنومه لفترات طويلة.
وأكد شهود عيان أن مبارك وصل وحيدا دون رفقة احد من أفراد أسرته إلى مطار شرم الشيخ عصر الجمعة الماضية وقبل إذاعة خطاب تخليه عن السلطة ولحقه إلى شرم الشيخ بعد ساعتين نجله الأكبر علاء الذي شوهد ينزل من الطائرة وحيدا أيضا دون أسرته.
وحسب الصحيفة: «تؤكد مصادر سفر سوزان مبارك وجمال مبارك وأسرته إلى دولة أوروبية يرجح أن تكون سويسرا بعدما شهد البيت الرئاسي حالة من الانقسام وتبادل الاتهامات بين نجلي الرئيس قبيل خطاب التنحي».
بدورها قالت مصادر لصحيفة «الأخبار» المصرية في عددها الصادر أمس ان مبارك رفض عروضا باستضافته من 4 رؤساء عرب عقب تنحيه وأكد لمن حوله أنه «لن يموت إلا على أرض مصر» وأوصى بأن يدفن على أرض مصر بجوار حفيده الراحل محمد علاء.
وذكرت المصادر نفسها أن مبارك يعتزم مواصلة كتابة مذكراته لكنه أرجأ الفكرة حتى لا يتعرض لإرهاق مجددا.
وأشارت إلى أن هذه المذكرات ستحمل الكثير من المفاجآت خصوصا بشأن السنوات الخمس الأخيرة من حكمه.
وتابعت أن الرئيس السابق كان قد بدأ تسجيل مذكراته صوتيا في الفترة الأخيرة لكنه لم يكملها.
وقال مصدر طبي بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة إن مبارك كان يعاني من مرض سرطان البنكرياس وليس الحويصلة المرارية كما كان معلنا.
وأوضح المصدر أن الأطباء الألمان الذين أجروا الجراحة كانوا يتابعون مع المركز الطبي العالمي وكان من المفترض أن يتم إجراء هذه العملية في المركز إلا أن الطبيب الألماني رفض ذلك بعد زيارته للمركز وطلب أن تكون في ألمانيا وهو ما حدث فعلا.
كما كشف المصدر عن أن سوزان مبارك كانت تعاني من مرض سرطان الدم وسبق أن أجرت عددا من العمليات بالخارج وداخل المركز دون إعلان ذلك.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة «الوفد» المصرية على موقعها الإلكتروني أن بعض الموظفين والعاملين في مؤسسة رئاسة الجمهورية سينظمون وقفة أمام القصر الجمهوري يوم الجمعة المقبل سموها «جمعة الاعتذار»، حيث يقومون بدعوة أهاليهم وأقاربهم ومعارفهم، وبعض المتعاطفين مع مبارك، للتظاهر أمام القصر الرئاسي رافعين لافتات الاعتذار للرئيس السابق مبارك عن «الإهانات» التي وجهت له ولأسرته أثناء المظاهرات.