أكد الرئيس حسنى مبارك رئيس الحزب الوطني الديموقراطي أن الحزب اختار مرشحيه لانتخابات مجلس الشعب المقبلة من خلال عملية مؤسسية غير مسبوقة شارك فيها كافة أعضائه في إبداء الرأي وتقييم المرشحين وفق معايير موضوعية واضحة.
وقال الرئيس مبارك في كلمته خلال اجتماعه بالهيئة العليا للحزب الوطني الديموقراطي امس إن نتائج هذه الانتخابات التي تجرى نهاية نوفمبر الجاري «سوف تحدد مسار العمل الوطني خلال السنوات الخمس القادمة، وسوف نخوضها مدركين ما يواجهه الحزب من منافسة شرسة، موقنين – كعهدنا – بأن العمل الحزبي والوطني مسؤولية وعطاء، نواصل الاجتهاد في قدرة الحزب على قيادة العمل الوطني، ومواصلة العطاء من أجل كل مصري ومصرية.
وأضاف: «إننا نخوض الانتخابات المقبلة بسجل مشرف لما تحقق على أرض الواقع، وعلى امتداد أرض الوطن، سجل حافل هو نتاج الرؤية الإستراتيجية الحاكمة التي طرحها الحزب للتعامل مع مختلف السياسات العامة، وقضايا التغيير والتطوير والإصلاح على جميع محاوره».
واستعرض الرئيس مبارك الإنجازات التي تحققت في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، موضحا أن الإصلاح السياسي الذي عززته التعديلات الدستورية عامي 2005 و2007 استهدف ترسيخ دعائم نظامنا الجمهوري وإرساء أسس دولة مدنية حديثة بما تعنيه من الابتعاد بالدين عن السياسة، وإعلاء مبدأ المواطنة، وتعزيز استقلال القضاء، وتدعيم دور البرلمان، وضمان توسيع قاعدة المشاركة السياسية للأحزاب، وتفعيل مشاركة المرأة.
وتعهد مبارك أنه خلال السنوات الخمس المقبلة (دورة انعقاد المجلس) سيتم تحقيق المزيد من النمو وتوفير فرص العمل وتحسين الدخول والمزيد من الحماية للأسرة المصرية والسيطرة على التضخم وضبط الأسواق والأسعار «من أجل البسطاء والفقراء والمهمشين، لسكان العشوائيات والقرى الأكثر حرمانا واحتياجا، لمن لم تصلهم بعد خدمات الصرف الصحي».
وهنأ مبارك المرأة المصرية بتجربة «الكوتا» حيث تتنافس نساء فقط في هذه الانتخابات على 64 مقعدا مخصصين للمرأة، إضافة إلى حقها في المنافسة على باقي مقاعد المجلس، وأعرب مبارك عن تطلعه لانتخابات «حرة ونزيهة تتم تحت إشراف اللجنة العليا للانتخابات، ومراقبة المجتمع المدني المصري، وتتيح الفرصة لأوسع مشاركة من الناخبين للإدلاء بأصواتهم».
من جانبه، قال صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديموقراطي إنه منذ يومين أغلق باب الترشيح وتقدم الحزب الوطني بعدد 770 مرشحا ليغطوا 222 دائرة عامة وكذلك عدد 69 مرشحة لتغطي عدد 32 دائرة خاصة لمقاعد المرأة، وقد تقدم مرشحون ومرشحات من كل طبقات وفئات الشعب خرجوا من مدنه ونجوعه وقراه وعوائله وقبائله وواحاته، وأضاف الشريف موجها كلمة للرئيس مبارك «تابعت سيادة الرئيس الخطوات الصعبة لاختيار مرشحينا من خلال عمل تنظيمي تحملته القيادات المركزية والمحلية وعمل تنظيمي مدقق بأسلوب يحقق ديموقراطية الاختيار لحزب مؤسسي والمشاركة في اتخاذ القرار لحزب كبير حتى نقدم الأقدر على المنافسة والأصلب على مواجهة التحديات والأكثر تأييدا من القوى التصويتية».
وتابع «إن هدفنا هو ثقة وتأييد الناخبين أصحاب الحق الأصيل في الاختيارات بإرادتهم الحرة»، مشيرا إلى أنه من أجل ذلك بذلت قيادات الحزب وكل الأعضاء الجهد في أكبر وأوسع مشاركة غير مسبوقة في تاريخ الأحزاب السياسية لاختيار مرشحيها.
وأوضح الشريف أنه تقدم من أبناء الحزب المتميزين عدة آلاف ليقودوا مراحل الاختيار عن قناعة وبحيادية، حيث شارك في هذا آلاف القيادات المحلية وما يقرب من 2 مليون عضو شاركوا في الانتخابات الداخلية للحزب.