إكس خبر- باءت محاولات انقاذ الشهيد علي البزال من بين أفكاك “الذئاب” بالفشل، ولم تنجح التدخلات والوساطات في ابقاء “فاه” النصرة مقفلاً لأسابيع، قبل أن يفتح ويطبق فجأة نتيجة الإعلان عن توقيف زوجة أحد زعمائه. وكما تطايرت دماء الشهيد في كل مكان، تطايرت الاتهامات من آل البزال على الشيخ مصطفى الحجيري، وبعدما ناشدوه سابقاً بات اليوم أول من يتحمل مسؤولية انهاء حياة ولدهم. المفاوض القطري رفع الراية البيضاء وانسحب قبل أن يصل الملف الى خواتيمه المرتجاة بخاصة أن رد “النصرة” على توقيف النساء لن يقتصر على البزال، بل هددت وتوعدت بالمزيد من الضحايا.
من تقبيل رأسي إلى تهديدي بالقتل
الشيخ مصطفى الحجيري رد على الاتهامات وعلى ردود فعل آل البزال وعن سير الملف والأيادي الخفية التي تعبث به لبعثرة اوراقه، إذ قال لـ”النهار”: قبل ليلة من اعدام العريف كان أهله يناشدوني بالتدخل لمنع اعدامه كما كانوا يريدون تقبيل رأسي”، وتساءل “إما أجلب لهم ما يريدون أو أصبح مجرماً بنظرهم”. ويتابع قائلاً: “أقوم بمبادرة انسانية في هذا الملف، لا من أجل أحد، وأقول بكل صراحة حتى لو عاد علي البزال حياً الى ذويه لم أكن لانتظر منهم غير الذي سمعته، إذ في الواجهة هناك شخص من آل البزال، لكنني اعلم من هي الجهة التي تقف في الخلف وتلقنهم الكلمات” .
علامات استفهام
مجموعة أسئلة وجهها الحجيري الى آل البزال، وهي: “لماذا لم يوجهوا كلامهم واتهامهم إلى المفوض الرسمي من الحكومة اللبنانية عباس ابراهيم الذي بيده كل الامكانات والدعم، وليس هناك مذكرات توقيف صادرة بحقه مثلي”، واستطرد: “أنا إن أردت الصعود إلى الجرد احتاج إلى نصف نهار للتنسيق مع القوى الأمنية، لكن الحقد الأعمى والدفين يعمي أبصارهم، لا سيما إعلام 8 آذار. هؤلاء أشخاص ليس لديهم سوى لغة القتل والاجرام والتفجير والتهديد، والذين لم يتورعوا عن قتل الرئيس رفيق الحريري وبيار الجميل ومحاولة قتل الشيخ سالم الرافعي وغيره لن يتورعوا عن قتلي أنا أو عن قتل أي انسان”. “الجميع يعلم ماذا فعلت” وردّ على اتهامه بتسليم العسكريين إلى الجهة الخاطفة وبمقتل البزال قائلاً: “هذا الاتهام لا يقدم ولا يؤخر، من اقترب من هذا الملف يعلم ماذا فعلت والجهود التي بذلتها كي أحاول إبعاد الايذاء قدر الامكان عن أهل بلدي، لكن نحن نعاقب سياسياً على موقفنا المؤيّد للثورة السورية، وربما لأننا نؤوي في الخيام الموجودة النازحين”.
نذير شؤم
اعتذار قطر عن مبادرتها اعتبره الحجيري “نذير شؤم بأن الامور ذاهبة الى الاسوأ، وبعد عرقلة الملف على مطلب المقايضة، جاء ما يكبّله بتوقيف النساء، لذلك لا مؤشرات إيجابية في الأفق ما لم يتم اطلاق سراحهن والأطفال في القريب”. ولفت إلى انهم “ينتقدون “الدولة الاسلامية على أنه يأخذ سبايا، وهم فعلوا بالمثل”. المستفيد من العرقلة وعن المستفيد من عرقلة الملف، أجاب: “الطرف الذي لا يزال منذ أربعة أشهر ونيف يعمل على افشال المفاوضات، تزامناً مع إجراء مفاوضات لاطلاق سراح أسيره، ويا للأسف، استطاع أن يحقق هدفه في النهاية. وهو الآن وصل الى مرحلة من العجز، إذ لم يعد بامكانه الاستمرار في القتال داخل سوريا لذلك يريد أن يجرّ الجيش اللبناني والقوى الأمنية للحلول مكانه في القتال ويكون المستفيد في النهاية”. وأضاف: “المعادلة بسيطة عندما يقوى الجيش تضعف الميليشيا، والآن الميليشيا المسلحة الوحيدة في لبنان هي بقايا النظام السوري، عندما يقوى الجيش هي تضعف والعكس صحيح”. الوضع في عرسال وعن الوضع في عرسال، أجاب “قطاع طرق وحشاشون وملثمون وعصابات منتشرة على الطرق تفرض حصاراً على الناس الذين لم يعد باستطاعتهم الخروج من منازلهم، والى مصالحهم أو للاستشفاء كي لا يتم الاعتداء عليهم بعد التهديد بقتلنا وشرب دمنا”. وتوجه الى الوزير نهاد المشنوق قائلاً: “صرحت أنه يمنع قطع الطرق وطبقت ذلك على أهالي العسكريين حيث هاجمهم الدرك وجوبهوا بخراطيم المياه، فلماذا لا يطبق ذلك على طريق البزالية، ولو حصل هذا الأمر في طرابلس لكنا اتهمنا بالارهاب”.