شن رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون هجوماً حاداً متعدد الجهات لم يوفر فيه رئيس الجمهورية ميشال سليمان متسائلا “ماذا يفعل بعد خطابه الدستوري غير البكاء؟”.
عون وبعد مشاركته في قداس احتفالي بعيد القديس مخايل في نابيه، قال: “لقد قرأت تصريحا لاحد نواب المتن يقول فيه انهم يريدون لبنان منزوع السلاح اي ان يرفع يديه كي لا نقول “رافع اجريه” ويفرضوا عليه كل القرارات”، متسائلا: “ما معنى ان يكون لبنان منزوع السلاح والى جانبنا دولة تريد توطين الفلسطينيين؟”.
أضاف: “ما إن اقررنا بعض الحقوق الفلسطينية قالوا انها خطوة نحو التوطين، ان لبنان لا يستطيع استيعاب 500 الف فلسطيني وهو يحتل “المرتبة الخامسة في العالم من ناحية كثافته السكانية. ارضنا محدودة وضيقة ومواردنا ضيقة”، مؤكدا ان “هناك استحالة انسانية للفلسطينيين، نقول لهم انتبهوا الى التوطين ويقولون هذه “فزيعة”، كلا، هذه اصبحت عمالة”.
وخاطب الحاضرين: “تصوروا ساقية تجري فيها ماء اذا جف النبع، نسمع ان لبنان منزوع السلاح، في حين ان لبنان منزوع بصحافته وبسياسييه، لبنان منزوع الا من السلاح”، مشددا على ان “السلاح لا يقتل وما يقتل هو ارادة القتل، والشعوب تثور عندما يكون هناك حكم فاسد لا يحترم القوانين”.
عون إسترسل: “اننا منذ مدة نلفت نظر الحكومة الى انها تأخذ اجراءات مخالفة للقانون وكأنهم لا يسمعون، وهذه المرة “سنفخت اذنيهم” ليسمعوا”، لافتا الى ان “هناك اجهزة امنية غير شرعية تخطف اناسا لشهور، ولكي تغطي عدم شرعيتها على الاقل تحترم القوانين، واعني شعبة المعلومات، هي فرع غير شرعي لا قانون له، ولقد بات ذلك امرا واقعا ولكن بأمر من”.
وإذ اشار إلى ان “هذا الفرع يبث الشائعات باسم الاشخاص”، سأل: “هذا الفرع مسؤول امام من؟”، مضيفا “اذا قلنا انه تابع لقوى الامن فنحن لفتنا نظر وزير الداخلية الى هذا الامر فهل هو نائم؟ نعم هو صديق، لكن الصداقة تقف عند التعرض لكرامات الناس”.
كما سأل: “اين وزير العدل (إبراهيم نجار)، وهو المسؤول عن سرية التحقيق وكل يوم نسمع شائعات؟ او وزير الاعلام (طارق متري) الذي يسهر على تسيير الشائعات، او وزير الدفاع (إلياس المر) الذي لا يتحرك الا عندما نطاله شخصيا؟، كل هؤلاء الوزراء ماذا يفعلون، نائمون؟”. واذ شدد على “ضرورة معرفة ماذا يفعلون وماذا ينتظرون ليستقيلوا”، اعتبر ان “هؤلاء لا يستطيعون عيش الاستقلال لانهم ليسوا اسيادا”.
وسأل عون: “اين الاموال التي صرفت؟ اين قطع الحساب؟ مديرية المحاسبة ووزارة المال ورئيس الحكومة ماذا يفعلون؟ اين رئيس الجمهورية وماذا يفعل بعد خطابه الدستوري غير البكاء؟”، مشددا على ضرورة ان نرى من اليوم وصاعداً اقالات واستقالات”.
وقال: “حاسبوا الناس الذين مروا عليكم وما زالوا كيديين، البلد لا يحمل حرتقات، والبلد بخطر من اسرائيل”، خاتماً بالقول: “انني اتكلم لاقول لجميع اللبنانيين كيف سنؤمن لقضاء يحمي شهود الزور، كيف نؤمن لقضاء لا يقوم بواجباته”.
الوزير الياس المر رد على العماد عون
ورداً على تصريح رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون، صدر عن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر ليل امس الآتي:
“من المؤسف ان نسمع من يسمح لنفسه بالتطاول على شخص فخامة رئيس الجمهورية فيما كان من المفترض ان يدعم موقع الرئاسة ويساهم في تحصين هذه المرجعية الاولى، خصوصاً ان فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان هو الاحرص على مصالح لبنان وهو المؤتمن الامين على الدستور والمترفّع عن التجاذبات والانفعالات والانانيات.
من المؤسف ان يحاول البعض التهجّم على مقام الرئاسة ويعيد السجال والتوتر الى الساحة السياسية، فيما تنصب الجهود على التهدئة ووأد اي فتنة محتملة.
ان التطاول على شخص فخامة الرئيس لا يبني وطناً ولا يحقق اصلاحاً، ومن يرى في نفسه كفاية ومقدرة وحرصاً على البلد واهل البلد، فليضع امكاناته في تصرف الرئيس وحكمة الرئيس.
اما في ما يعود الى البكاء، فالصحيح ان كل اللبنانيين وعلى رأسهم فخامة الرئيس يبكون أسفاً على رؤية البعض يتصرف لتدمير الموقع المسيحي الاول في لبنان ونسف منطق الدولة”.