إكس خبر- سيطرت حالة من الإحباط عليها بعدما فشلت في إنقاص وزنها، فراحت تفكّر في أي وسيلة تستطيع بواسطتها التغلب على شراهتها، فلجأت إلى العقاقير علها تنجح في حرق الدهون التي تشوّه قوامها، لكن بلا جدوى، ليأتي قرارها الأخير اللجوء إلى أحد مراكز التجميل لتخضع لجراحة تستعيد معها رشاقتها وتظهر بعدها «نيولوك»، من غير أن تدري أنها ستكون النهاية…
كانت الساعة تقترب من السادسة صباحاً والهدوء هو السمة الغالبة على معظم شوارع مدينة القاهرة الجديدة، باستثناء شارع امتلأ بالمارة الذين سيطرت عليهم حالة من الرعب وهم يشاهدون جثة فتاة ملقاة على الطريق، فانطلقت استغاثاتهم يطلبون النجدة من رجال الشرطة.
دقائق معدودة وانتشر رجال الشرطة في المكان، يحاولون البحث عن خيط يكشف تفاصيل الجريمة التي بدت للوهلة الأولى أنها ارتُكبت في منطقة بعيدة، إذ نقل الجاني الجثة إلى هذا المكان لإبعاد الشبهات عن نفسه.
غموض الحادث
كانت الجثة لسيدة في العقد الرابع من العمر، ترتدي كامل ملابسها، مسجّاة على وجهها. وبعد المعاينة وُجدت في جسمها جروح عدة قطعية متوازية في الصدر والبطن والردفين بشكل دقيق، مما يشير إلى أن الفاعل شخص متمرس. لكن آثار وخز في وريد اليد اليمنى جعلت رجال المباحث يرجّحون أنها كانت تخضع لجراحة دقيقة، الأمر الذي جعل القضية أكثر غموضاً.
حالة من الحيرة انتابت فريق البحث الذي شُكّل لكشف غموض هذه الواقعة، فإذا كانت الضحية قد خضعت لجراحة قبل وفاتها كما كشفت التفاصيل الخاصة بفحص الجثة، فلماذا ألقي بها على الطريق العام؟ إلا إذا كان في الأمر ما يدعو للشك والريبة في ما يتعلق بتفاصيل هذه الجراحة. وقبل أن تتجه الشكوك إلى أن الجريمة وقعت بدافع الانتقام، جاء تقرير الطب الشرعي ليفيد بأن الوفاة حدثت نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية عقب تلقّي الضحية جرعة زائدة من المخدر.
جراحة خاطئة
أصبح من المؤكد أن جراحة خاطئة هي التي أنهت حياة الضحية، لتظل حيرة رجال المباحث قائمة في ظل عدم وجود دليل يرشدهم إلى هويتها، علاوة على أنها ليست من سكان المنطقة حيث عثر عليها.
أمام هذا الوضع المبهم، لم يكن من حل لهذا اللغز سوى البحث في بلاغات الغياب عن سيدة تنطبق أوصافها على الضحية، وتوسيع دائرة البحث لتشمل جميع الأقسام الواقعة في منطقة القاهرة.
استمر البحث أكثر من شهر حتى عثر على بلاغ بغياب سيدة ليبية الجنسية، حرره أقاربها في قسم مدينة نصر شرق القاهرة، بعد أن اختفت في توقيت تزامن مع العثور على الجثة، وباستدعائهم تعرفوا إليها.
صاحبة الجثة
رحمة جبريل إبراهيم (36 سنة) ليبية تقيم في مدينة نصر، تحظى بعلاقات طيبة مع جميع معارفها. كانت تلك المعلومات التي توافرت لرجال الشرطة عن صاحبة الجثة، لتظل حيرتهم قائمة حول سبب نهايتها المأسوية.
خيط جديد ظهر لرجال الشرطة لكشف غموض هذا اللغز، تمثل في هاتفها المحمول الذي اختفى معها، فتم الاستعلام من شركات الاتصالات عن آخر الأرقام التي طلبتها الضحية، ليأتي الرد مشيراً إلى تواصلها بصورة مكثفة مع أحد مراكز التجميل المعروفة، علاوة على أن آخر اتّصال أجرته من هاتفها قبل أن يغلَق كان بهذا المركز.
إنقاص الوزن
بدأت الخيوط تتكشف عندما أكد أقارب الضحية أنها كانت تفكر في إجراء جراحة تجميل لإنقاص وزنها، لأنها كانت تعاني زيادة في الوزن في مناطق معينة، ونصحها البعض باللجوء إلى الجراحة لعلاج هذا الأمر، والظهور بـ«نيولوك».
وبما أنه بات من المؤكد أن مركز التجميل متورط بقتل هذه السيدة، تم استئذان النيابة لضبط صاحبه، فتوجهت مأمورية لإلقاء القبض عليه، وفور أن شاهد رجال المباحث يحيطون به انهار واعترف بجريمته التي ارتكبها قبل أكثر من شهر، وأرشد إلى ثلاثة شركاء له فيها.
الجاني
مجدي ف. (35 سنة) طبيب وصاحب مركز تجميل، ذاع صيته في جراحات إنقاص الوزن وتنحيف الجسم. وعلى هذا الأساس ذهبت إليه الضحية باحثة عن الجمال والرشاقة، ليتم الاتفاق على موعد لإجراء الجراحة. وفي الموعد المحدد كان هناك علاء م. (32 سنة)، وهو طبيب تخدير قام بتخديرها، تمهيداً لبدء الجراحة، إلا أنه لم يلتزم بما تقتضيه متطلبات وظيفته من انتظار حتى الإفاقة. فأصاب رحمة هبوط حاد في الدورة الدموية لتلقى حتفها بين يدي طبيب التجميل، الذي ما إن أدرك ما حصل حتى استدعى ممرضته صفاء ع.ج (35 سنة) وموظف الاستقبال في المركز حسن م.ح (26 سنة)، ليشاركاه التخطيط للتخلص منها.
انتظر الثلاثة حتى خلا الشارع من المارة، وحملوا الجثة في سيارة الطبيب وألقوا بها في الشارع حيث تم العثور عليها. لتنتهي اعترافات الطبيب القاتل، ويصدر قرار من وكيل النائب العام المصري بضبط وإحضار طبيب التخدير والممرضة وموظف الاستقبال وإحضارهم، باعتبارهم شركاء في الجريمة.